يتزايد استخدام الأطفال للإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي فـ 31٪ من المراهقين يقولون إن وسائل الإعلام الاجتماعية لها فوائد إيجابية، في حين يعتقد 24٪ أنها سلبية. فما أثر وسائل التواصل الاجتماعي على الأطفال؟
يشعر بالقلق العديد من الشباب والبالغين حول وجود بعض السلوكيات السلبية عبر الإنترنت والتسلط عبر الإنترنت وغياب السلامة السيبرانية. هذه المخاوف بشأن العدوان الإلكتروني مفهومة بالنظر إلى الدور الهام لوسائط الإعلام في حياتنا اليومية.
لان المشكلة ليست في وسائل التواصل الاجتماعي نفسها، وإنما وقوع الأطفال والمراهقين فريسة للآثار السلبية بسبب عوامل أخرى متعلقة بمدى الانخراط في المجتمع الافتراضي. يتوقف ذلك التأثير السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي على مدى تعرض الفرد للتنمر عبرها، ومقدار ما يحصل عليه من نوم يوميا وما يمارسه من نشاط جسدي.
شهرة الأطفال على مواقع التواصل هل تقتل فيهم براءة الطفولة
الأطفال في هذه السن الصغيرة تهزهم لقطة عابرة عفوية، وتؤثر فيهم لقطة إعلانية، تطربهم شيلة حتى لو كانت على شاكلة “صامولي، زلزلة.” فيرددونها ولو لم يفهموها!
ومع مواقع التواصل الاجتماعي التي فتحت نافذةً واسعةً لتقبل كل ما هو طريف وغريب، وما يقدم من مختلف الفئات العمرية، برزت ظاهرة إشهار الأطفال عبر تصويرهم ليشتهروا ومن ثم تُستغل شهرتهم مادياً عبر الإعلانات. تجد في هذه الظاهرة الغرائب اللفظية أو الحركية مثل: الرقص، و” الاستهبال”، وأصبحت شهرة الأطفال مغرية لبعض الأسر، فأصبحوا يتفننون في الإثارة، بل إن بعض الأطفال يقومون بأعمال خطرة أو غير لائقة!!
وعلى الرغم من وهج بريق الشهرة، إلا أن لها أضراراً خطيرة على الأطفال، فشهرة الأطفال قد تقتل جديتهم في التعلم والتفوق الدراسي؛ لأنها تصيبهم بالغرور.
أيضاً وجود الإساءات من قبل المتفاعلين والمعقبين على اللقطات أو الصور في حسابات التواصل له سلبيات نفسية على الطفل، إذ كيف لطفل يرى كلمات الإحباط وكلمات السب والقذف أمام عينيه ولا يتأثر بها؟ الطفل بقدر ما يفقد من براءته يفقد جزءاً من إنسانيته، فالواحد يشمئز من منظر طفلة تفعل ما يفعله الكبيرات، وتتخلى عن دورها الطفولي وتُقحم في دور ليس دورها.
الشهرة السريعة بلا أسس فقاعة سرعان ما تختفي؛ بخلاف الشهرة التي تأتي من خلال إنجاز علمي وتفوق دراسي. وتصوير الأطفال لإشهارهم فيه قتل لروح الطفولة، إذ نرى أطفالاً في أدوار الكبار، والطفل بهذا الدور يتأرجح بين طفولة بريئة وبين إنسان بالغ محسوب عليهم كل تصرف وحركة.
السبب في ظاهرة استغلال الأطفال. غياب الأب المسؤول، وتنازل الأم المصلِحة عن دورها، ودور المدرسة في علاج هذه الظاهرة قد يكون ضعيفاً أو معدوماً.
أصبح الأطفال اليوم ضحايا لكاذبات كثيرة؛ جرأة، شهرة، ماركات، جوالات وبرامج تواصل اجتماعي سهلت عليهم الولوج في هذا الطريق المظلم. مشكلة حب الظهور،
لها تأثير مباشر على التركيبة السيكولوجية للأطفال، إذ أنّها لا تلهيهم عن الدراسة فقط، بل تحرمهم من عيش مرحلة الطفولة كبقية أقرانهم والاحتكاك بالأطفال،
حيث يشعر “الطفل الظهوري” بأنّ وسطه الاجتماعي مميز ومستواه يختلف عن أقرانه فيتجنب الاحتكاك بهم، وهذا من شأنه أنّ يولد لديه إحساساً بالغرور والثقة الزائدة في النفس.
