كتبت ماجدة عبدالعظيم
كشفت الكثير من الدراسات عن وجود العديد من السلالات لفيروس كورونا، وتكهن بعض الأطباء في إيطاليا أن فيروس كورونا بدأ يفقد قوته مع انخفاض عدد الإصابات في إيطاليا حالياً، بعد أن كانت الدولة مركزاً عالمياً لانتشار كورونا، لكن حذر مسئولو الصحة العامة ومنظمة الصحة العالمية من عدم وجود دليل علمي يدعم ما يقال حول وجود سلالات جديدة أضعف من فيروس كورونا، بحسب ما ذكر موقع “Medscape”.
ما معني سلالات فيروس كورونا أو الطفرات الجينية؟
وفقاً لموقع “Medical news today” اقترح العديد من الباحثين أن هناك أكثر من سلالة واحدة لفيروس كورونا، وأن الطفرات الجينية للفيروس أدت إلى تغييرات في مدى انتشارها وفتكها.
والطفرات الجينية ظاهرة طبيعية يمكن أن تحدث في كل مرة يتم نسخ المواد الجينية فعندما يتكاثر فيروس داخل الخلية المصابة، سيكون هناك عدد لا يحصى من النسخ الجديدة.
عندما تؤدي الطفرات إلى تغييرات في سلوك الفيروس، يمكن أن يكون لها عواقب وخيمة، فلا يجب بالضرورة أن تكون هذه ضارة للإنسان ، ولكن في حالة اللقاحات أو الأدوية التي تستهدف بروتينات فيروسية محددة، قد تضعف الطفرات هذه التفاعلات.
هل توجد أدلة على ضعف فيروس كورونا؟
أكد مسئولو الصحة العامة أنه لا يوجد دليل علمي على أن الفيروس أصبح الآن أضعف، رغم ما قاله أحد أطباء إيطاليا.
قال الطبيب الإيطالي ماتيو باسيتي، مدير عيادة الأمراض المعدية في مستشفى سان مارتينو في جنوة بإيطاليا: “في مارس وإبريل، وصل المرضى إلى الطوارئ بالمستشفيات بمضاعفات شديدة كان لديهم متلازمة الضائقة التنفسية الحادة وفشل متعدد الأعضاء واحتاجوا إلى أكسجين فوري وتنفس صناعي، وفي غضون يومين إلى ثلاثة أيام، كان يتوفون في الغالب.”
وأوضح قائلاً ” الآن، في الأسابيع الأربعة إلى الخمسة الماضية، كان الأمر مختلفًا تمامًا، المرضى حتى كبار السن، اختلفت حالتهم تماماً عن المرضى مثلهم في شهري مارس وإبريل وهذا يعني أن الفيروس بدأ يضعف.”
لكن حذر مسؤولو الصحة العامة الإيطاليون ومنظمة الصحة العالمية من عدم وجود دليل علمي يدعم هذه الادعاءات وطالبوا مقدمي الرعاية الصحية والأشخاص على الاستمرار في أخذ الفيروس على محمل الجد.
ومن جانبه قال مارك كاميرون، أستاذ مشارك في علوم السكان والصحة الكمية في كلية الطب بجامعة كيس ويسترن ريزيرف الأمريكية ، “إحدى القواعد الذهبية لعلم الفيروسات، هي أن الفيروسات التي تنتشر في المجتمع تتغير وتتحور بمرور الوقت.”
وأضاف إنهم يفعلون ذلك من أجل البقاء، إن الفيروس القاتل بما يكفي الذي يميت جميع مضيفيه سوف يموت بمجرد وفاة آخر شخص مصاب.”
وأشار إلى أنه ” يمكن أن يستمر الشكل الأضعف للفيروس – الذي لا يجعل الأشخاص مرضى تمامًا – في الانتقال من شخص لآخر.”
وقال كاميرون: “الفيروس مهتم ببقائه على قيد الحياة إنه يحتاج إلى الحفاظ على لياقته الفيروسية العالية وعدم قتل مضيفه “البشر” وقد حقق COVID-19 بالفعل هذا التوازن المثالي.”
قد يستغرق الأمر أجيالًا لإجراء تغير جيني كافٍ لإضعاف فيروس التاجي بشكل كبير.
يشير التتبع المبكر لفيروس كورونا، إلى أنه يتصرف مثل أقاربه الفيروسات التاجية، ويتغير ببطء وببراعة مع مرور الوقت.