لقد فضح مرض فيروس كورونا الذي أصاب العالم أعتى الدول التي كانت تتشدق ب حقوق الإنسان وتستخدمه شعارًا لها، وأنه نبراسها ومنهجها والحقيقة أنها كانت تبتز به الدول النامية؛ وخاصة في المنطقة العربية للضغط عليهم بمنطلق أن هذه الدول تنتهك فيها حقوق الإنسان ولا تراعي حقوق مواطنيها، وهذا كلام في ظاهره الرحمة وفي باطنه العذاب وكان الغرض من ذلك أن تنصاع هذه الدول لأوامر الدول العظمى وخاصة أمريكا لتحقيق مصالحها.
ولكن عندما ظهر فيروس كورونا انكشفت هذه الدول العظمى وأصبحت عارية لايسترها حتى ورقة التوت؛ وخاصة أمريكا ودول أوروبا؛ حيث قامت بترك مواطنيها المصابين ب فيروس كورونا يعانون سكرات الموت؛ الذين ليس معهم ما يدفعونه مقابل توفير أجهزة تنفس لهم أو إجراء مسحة التحاليل.
وهذا ما ظهر جليًا في الفيديو الذي انتشر على شبكات التواصل الاجتماعي لسيدة أمريكية في ولاية نيويورك ؛ وهي تنتحب بسبب وفاة شقيقتها بمرض الكورونا؛ لأنها لم يهتم بها أحد بسبب فقرها، ولا تمتلك تكاليف التحاليل أو تكاليف حجز سرير في مستشفى، واتهمت هذه السيدة الرئيس الأمريكي بالكذب في كل ما يقوله عن اهتمام الدولة بمواطنيها، وأكدت أن الإدارة الأمريكية لا تهتم إلا بالمشاهير ولاعبي الكرة وأصحاب الأموال فقط؛ لأنهم يدفعون مقابل علاجهم، وكما شاهدنا أيضًا كيف في بعض الولايات الأمريكية وتركيا عمليات السلب والنهب للمولات التجارية والمحلات من قبل المواطنين؛ بسبب عدم توافر السلع نظرًا لقرارات الحظر.
وعلى المقابل قامت مصر – وعلى رأسها القيادة السياسية والحكومة – بتوفير كافة أماكن العزل و أجهزة التنفس بالمجان، وأخذ كافة الاحترازات للمصابين من جراء هذا الفيروس، بالإضافة إلى إحضار معظم العالقين المصريين من معظم دول العالم، وقيام صندوق تحيا مصر بتحمل تكاليف كل ذلك لغير القادرين، كما لم نجد أي عجز لأي سلعة بالاسواق والمجمعات الاستهلاكية؛ بل متوافرة وبكثرة، وهناك استقرار نسبي في الأسعار، وهذا إنجاز يحسب لوزارات التموين والزراعة والداخلية والقوات المسلحة لانتشار فروعهم الغذائية على مستوى الجمهورية.
ولقد أظهرت هذه الأزمة من أصحاب الأقوال، ومن أصحاب الأفعال، ولانملك إلا أن نقول عظيمة يا مصر برئيسك وحكومتك وأصالة شعبك الذي قدر كل هذه المجهودات التي بذلت من أجل المواطن المصري.
mahmoud.diab@egyptpress.org