خلال عام واحد شهدت إسرائيل ثلاث إنتخابات مبكرة سيكون أخرها في أوائل مارس الحالي , وقد أظهرت النتائج السابقة مدى الصراع الداخلى ما بين اليمين بقيادة “بنيامين نتانياهو” , واليسار بقيادة رئيس الأركان الاسبق “بينى غانيتس” حول تشكيل الحكومة, فالليكود الذي يقود الحكومة اليمينية لما يقرب من خمس فترات متتالية يسعى إلى تشكيل حكومة يمينية بالائتلاف مع الاحزاب الدينية واليمينية الأخرى رغم أن هناك إشكاليات داخلية لا زالت محل جدل بين تلك الأحزاب وهو ما قاد الى تعثر تشكيل الحكومة خلال الانتخابات الأخيرة ,ولا سيما عدم التوافق بين الأحزاب الدينية و”ليبرمان” حول موضوع تجنيد الشبان الحريديم فى الجيش,حيث ترفض الاحزاب الدينية تجنيد هؤلاء الشبان فى حين يصر ليبرمان وعدد من القوى اليسارية على الزامية التجنيد لاقرار المساوة فى الخدمة بين أبناء اسرائيل,لذا فشل نتانياهو خلال انتخابات 2019 فى تشكيل الحكومة الائتلافيه ومرور فترة 28 يوم دون تمكنة من جذب الاحزاب الى جانبة,وكان عليه أن يلجأ الى تشكيل حكومة مؤتلفاً مع بعض قوى اليسار ولكن هذا الخيار لم يكن محبذا لديه,وعلى الجانب الأخر يقود رئيس الاركان الاسبق “بينى غانتيتس” المواجهة مع نتانياهو ممثلا لقوى اليسار واستطاع دمج عدد من الاحزاب مشكلا حزب جديد أطلق عليه”أزرق أبيض” وهما ألوان علم إسرائيل ,واستطاع خلال الانتخابات الأخيرة الحصول على نسبة كبيرة من المقاعد تساوت مع عدد مقاعد الليكود ,وامام تكليف نتانياهو وفقاً لرأى أغلب الأعضاء بتشكيل الحكومة الا انه لم يستطع مما دعى الى إنتخابات مبكرة تجرى فى أوائل مارس 2020 ,ومن المرجح أن تلك الانتخابات ستشهد تجاذبات كثيرة للقوائم الانتخابية ما بين اليمين واليسار ورغم ذلك تبقى القائمة العربية بعيدة عن تلك التجاذبات حيث كان من المنتظر أن يسعى اليسار الى ضمها ,الا أن تصريحات “بينى غانيتس” خلفت ذلك واشار خلال تصريحاته أنه لن يكون للاحزاب العربية مكان فى حكومتة فى حال تشكيلة الحكومة .
ومن المتوقع خلال تلك الإنتخابات أن يحصل اليمين واليسار على مقاعد شبة متساوية ,وفى هذه الحالة قد يسعى اليمين الى ضم أحزب يمينية صغيرة أو يسارية الى جانبة ويشكل الحكومة,أو يتم تشكيل حكومة يسارية مؤتلفة مع بعض احزاب اليمين المتقاربة,أو يتم تشكيل حكومة إئتلافية ما بين اليمين واليسار والتى تسمى حكومة وحدة وطنية ويتم تقسيم الحقائب الوزارية وفقا ً للاوزان النسبية للاحزاب فى الكنيست.