وتجعلهم يكبرون بسرعة
بقي أن نقول إن شُهرة عن شهرة تختلف. فإذا كانت شهرة الأطفال لها محتوى هادف، يظهر موهبة ما، أو ناتجة عن تفوق علمي أو مهارة، وهواية مفيدة، وأشياء مناسبة لسنه كالألعاب والبرامج الهادفة فهي مطلوبة، أما إن كانت للربح فقط، وفيها تنازل عن قيم دينية أو اجتماعية، وخادشه للذوق العام، وقتل للبراءة الطفولية، فكبر أربعاً على أسرة لا تحسن تربية، ولا تبني بأطفالها مستقبلاً!
ان مما لا شك فيه ان وجود نجم في سن مبكرة سيؤثر يقينا على نفسيته، لأنه غير مهيأ للتعامل مع الشهرة والاضواء وسيحدث تداخل بين مراحل الطفل العمرية، وان استغلال الطفل من قبل الوالدين في وسائل التواصل الاجتماعي وذلك من اجل الشهرة وكسب المال لها الاثر الكبير النفسي والعقلي والسلوكي التي تظهر على الطفل حيث ان الطفل في مراحل نموه الطبيعية لديه حاجات يجب على الوالدين تحقيقها لنمو طفل سليم خالٍ من المشكلات النفسية، منها حاجة الطفل للشعور بالأمان والاطمئنان.
نتمنى أن يعي الوالدين بالذات خطورة هذا الأمر، وان كانت للشهرة لذة في نظر البعض لكن أخشى أن تكون اللذة التي تعقبها ندامة في وقت لا ينفع الندم، خاصة للفتيات حيث تبدأ صغيرة ثم تكبر شيئا فشيئا لتصبح معروفة في كل مكان وتعرض صورها ورقصاتها في كل الأرجاء وإذا كبرت استمرت متناسية الاسرة أنها كبرت ويجب أن تطبق عليها احكام الشرع من غطاء وحجاب وخلافه.
ما الحلول المقترحة للإعادة الطفل للعب والمرح والقصص
تتعلق التربية الوجدانية بالجانب العاطفي والشعوري عند الإنسان، الذي يشكل سائر جوانب الشخصية الإنسانية المتكاملة.
• والوجدان _ كما ورد في المعجم الوسيط يطلق على كل إحساس أولى باللذة والألم ويطلق كذلك على أنواع من الحالات النفسية من حيث تأثرها باللذة أو الألم في مقابل حالات أخرى تمتاز بالإدراك والمعرفة.
• وعلى هذا فان الأحاسيس والمشاعر الكامنة في أعماق الإنسان، وما ينتج عنها من مشاعر سعادة وألم ومشاعر ايجابية أو سلبية كل ذلك يشكل الوجدان عند الإنسان.
• والتربية الوجدانية-في نظري-هي التي تعمل على تنمية هذه المشاعر والأحاسيس
• بالصورة الايجابية التي تؤدى في النهاية إلى علاقة ايجابية مع البشر والكون والحياة.
لا يدرك الطفل المعاني المجردة للمفاهيم الدينية وبخاصة في مجال العقيدة الدينية (الغيبيات) وتعتمد تفسيراته لها على المشاهدات الحسية والواقعية، ومن ثم ينبغي استخدام حواس الطفل عند تقديم المفاهيم الدينية المناسبة، والابتعاد عن المعاني المجردة، واستخدام الاسلوب البسيط، السهل، وغير المعقد بالنسبة لتفكير الطفل.
يتميز النمو الديني للطفل بالواقعية والشكلية والنوعية، ولهذا ينبغي تقديم الأمثلة الحسية الواقعية البعيدة عن تشبيه الله عز وجل وبخاصة المتصلة بحياة الطفل ذاته، أو علاقاته مع الآخرين، وأن يقوم المربون بتقليدها، وبمحاكاتها أمامه ليسهل عليه محاكاتها واستغلال خاصة النفعية في تعزيز النجاح في تحقيق أهداف المناشط الدينية. تقديم القدوة الحسنة للطفل ليقوم بملاحظتها وتقليدها. واستخدام أساليب التكرار والممارسة والترغيب لتنمية المفاهيم الدينية لدى الطفل بشكل ملائم حتى لا يحدث لديه تثبيت عند مرحلة معينة من مراحل النمو الديني. لأن التثبيت يعني تنشئة فرد منافق. متمركز حول ذاته ويتسم بالنفعية، ومثل هذا الفرد لا يقوى على التفكير المنطقي الواعي السليم وتحقيق النضج العاطفي والنمو الإيماني الصحيح.
