السلوك البشري العدواني مستقبح في الفطر السليمة، وما وظيفة الأديان إلا التأكيد على قبحه، والتوعد على فعله، والترغيب في البعد عنه. وإذا كان العدوان مستقبحا كله، فإنه أشد ما يكون قبيحا وقت أن يكون على الضعيف في جسمه، أو الفقير في ماله، أو الصغير في سنه، أو المهيض في بنيانه، أو المبتلى في عقله، ولبشاعة العدوان حينئذ، ولخروج المعتدي حينئذ من إنسانيته إلى سلوك الحيوانات الضارية، أسماه الناس باسم خاص به، فأطلقوا عليه “ التنمر” .
التنمر صورة مصغرة من الاحتلال ، والاستبداد ، والبلطجة الاجتماعية – وخاصة في وسائل التواصل الاجتماعي – فالمشترك في كل هذه الظواهر العدوانية، هو اعتداء القوي على الضعيف.
كيف يكون التنمر؟ يكون التنمر عن طريق التحرش أو الاعتداء اللفظي أو البدني أو غيرها من الأساليب العنيفة، ويتبع الأشخاص المتنمرون سياسة الترهيب والتخويف والتهديد، إضافة إلى الاستهزاء والتقليل من شأن الشخص.
التنمر” وسط الأطفال، وتطورت إلى أن وصلت إلى الأساتذة داخل الفصول والتنمر هو شكل من أشكال الإساءة والإيذاء موجه من قبل فرد أو مجموعة نحو فرد أو مجموعة تكون أضعف أو ليس على قدر من الجمال، هي من الأفعال المتكررة على مر الزمن
والتي تنطوي على خلل في ميزان، وسمعنا عن المدرس الذي سخر من تلميذته للون بشرتها.. ،لقد وصل التنمر إلى أن أصبحنا نسمع عن طفل ينتحر لأنه لم يعد يقدر على احتمال سخرية زملائه منه، بل سمعنا عن يوتيوب مشهور وناجح، فكر في الانتحار أيضا بسبب تنمر مجموعة من الناس به، والسخرية من أعماله!
أن القانون ينص على معاقبة كل من يأتي بعمل من شأنه إحداث التمييز بين الأفراد أو طائفة من الناس بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين، بالحبس أو بغرامة لا تقل عن ألف جنيه ولا تتجاوز 50 ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين.
أن العقوبة قد تصل إلى سنة، إذا ترتب على هذا التميز إهدارا لمبدأ تكافؤ الفرص أو العدالة الاجتماعية أو تكدير السلم العام، أو استعراض القوة بحمل الأسلحة لترويع المجني عليه، إذا قام بها الجاني منفردا،
وقد تصل إلى السجن 5 سنوات إذا كان بالاشتراك مع آخرين طبقا لنص المادة 375 و375 مكرر المعدلة، بقرار بقانون رقم 10 لسنه 2011 م. أن كل المضايقات لا تعد تنمرًا، ولكن هناك 3 معايير للتفرقة بين التنمر والمزاح، والتي حددها المشرع وهي: “التعمد، والتكرار، واختلال القوة”.
أن التنمر من السلوكيات المرفوضة التي تنافي قيمتي السلام وحسن الخلق، أن جميع الأديان ترفض ذلك باعتباره شكل من أشكال الإساءة والإيذاء والسخرية أن الإنسان بقلبه ولسانه وليس بشكله أو لونه أو طوله.
لذلك جاء موافقة مجاس النواب على مشروع قانون بتعديل بعض أحكام قانون العقوبات، بإضافة مادة جديدة لقانون العقوبات، برقم (309 مكرراً ب)، والتي أوردت تعريفاً للتنمر. أن ذلك يأتي في ضوء تزايد ظاهرة التنمر وتناميها بصورة تشكل خطراً على المجتمع المصري، ما استدعى التعديل لتحقيق العدالة الاجتماعية.
أن المادة الجديدة نصت على “أنه يعد تنمراً كل استعراض قوة أو سيطرة للجاني، أو استغلال ضعف للمجني عليه، أو لحالة يعتقد الجاني أنها تسئ للمجني عليه، كالجنس أو العرق أو الدين أو الأوصاف البدنية، أو الحالة الصحية أو العقلية أو المستوى الاجتماعي، بقصد تخويفه أو وضعه موضع السخرية، أو الحط من شأنه أو إقصائه عن محيطه الاجتماعي”. وأقر مشروع القانون، عقاب المتنمر بالحبس مدة لا تقل عن 6 أشهر، وبغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنيه، ولا تزيد على 30 ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين.
