هناك دور آخر لمنصب الوزير غير الدور السياسي وإنجاز الدور المنوط به وزارته أمام القيادة السياسية والحكومة؛ وهو الدور الإنساني أو سياسة الباب المفتوح لحل المشكلات الخاصة بالمواطنين؛ سواء كان خاصًا بعمل وزارته أو حل مشكلاتهم في أماكن أخرى، ويعود ذلك لطبيعة وشخصية الوزير، وربما يكون الوزير ناجحًا في تنفيذ أجندة وزارته والمكلف بها من قبل القيادة السياسية، ويشهد له الجميع بحسن التعامل والخلق، ولكن يرفض ولا يريد التعامل مع مشكلات المواطنين الشخصية حتي مشكلات أو طلبات أقربائه أو المقربين منه الذين يقصدونه لحلها؛ لتوسمهم فيه الخير نظرًا لكونه يحتل منصبًا مهمًا في الدولة، وله من العلاقات مع كافة المسئولين، ويستطيع حل شكواهم، ولكن يخيب رجاؤهم فيه.
ولكن هناك على الجانب الآخر هناك وزراء بجانب عملهم الوزاري والتنفيذي، والذين نجحوا فيه وضعوا نصب أعينهم حديث رسول الله “صلى الله عليه وسلم” وهو “إن لله عبادًا اختصهم بقضاء حوائج الناس، حببهم إلى الخير، وحبب الخير إليهم، أولئك الآمنون من عذاب الله يوم القيامة” وكان لهم باع كبير في العمل الإنساني لحل مشكلات المواطنين؛ ومنهم الوزير الدكتور محمد أبوشادي وزير التموين الأسبق، والدكتور علي المصيلحي وزير التموين السابق، ويثمن كلامي هذا كل من اقترب منهما وتعامل معهما، وبالرغم من أن كلا منهم غادر منصبه الوزاري البراق، ولكن لم يغادروا قلوب الذين تعاملوا معهم؛ لأنهم كانوا يفرجون دائمًا كرب الناس حتي وهم خارج المنصب؛ ولذا دائمًا يجدون من يدعو لهم بظهر الغيب عندما تُذكر اسماؤهم.
ولذا على كل وزير أو صاحب منصب أن يستثمر المكانة التي منحه الله إياها في عمل الخير للناس وفك كربهم، قبل أن يغادر منصبه أو يغادر الدنيا فكلاهما مغادره عاجلًا أم آجلًا، ويتذكر قول الرسول “صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ”: (مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ.
mahmoud.diab@egyptpress.org