لا شك أن إعمال هذين الجانبين هو الأجدى، بمعنى عدم إغفال ميول الطفل ورغباته الخاصة، لكن تضمن هذه الرغبات والميول من خلا مواد ثقافية وتربوية ضرورية بالنسبة إليه، وقد لا تدرك في كثير من الأحيان فائدتها وأثرها عليه.
وهذا الأمر يتأكد في عصرنا الحاضر، نظرا لتداخل مؤثرات إعلامية أجنبية على الطفل تحرفه عن الميول الطبيعية، وتوجهه لأشياء قد لا تكون في كثير من الأحيان مناسبة له، أو تمثل حاجة لديه. وعند النظر في واقع أدب الأطفال العربي المعاصر، فإننا نجد أنه يتميز بالصفات العامة التالية:
غيابا ما يصطلح عليه “أدب الطفل”
طغيان نظرية أن الطفل رجل صغير، فيقدم له من الأدب ما لا يتناسب مع عقله وسنه.
سيطرة الترجمة على أدب الأطفال، خصوصا في بدايته.
سيطرة القصة على كافة ألوان أدب الطفل الأخرى.
الاعتماد الرئيسي على الحكايات الشعبية كمصدر للأدب.
انتشار الخرافة والمبالغات والخيال.
غياب أثر البيئة على الأدب.
انعدام الروح الإسلامية في معظم مواده.
غياب أدب الأطفال في السن المبكر (قبل السابعة).
معظم المواد المقدمة للطفل تنمى ثقافة الذاكرة، وتغيّب ثقافة الإبداع والابتكار.
يعتمد على التوجيه المباشر في كثير من الأحيان.
تسيطر عليه نمطية الأوامر والنواهي.
يخلو من عناصر الخيال المتوازن.
يعتمد أسلوب التسليم والإذعان، وليس أسلوب الإقناع والمناقشة.
قلة المادة المقدمة للأطفال وسيطرة الهدف التجاري عليها.
وبعد كل هذا أريد أن أقول إن الكتابة للأطفال تعتبر من أصعب فنون الكتابة والتأليف، فقد نجد كاتبا يتكلف الصياغة للطفل، ويتقعر في اختيار الألفاظ ويدقق في المعاني، ويحاول أن يسبر غور الأطفال، حتى يعبر عما يجيش في نفوسهم، من خلال قصة، أو حكاية، أو معلومة، أو حتى طرفة.
وليس كل من كتب للكبار يستطيع أن يكتب للصغار، فلقد فشل بعض كبار الكتاب، في سرد قصة واحدة للأطفال، ولعل الصعوبة في ذلك تنبع من عدم قدرة الأديب على فهم عالم الطفل وميوله ونفسيته.
إن البساطة في أدب الأطفال –وهي سمة رئيسيه له-تعتبر من العوائق الحقيقية أمام كثير من الكتاب، فالتبسيط عادة ما يتطلب جهدا إضافيا من الكاتب، كي يستطيع أن ينزل المعاني في ألفاظ وجمل سهلة مفهومة سلسة، تخلو من الطول والتعقيد والغموض والغرابة، مع الاحتفاظ بالتشويق والجمال والجاذبية في نفس الوقت.
ان من الغرائب أن بعض أفضل كتاب أدب الأطفال، هم من الكتاب المغمورين، بل بعضهم لا يتجاوز أن يكون قد اكتشف قدرته في هذا المجال فجأة، دون سابق قصد أو معرفة. ان أديب الطفل، ينبغي أن يكون فنانا من الدرجة الأولى، ذا حس مرهف، وقدرة مبدعة على الابتكار، صبورا، يستطيع أن يقيم جسورا قوية مع الأطفال.
