ترى لو أن موقعة طوفان الأقصى لم تحدث يوم 7 أكتوبر عام 2023 هل كانت إسرائيل ستقوم بدك حصون حماس وتعمل على إزالتها وإزالة ميليشياتها من غزة أم كانت ستؤثر الصمت وتحاول الدخول في مفاوضات سواء كانت سهلة أو صعبة من أجل إجبار أعضاء حركة حماس على مغادرة القطاع وإجبارهم قسرا على أن يعيشوا في أرض غير أرضهم!
طبعا واضح أن الرد المصري لم يكن يستهوي أمريكا وإسرائيل فأحبطت عمليات التهجير القسري وبذلك وقف الإسرائيليون حائرين.. فها هي مصر تقف حائلا دون تحقيق رغبتهم لا سيما وأن مصر على الجانب المقابل لم توافق أيضا على دخولهم سيناء والبقاء على جزء من آخر شريط حدودها وبذلك ضاع أمل عزيز على إسرائيل وأمريكا في آن واحد.
وهكذا اضطرت إسرائيل إلى التزام الصمت إزاء ما استجد من أمور مع الأخذ في الاعتبار أن إسرائيل وصلت إلى الدرجة التي ترفض عندها سلاح الحق الفلسطيني والوقوف ضدها بكل عوامل الضغط والعدوان.
أما الخيار الثاني الذي كان أمام نتنياهو فيكمن في عملية غزو شاملة وتدمير للحجر والبشر في غزة لمنع حركة حماس من أن تتنفس هواء صالحا أو ترابا يربط بينها وبين أرض الآباء والأجداد.. وعندما جاءت موقعة طوفان الأقصى جن جنون نتنياهو وكعادته حسب الحكاية خطأ واستخدم كافة أساليب القتل والتذبيح وهدم البيوت فوق رؤوس أصحابها.. على أمل أن يجيء يوم قريب يختفي فيه فلسطينيو غزة من الوجود.
لكن ها هو ٧ أكتوبر ٢٠٢٤ يحل على العالم والفلسطينيون مازالوا يدافعون عن حقوقهم بينما نتنياهو يتجه إلى لبنان ليحدث له مثلما حدث في غزة.
في النهاية يثور سؤالان مهمان:
السؤال الأول: هل سيتحقق أمل اسرائيل بالقضاء على فلسطينيي غزة وفي تركيع أهل لبنان أم سوف يحدث العكس ؟!
السؤال الثاني: هل يتكاتف المجتمع الدولي ولا أقول الدول العربية فقط من أجل رفع رايات العدل والسلام فوق أراضي فلسطين ولبنان أم المغلوب على أمره سيظل طوال حياته ضعيفا مهانا مصيره بيد غيره وتلك قمة المأساة؟!
و..و.. شكرا