إن حرب أكتوبر المجيدة ستظل نبراساً مضيئا للاجيال القادمة,يتعرفوا من بطولاتها على كيفية إنتصار الارادة المصرية التى لا تعرف المستحيل, ولا تركن الى الاشاعات المغرضة التى تنال من عزيمة الرجال,فبد عدوان إسرائيل على الأراضى العربية عام 1967 وإحتلال كل من سيناء المصرية والجولان السورى عملت على تحصين مراكزها القتالية فيهما وأنشأت خط ألون فى الجولان وخط بارليف فى مصر حتى شاعت مقولة الجيش الذى لا يقهر ومناعة خط بارليف,ثم أعقبها إجتماع الدول العربية فى قمة الخرطوم فى أغسطس 1967 ليعلنوا اللاءات الثلاث عدم الإعتراف بإسرائيل ,وعدم التفاوض معها, وعدم إقامة علاقات سلميه معها ,واصدر مجلس الأمن فى 22 نوفمبر 1967 قرارة الشهير 242 الذى دعا فيه إسرائيل الى الإنسحاب من الأراضى العربية التى إحتلتها ومع الغطرسة الإسرائيلية ورفض المبادرات الدولية لحل الصراع مثل خطة روجرز,ومن ثم فقد أدركت القيادة المصرية والسورية أنه لا مفر من اللجوء للحرب لإستعادة الحق, ومن هنا بدأت حرب الإستنزاف وتنفيذ خطة التسلح والتدريب من أجل الإعداد للحرب من خلال الحصول على منظومة الدفاع الصاروخى من روسيا وتحديث المعدات والمدرعات,ونجحت إيضاً فى تنفيذ خطة الخداع الاستراتيجيى التى صنعت عنصر المفاجأة الذى أفقد العدو توازنه واستغرق عدة ساعات حتى يتواصل مع قيادته فى تل أبيب,ووقف الجندى المصري أمام المدرعات والدبابات وتفوق عليها, وشكل حائط صواريخ الدفاع الجوى درعاً للقوات المقاتلة على الأرض وقام بتحييد قوة العدو الجوية,كانت الحرب ملحمة تكاتف معها الشعب مع جيشة ووقف القائد والجندى فى صف واحد دفاعا عن تراب وطنهم,كما انها أعادت اللحمة والتكاتف العربى فى مواجهة تهديدات الأمن القومى العربى بإستخدام سلاح البترول فى وجه العدوان والدول المساندة له, لقد حققت حرب أكتوبر المجيدة أهدافها الإستراتيجية وفى مقدمتها تحقيق الإجبار العسكرى لإسرائيل من أجل الرضوخ للسلام العادل,كما أنها قد ضمنت مقعدا للفلسطينيين فى مفاوضات السلام رغم رفضهم الحضور,واعادت للأمة العربية كرامتها بعد أن أضحت تمتلك قوة تقف فى وجة العدوان .
إن بسالة الجندى المصرى وعبقرية القيادة والتخطيط جعلت من العسكرية المصرية مدرسة تدرس على مستوى الكليات الحربية واسترتيجيات الحرب والدفاع فى دول العالم, ولقنت العدو المحتل درساً فى الوطنية والتضحية سيظل عالقاً فى أذهانهم مدى الدهر ويجعلهم يفكرون ملياً إزاء محاولة تهديد التراب المصرى, فخلال مراحل التاريخ المختلفة كانت مصر وستظل درعاً وسيفا بتاراً يزود عن الحق العربى,ولم تكن الحرب نصرا عسكريا فقط بل إنتصارا للارادة المصرية والعربية.