ما هي اليات التوازن لإيجاد بيئة تناسب سن الطفل يبن سماته العقلية وثورة التقنية
أصبحت الفعل التربوي لا يمكن أن يحقق مقاصده وأهدافه إلا إذا كان يعتمد على تصورات سيكولوجية معينة وفقا لما تفتضيه الظروف والتطورات. فهو بذلك يجد مرجعتيه السيكولوجية في علم النفس المعرفي، بحيث إن تأثيراته في التعلم تظل واضحة وذلك من خلال انشغاله بالاستراتيجيات المعرفية والتمثيلات وكذا بالبناء التدريجي للمعلومات والمعارف.
التوازن الذهني يعتبر من العوامل الرئيسية في تحقيق النمو الذهني عند الطفل حيث يكون الطفل بالنسبة لهذا العامل أكثر ايجابية مما يكون عليه بالنسبة للعوامل السابقة إذا كان النمو الذهني يعتمد على عوامل داخلية (النضج)وعوامل خارجية (فيزياوية، اجتماعية) فان العوامل الخارجية توازن العوامل الداخلية وهو نوع من المزاوجة فيما بينها لتمثل بالذهن الى حالة من التوازن والاستقرار اي ان الموازنة هي نظام يتسم بالسيطرة الذاتية الداخلية يعمل لأجل التوفيق بين ادوار النضج والتفاعل الاجتماعي. وفي الوقت نفسه لم يحدد الإسلام وسيلة محددة لا يمكن تجاوزها، ولكن للعلماء المسلمين اختيار ما لا يتعارض مع منهج الإسلام مما يستجد من وسائل تربوية مفيدة تبني ولا تهدم.
والمتعقل البصير يدرك أن الاستقرار والثبات إلى حد معين لا غنى عنه لتربية الأطفال، والتغيير العنيف السريع يسبب القلق وعدم الإحساس بالأمن للأطفال والشباب، ولا يمكن لتربية حقيقية أن تكون ناجحة في مجتمع تتغير فيه القيم والسلوك والمواقف والأهداف بين عشية وضحاها،
فيرى المتربي أن الذي يدعوه إلى فضيلة الصدق بالأمس يكذب اليوم، ويعلل بأن الموقف يتطلب ذلك، ويرى أن الذي يأمر بإقامة حد من حدود الله يرتكب هو الجرم جهاراً وعدواناً، فكيف بمن يعيش في أوساط تربوية لا ثبات فيها على مبادئ معينة؛ فلا شك أنه سيعيش في تناقض داخلي قد يدفعه إلى سلوك ذلك الاتجاه المتناقض، لذلك نجد أن الأمم التي لا تطبق التشريع الإسلامي تتخبط في تحديد أهدافها التربوية ووسائل تحقيقها، بل أنها تنحدر في الرذائل الخلقية بسبب عدم الثبات واتباع الهوى ونتيجة الإفراط في المرونة.
وهي أهداف تعنى بمشاعر الطفل وتقدير نفسيته، وتؤكد احترام شخصيته ليكون شخصاً فاعلاً ونافعاً في مجتمعه وأمته، وليكون إيجابياً واثقاً من نفسه يتحمل المسؤولية. والارتقاء بنفسية الطفل وتربيته عاطفياً يتطلب احترامه، وعدم إهانته أمام زملائه، وحسن الاستماع إليه، وإشعاره بأهميته وتوجيهه برفق.
من المسؤول عن تغييب شخصية الطفل وكيف نعيد للطفل شخصيته في إطار المؤثرات
لقد أودع الله تعالى العقل قدرات دفاعية غريزية؛ فالتعرض للعنف يحدث تغييرا باطنيا لاإراديا في طرق التفكير والاستجابة للتعدي ورد الفعل الدفاعي عن النفس. ولقد وصف المحللون طرق ردود الفعل المختلفة للطفل المعتدى عليه بتحليل سلوكياته، فالجسم أصبح مهيًا بصورة آلية لرد الفعل وفقا لما هو مخزّن في الذاكرة.
