اقترح علي المسؤلين تطبيق الحظر الشامل طوال اليوم الاثنين القادم الذي يوافق شم النسيم نظرا للظروف الصعبة التي يواجهها العالم كله وبالطبع مصر أيضا بسبب انتشار فيروس كورونا القاتل الذي حصد آلاف الأرواح في مختلف دول العالم ولم يفرق بين كبير ولاصغير ولاغنى اوفقير .. بخلاف أرقام كبيرة جدا من المصابين .. ولا أتفق مع الذين يقولون أن مصر في وضع آمن ولا خوف علينا لأن الإهمال يمكن أن ينقلنا من الوضع المقبول الي وضع أكثر صعوبة وظروف يمكن أن تكون جديدة علينا ولا نستطيع تحملها ..
والمعروف أن فئات كبيرة من الشعب المصري ترتبط ارتباطا وثيقا بالاحتفال بيوم شم النسيم بطريقة تقليدية ومعروفة تتلخص في التجمعات العائلية الكبيرة والخروج للحدائق والمتنزهات بأعداد كبيرة أيضا وتناول الفسيخ والرنجة وكل أنواع الأسماك المملحة التي هي في الأساس حدوتة كل عام مابين مؤيد ومعارض لخطورة تناولها ومدي تأثيرها السلبي علي صحة المواطنين .. وتأتي الخطورة هذه المرة مزدوجة بوجود فيروس كورونا ودعوات الحظر والعزل الصحي وشعارات خليك في البيت والمسافة الآمنة والنظافة الشخصية المستمرة والحرص علي وجود الكمامة لمحاصرة الفيروس القاتل والحد من انتشاره وتفشيه بدرجة يصعب معها السيطرة عليه كما حدث في الكثير من دول العالم المتقدم مثل الولايات المتحدة الأمريكية وانجلنرا وفرنسا وألمانيا وايطاليا وإسبانيا وغيرها من الدول التي انهارت فيها الأنظمة الطبية تماما بسبب الضغط الزائد عليها من الأعداد الضخمة من المصابين وحالات الوفيات التي أربكت العالم كله ..
يمكن أن يكون يوم شم النسيم هو الإختبار الحقيقي لمدي حرص والتزام المصريين والتأكيد علي جديتهم في مواجهة انتشار الفيروس لأن خروج الأسر بنفس الطريقة المعتادة سيكون أشبه بالانتحار الجماعي نظرا للسرعة الرهيبة التي ينتشر بها هذا الفيروس الغامض .. وإذا نجحنا في هذا الإختبار سيكون من الممكن تطبيقه لمدة أطول اذا لزم الأمر أو استدعت الظروف .. فلم تعد اللامبالاة التي يتعامل بها البعض مع الأمر أسلوبا مناسبا في مواجهة خطورة الموقف ..
وتجربة الصين في التعامل مع كورونا الذي انطلق منها والغلق التام لمدينة ووهان وجدية وتحمل الشعب الصيني في التعامل مع إجراءات الحظر لمدة 45 يوما كانت وراء إنحصار الفيروس والحد كثيرا من انتشاره .. وهو نفس ماقامت به المملكة الأردنية التي أخذت الأمور بمنتهي الجدية ونجحت الي حد كبير في تطبيق الحظر الشامل الذي أدى إلى تراجع انتشار الفيروس والوصول إلي مرحلة الأمان التي نتمني أن نصل إليها ولكنها لا تتفق مع السلوكيات التي يتبعها الكثير من المصريين في الوقت الحالي ..