ذات نبوءة..
أخبرني العراف..
أن بعض الأشياء تمضي كمضي الساعات..
تضيع معها أنفاسنا..
دقات قلوبنا..
ذواتنا أيضا..
لتصير حقا مكتسبا لأحدهم..
لكن الفارق في الاهتمامات..
أنت تجعل أحدهم دينك..
قبلة صلاتك..
في عينيه موطن..
وفي حضنه الضيق جنة..
تقبل عليك إذا ما فتح ذراعيه ليحتويك..
وما كان ليفعل..
النبوءة تقول لا..
كل الشواهد تخبر أن لا..
لكنك..
من كان يجهل..
فهل تلوم الآن إلا نفسك؟!..
وقد زعمت حين غفلة..
أن بقلب أحدهم مكان يضيق بالجميع..
لكنه يسعك..
والله لو أنفقت الروح عليه حسرات..
ما كان ليدين بك لحظة..
لو جاز المدى ضلعه..
والله..
ما وسعك..
ولكنك يا سيدي ثمل..
هو يتسع للجميع معبرا..
ومستقرا إن أرادوا..
ويضيق بك..
وما زلت تأمل؟!..
تبا لك..
اكتب..
اكتب إن شئت فوق الورق..
أنه خارطة وجود..
وحدود..
بعثر الأنفاس في أرض ذكراه سدى..
مت..
احزن..
واحترق..
امكث حول مواطن الدمع..
لتبكيه الأمس.. اليوم..
وغدا..
لكن….
خذها مني كلمة..
مهما توهمت بقاءه..
يااااا……
سيرحل..
لتبقى وحدك..
للأعماق..
للغرق..
وإن تأففت..
بسيطة..
قف ثانية..
ومت..
في كل بقعة من الهاوية..
عند كل ناصية..
عند كل زاوية..
أو..
في مفترق الطرق..
يا سيدي..
من فارق يوما..
لا يعود..
متى ستعقل؟!..
تعال..
لأخبرك بآخر ما تقوله خطوط كفيك البائستين..
وبدأ القراءة مرة أخرى..
يتعجل حينا..
يتهته..
يتمهل حينا
أو يجفل..
أيها العابث..
ل..
لم..
لماذا أقمت من كثبان الرمال صرحا؟!..
يتهاوى عند أول عصفة للريح..
لماذا ظننت أن عابر الروح إلى من بعدك؟!..
سيعبر ليسكن بالروح..
والنبوءة تقول..
أنه حتما سيدوسك كلا..
سيخلف جرحا لن يبرأ..
وتليه جروح..
سيترك نارا لن تطفأ..
ولاااا يسأل..
سيكتبك..
الحرف الناقص في آخر قائمته..
سيجعل منك أضحوكة..
سيجعل منك أول فصل لرواية عمر لا تكمل..
ولن تصبح يوما خاتمته..
حتى إذا مر الغد على ذكرك..
لن يقرأك..
ليس لأنك تستعصي على القراءة..
لكن لأنه لن يجد وقتا كي يقرأ..
أو ربما أذنبت..
فكُتبت بغير ما يعرف جلالته..
ستبقى ذاك الرمز المتماهي..
وحضرته..
معذور حتما إن جهل دلالته..
ستمضي يا عزيزي..
كخاطر مر سريعا على ذاكرته..
أين يؤول..
حتما إلى قبو النسيان..
فلا تبتئس..
لا تنتكس..
هو من أول الزمان..
ديدن الزمان..
علام تلوم من أعماه البريق إذن؟!..
والذنب ذنبه؟!..
لاااا..
العيب فيمن يُرى..
لا من يرى..
لكنها يا أيها ال… جريمة الألوان..
فهل يلام يا خائب الظن..
بريئا؟!..
في خانة العميان..
لك ألف سحق..
ره..
كما تشاء..
أبدا لن يراك..
ما عاد بالإمكان..
قد نالك الخبل..
يا حضرة ال…..ان..
ترهات تحت مقصلة النقد..
بقلمي العابث..