ولكن إذا وقع العنف على الرضيع، فإن أثره يتضح في البكاء وعبوس الوجه أو الصراخ أو في التمرير والتغييب الآلي لما وقع عليه من هجوم. أما في مرحلة النمو فإن الاستجابة للاستثارة تصبح عن طريق ردة الفعل الانفعالية القوية. فإن خطر انخراط الفتيات في سلوكيات إجرامية لا يرتبط بوجود آبائهن أو غيابهم، وإنه في الوقت الذي تتماثل فيه آثارُ فقدان الأم بين الأبناء من الجنسين، فإن الذكور يعانون على نحو أكبر عند وفاة الأب، وتكون حالات الطلاق التي تحدث في مرحلة الطفولة المبكرة والمراهقة أشدَّ وطأةً على الطفل من تلك التي تحدث في مراحل تالية، وتظهر هذه العواقب بشكل أكبر لدى الذكور مقارنةً بالفتيات.
أن دور الأم أوضح في المراحل الأولى من العمر، ومع تقدُّم الطفل في العمر تزداد أهمية دور الأب، خاصةً مع قرب دخول الطفل مرحلة المراهقة. وعندما يفقد الطفل والده، يخسر عنصرًا أساسيًّا في التربية، وإذا لم تكن الأم قادرةً على السيطرة على الطفل وتربيته بالشكل المناسب وتأهيله فمن الممكن أن يتعرض لمشكلات وانحرافات عديدة.
أن تأثير غياب الدور الرقابي يقع على كلٍّ من الولد والبنت، كما أن غياب الأب يمكن أن يدفع البنت للتعلق بشخص آخر لتعويض فقدانه، ويمكن أن يكون هذا الشخص غير أمين، لذا ترتفع مخاطر الانحراف، وأهمها تزايُد احتمالات تعرُّض الفتيات المراهقات لانتهاكات جنسية، مثلما يزيد من فرص انخراطها في نشاط جنسي والحمل المبكر بمقدار ثلاثة أضعاف ونصف، والزواج قبل الحصول على شهادة الثانوية.
والأهم من ذلك أن يتم اختيار هذه البرامج المقدمة للصغار وفق أسس رئيسة، تراعي المستوى العقلي، والمستوى السني، والمستوى الانفعالي والشخصي، والخبرات والقدرات لكل فئة من الأطفال، إضافة إلى مراعاة اللغة، من حيث قاموس الطفل اللغوي، وخصائص اللغة الخاصة بالأطفال في كل مرحلة من مراحل الطفولة المختلفة.
كذلك مراعاة العبارات البسيطة التي تنسجم في تسلسلها المنطقي، ومعناها مع الحقائق، والواقع المحيط ببيئة الطفل، والبعد عن العبارات المجردة التي تنبع من واقع الخيال المطلق. لذلك فإن المفروض في هذه البرامج أن تحقق هذه الخدمة للأطفال في مراحلهم المختلفة.
كذلك يجب أن تراعي الأهداف التربوية التي تعطي الطفل مجالا في الانتقال من مرحلة الغرائز إلى مرحلة التكيف الاجتماعي. ولكي تكون هذه البرامج المقدمة موفقة في عرضها للأطفال فإن عليها أن تراعي تجارب الأطفال وخبراتهم وقدراتهم التي يعيشونها في كل مكان: في البيت، في الحي، في الشارع، في الروضة، وفي المدرسة.
وإذا ما راعت البرامج هذه الأسس فإنها تستطيع أن تنقل إلى الأطفال المفاهيم والمهارات والأنماط السلوكية، والتوجيهات التربوية، وتعطيهم دوافع للمعرفة، وتكسبهم خبرات مفيدة لحياتهم.
فهناك كثير من الأنماط السلوكية التي يكتسبها الطفل من الحياة الإنسانية، خاصة في المرحلة المبكرة لطفولته. وخلال عملية التأهيل الاجتماعي يتم النمو الاجتماعي للطفل، ويتحول من حالة الأنانية والذاتية إلى شخص اجتماعي، بتقبله التدريجي لطرق السلوك الاجتماعي السائدة في المجتمع الذي يعيش فيه، أو بواسطة تعلمه من الكبار: الأسرة مثلا أو دار الحضانة. فهو عن طريق الكبار يتعلم الأنماط السلوكية المقبولة في مجتمعه. كما أن التلفزيون بما يعرضه من معلومات ومعارف في برامجه المتخصصة التي يقدمها للأطفال، يساهم في تعليم أطفال مرحلة دار الحضانة ما يفيدهم، لذلك فإن وجوده بينهم ضروري حتى يقوم بالمهمة على أحسن وجه.
إن الطفل ومنذ الأيام الأولى لولادته ينشغل بالنظر إلى الشيء المتحرك الذي يقع تحت حسه السمعي والبصري، أن يثيره الصوت والحركة.
أن من أبسط الطرق لاكتساب الطفل اللغة، هي إقامته في سنوات حياته الأولى علاقاته ثابتة بينه وبين المحيطين به مباشرة. إن الأسرة في أي مجتمع من المجتمعات الإنسانية، تعتبر الوسيط الأول والهام الذي يقوم بتثقيف الطفل، ولا شك بأنها الميدان الأول الذي يواجه فيه الطفل مختلف التأثيرات الثقافية في المجتمع.
ويظهر دور الأسرة في مرحلة الطفولة الأولى من حياة الطفل، هذه المرحلة التي تعتبر الأساس الذي يقوم عليه النمو بخصائصه المتعددة في مراحل الطفولة اللاحقة، وخاصة فيما يتعلق بإكساب الطفل مهارة الكتابة والقراءة، وتأسيس الاتجاهات النفسية والعقلية السليمة.
لذلك فالطفل يبدأ بتكيفه الثقافي في مراحله الأولى ضمن الأسرة، لأن احتكاكه وعلاقاته مع المحيطين به يجعله يتقمص طرقهم في التفكير، ويكتسب أساليبهم في التعبير عن مشاعره ورغباته. وهذا مما يؤكد أن الأسرة في مرحلة الطفولة المبكرة تقوم بعملية التأهيل الاجتماعي للطفل، متأثرين بذلك وفقا لثقافة المجتمع، وأساليب الحياة المعاشة فيه.
وذلك بهدف إعطائه الإطار العام ليكون كائنا إنسانيا اجتماعيا، بواسطة توجيهه وتعديل وتهذيب سلوكه، وتعويده وتعليمه ليعرف القيم، والاتجاهات والسلوكيات المرغوبة في مجتمعه وغير المرغوب فيها. وبما أن شخصية الطفل تعتمد في أحد عواملها الأساسية التي تبني جوانبها على الخبرات المكتسبة في مرحلة الطفولة المبكرة، التي
ولا شك تختلف من أسرة إلى أخرى بمقدار اختلاف الثقافات السائدة في المجتمع الذي تعيش فيه، فإن شخصيات هؤلاء الأطفال ستختلف من مجتمع إلى آخر طبقا لاختلاف خبراتهم المكتسبة.
كما يكون المجال واسعا بالنسبة للطفل في أن يتعرف إلى نفسه وتكوين شخصيته بواسطة تفاعله مع أعضاء أسرته الذين يعيش معهم.
ومن المعروف أن للأسرة أدوارا كثيرة، ووظائف متعددة تقوم بها، وتقدمها للطفل، أبرزها قضية التثقيف التي تعتبر من الوظائف الهامة. فهي الوظيفة التي تفرض على الأسرة إعداد الطفل وتهيئته للمشاركة في الحياة الاجتماعية،
وتعريفه بثقافة المجتمع وما تتضمنه من قيم وعادات وتقاليد وسلوكيات، ومنهجيات حياتية اجتماعية مختلفة، وفي القديم كانت الأسرة تنفرد بهذه الوظيفة بشكل رئيسي، حيث كانت هي الوسيط التربوي الرئيسي والوحيد الذي يزود الطفل بالمهارات وألوان المعرفة التي تعده كي يكون عضوا فاعلا يسهم في الحياة الاجتماعية.
فالأسرة كانت تقوم بدور المثقف، والمربي، والمعلم، والمدرب، والمعد الاجتماعي للطفل. ولكن نظرا لتطور الحياة الإنسانية، وتنوع وتعدد مجالات المعرفة ومساراتها، وتنوع أساليب الحياة، وطرائق التعامل فيها، وتطور مجالات العمل، التي جعلت المرأة تشارك في مجال العمل، فقد أخذت الأسرة تتحلل من كثير من الأدوار والمهام والوظائف التي كانت تقوم بها في الماضي. وألقت الأسرة بتبعية ذلك على وسائل أخرى، ووسائط كثيرة مثل الحضانة، والروضة، والمدرسة، والمؤسسات الاجتماعية، والمؤسسات الإعلامية.
وبالرغم من أن كلا من هذه الجهات تقوم بدورها حسب تخصصها وواقعها، في تربية الطفل، وتشارك في إعداده وتهيئته للحياة، إلا أن تكوين جوانب شخصيته المختلفة بحاجة إلى تعاون الأسرة مع هذه الجهات، لأنها كما أشرنا سابقا صاحبة الدور الرئيس في بناء شخصية الطفل في مرحلة الطفولة المبكرة وتكاد تنفرد (الأسرة) في تربية الطفل خلالها.
في الأسرة يبدأ الطفل باكتساب مراحل وسائل تعبيره اللغوي، بما يتوافق مع اللغة السائدة في مجتمعه، وعن طريق هذه الوسائل التعبيرية اللغوية يبدأ الطفل في عملية التأهيل الاجتماعي لشخصيته، لأنه بواسطة اللغة ووسائلها يبدأ الطفل في اكتساب المهارات الاجتماعية التي تصل إليه على شكل مفردات لغوية، وهذا مما يساعد على بناء سلوكه ومنهجيته في الحياة وفقا للأساليب الاجتماعية السائدة.
أما فيما يتعلق باكتساب الطفل المهارات اللغوية، والميل نحو الاطلاع والقراءة، فإن الأسرة تقوم بدور هام في إعداد الطفل لاكتسابها. وبخاصة إذا قام الوالدان فيها بدورهما، الذي يبدأ منذ اليوم الأول لولادة الطفل. فقد أثبتت الدراسات التربوية، أنه رغم محدودية القدرات العقلية للطفل في المرحلة الأولى من طفولته، إلا أن ما يسمعه ويتردد على مسامعه، من كلمات ومفردات يتحدث بها الوالدان إليه، وبخاصة الأغاني التي يقبل عليها، ويحب الاستماع إليها، يساعد على زيادة محصول الطفل اللغوي، ويساعد كذلك في تنمية قدرة الطفل على تذوق بعض المعاني والأفكار، وتدريبه على وسائل التعبير اللغوي، وتكوين أساسيات القاموس اللغوي والمعرفي عنده.
وإذا ما عرفنا سمات النمو في مرحلة الطفولة المبكرة، التي تشير إلى قدرة الطفل على التخيل، لعرفنا دور الأسرة المرتبط بهذه الخاصية، بالإكثار من سرد القصص الخيالية، واستغلال هذه القصص كمدخل لتزويد الطفل ببعض القيم والاتجاهات السليمة وزيادة حصيلته اللغوية. كذلك فإن الطفل في هذه المرحلة يمتاز بميله إلى التقليد ومحاكاة الكبار، وتقمص أدوارهم الحياتية،
لذلك فالمطلوب من الوالدين أن يكونا القدوة الطيبة، والمثال السليم في النهج والسلوك الحياتيين، خصوصا أن سلوك الإنسان غالبا ما يتأثر بالبيئة المحيطة به، فالأولى أن يتأثر الطفل بوالديه، ولذلك يكون دور الأسرة رئيسا في تشجيع الطفل على إثارة ميله ورغبته في القراءة والاطلاع مما يزيد في تنمية قدرته المستقبلية في البحث والاطلاع على الأفكار، والاستفادة منها في التعامل والتفاعل الاجتماعي مع مجتمعه.
ولكن تظل قدرة الوالدين محدودة على تزويد الطفل بكل ما يحتاج إليه في الحياة، وفي تأسيس قاعدته الثقافية التي يمكنه أن ينطلق من خلالها إلى الحياة بشكل سليم، وذلك بسبب ازدياد أعباء الحياة على طرفي الأسرة: الأب والأم، وكذلك. سبب النمو المعرفي المستمر في التطور والتغير، الذي لا يمكن لبعض الأسر أن تملك قدرة على متابعته، وهذا مما يؤكد حاجة الأسرة على الاستعانة بالمادة المطبوعة، والمقروءة، والمسموعة، والمرئية، ا
لتي تتمثل في التلفزيون، هذا الجهاز الذي يستطيع أن يعاون الأسرة في توجيه الأطفال نحو المنهجية الحياتية الاجتماعية، ونحو تعديل سلوكهم وتثقيفهم بما يكفل لهم الإعداد، والتهيئة السليمة، وزيادة المحصول اللغوي، واتساع قاعدة وأساسيات القاموس اللغوي والمعرفي،
ومن ثم ازدياد قدرتهم على تقمص، وتقليد منهجية الكبار الذين يقدمون هذه البرامج ويعدونها، ويشرفون عليها. كما أن التلفزيون يمكنه أن يقوم بدور المثقف للكبار الذين يشرفون على إعداد الأطفال، وبخاصة الآباء والأمهات، والمربين والمربيات والمعلمين والمعلمات، وكل من له علاقة مباشرة في تربية الأطفال، وتثقيفهم.
لذلك كله، المفروض من هؤلاء الكبار، وخاصة الوالدين، ضرورة متابعة برامج التلفزيون والاستفادة منها في وجهين:
الوجه الأول: الاستفادة من المواد التثقيفية، التي تساعدهم على توجيه أبنائهم، وتربيتهم، وذلك بواسطة المعلومات العلمية والتربوية المتطورة التي يتوصل إليها معدو برامج التلفزيون بصفتهم التخصصية ومهمتهم الأدائية في هذا المجال، وخبراتهم المتنامية.
والوجه الثاني: متابعة البرامج التي تقدم للأطفال، وإفساح المجال أمام أطفالهم للاستفادة منها عن طريق مشاهدتهم لها. ولكن ينصح أن يشارك الآباء والأمهات الأبناء مشاهدة بعض هذه البرامج، لمحاولة الاستفادة من استفسارات الأطفال حول بعض الجوانب، وربطها في الحياة الاجتماعية التي يعيشون فيها، وبذلك تكتمل الفائدة، وتتحقق الإيجابية، وتخف حدة السلبية إن وجدت.
أما ترك الطفل يشاهد البرامج وحده بشكل مطلق، فهذا موقف مرفوض تربويا، وكذلك منع الطفل من مشاهدة البرامج بحجة قلة فائدتها حسب رأي بعض الأسر.
مع نمو مواقع الشبكات الاجتماعية، أصبحت هذه الأماكن على الإنترنت مثل Facebook وTwitter وInstagram وYouTube وSnapchat جزءًا كبيرًا من النظام “الغذائي” اليومي للأطفال.
النبأ السار هو أن العديد من الشباب قد ذكروا أن نظرائهم في الغالب مرتبطون ببعضهم البعض على مواقع التواصل. في دراسة أجريت عام 2018 بواسطة مشروع الإنترنت والحياة الأمريكية في مركز بيو للأبحاث، عبر 76 بالمائة من المراهقين عبر الإنترنت بأن لديهم مواقف إيجابية أو محايدة حول تفاعلاتهم عبر الإنترنت مما جعلهم يشعرون بالرضا عن أنفسهم وكونهم أقرب إلى الآخرين.
الآثار السلبية للسلوكيات عبر الإنترنت شائعة أيضًا. 24 في المئة من الشباب عبر الإنترنت يقولون إن وسائل الإعلام الاجتماعية كان لها تأثير سلبي في حياتهم. ومن بين أولئك الذين أدرجوا التأثيرات السلبية لوسائل الإعلام الاجتماعية، أشار 27٪ منهم إلى أن البلطجة أو الشائعات والتنمر منتشرة كإشكاليات رئيسية، 17٪ يقولون إن وسائل الإعلام الاجتماعية تضر العلاقات، و14٪ يعتقدون أنها تشتت الانتباه أو تسبب الإدمان، و15٪ تقول إن وجود وسائل الإعلام الاجتماعية يرسم وجهة نظر غير واقعية عن حياة الآخرين.
وشارك الشباب أيضًا في أنهم يعتمدون اعتمادًا كبيرًا على البالغين في حياتهم، وخاصة الآباء والمدرسين، لمساعدتهم في استخدام الإنترنت بشكل مسؤول وبأمان. لكي تكون موارد فعالة للشباب، من المهم أن يكون لدى البالغين فهم جيد لمكان وعدد المرات التي يتجول فيها الشباب على الإنترنت وخصائص هذه التجارب السيبرانية التي قد تسبب بعض المشاكل.
كما يوصي الخبراء الاجتماعيون بضرورة تحديد مدة زمنية لاستعمال هذه الوسائط، ووضع قود على الاطفال الصغار لكي لا يدمنوا هذه الوسائط وهم في طور النمو.
دكتور القانون العام ومحكم دولي معتمد
وعضو المجلس الأعلى لحقوق الانسان