وأشارت المادة، إلى تشديد العقوبة إذا توافر أحد ظرفين، أحدهما وقوع الجريمة من شخصين أو أكثر، والآخر إذا كان الفاعل من أصول المجني عليه أو من المتولين تربيته أو ملاحظته أو ممن لهم سلطة عليه، أو كان مسلماً إليه بمقتضى القانون أو بموجب حكم قضائي أو كان خادماً لدى الجاني.
وتابعت المادة: “لتكون العقوبة الحبس مدة لا تقل عن سنة وبغرامة لا تقل عن 20 ألف جنيه، ولا تزيد على 100 ألف جنيه، أو بإحدى هاتين العقوبتين. مع مضاعفة الحد الأدنى للعقوبة حال اجتماع الظرفين، وفي حالة العودة تضاعف العقوبة في حديها الأدنى والأقصى”. لاشك اننا في حاجه الى بناء نظرية تربوية اسلامية معاصره يوئس عليها عملنا التربوي في بناء الاجيال الصاعدة فالإسلام هو دستور كامل وشامل للحياة ينظم حياة الفرد والمجتمع ويهتم بجوانب الفرد : الشخصية, والاجتماعية , والنفسية, والعقلية, والاخلاقية, والروحية , والإيمانية كافة .
الا ان واقع الامه الإسلامية افرض في عصرنا الحديث بعض المصطلحات تجافى الحقيقة وتبعد عن الإنسانية حيث برز المصطلح الاجتماعي ( التنمر ) هذا السلوك الذى يفسد الاجيال اذا كان قاعدة للتعامل ويقعد الطلاب على التفوق كما انه يبذر التفرقة والتفكك اذا صار دبلوماسية الشعور .
فالبعض يعزو هذا الهشيم الى التردي الاقتصادي واخرون يرجعونه الى نقص الوعى الاجتماعي بل يردونه الى انخفاض المستوى التعليمي انه السلوك الاجتماعي الذى يؤدى الى ضعف الثقة بالنفس والشعور بالإحباط والقلق والعدوان علاوة على المشكلات النفسية والسلوكيات الشاذة والغريبة .
واذا تعمقنا في الهدى الإسلامي الحنيف نجد خير وقاية من جرائم التنمر والعنف والاستقواء والسلوكيات التي تهدد المجتمع جميعها
أشكال التنمر
ما هي أشكال التنمر؟ يقسم التنمر إلى ثلاثة أشكال رئيسية وهي
التنمر اللفظي ويشمل الإغاظة والسخرية والاستفزاز والتعليقات غير اللائقة والتهديد.
التنمر الجسدي ويشمل الضرب والعنف والصفع والطعن وغيرها من طرق الإيذاء البدني.
التنمر العاطفي من خلال الإحراج الدائم للشخص ونشر الشائعات حوله.
كما يقسم التنمر إلى فئتين وهما:
التنمر المباشر الذي يتمثل بالضرب والدفع وشد الشعر والطعن والصفع والعض والخدش وغيرها من الأفعال المؤذية.
التنمر غير المباشر وهو الذي يتضمن تهديد الشخص بالعزل الاجتماعي عن طريق نشر الشائعات، ورفض الاختلاط معه ونقده من حيث الملبس والعرق واللون و الدين وغيرها من الأمور، إضافة إلى تهديد كل من يختلط معه أو يدعمه!
أسباب التنمر
قد يعيش الشخص ظروفاً أسرية أو مادية أو اجتماعية معينة أو يتأثر بالإعلام أو قد يعاني من مرض عضوي ما أو نقص ما في الشكل الخارجي، أو ربما مجموعة من هذه العوامل كلها، والتي قد تؤدي في النهاية إلى أن يعاني من الأمور التالية والتي ستكون بدورها مسبباً لتحوله إلى شخص متنمر:
اضطراب الشخصية ونقص تقدير الذات.
الإدمان على السلوكيات العدوانية.
الاكتئاب والأمراض النفسية.
أنواع التنمر
ما هي أنواع التنمر؟
التنمر في أماكن الدراسة: وهو الذي يحدث في المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية والجامعات.
التنمر في أماكن العمل: وهو الحاصل بين زملاء العمل أو ما يمارسه الرؤساء على المرؤوسين.
التنمر الإلكتروني: ويحدث عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني أو من خلال الرسائل النصية عبر الهواتف النقالة.
التنمر الأسري: وهو الذي يحصل من قبل الوالدين على الأبناء، أو بين الإخوان، أو الزوجين أو الأقارب.
التنمر السياسي: ويحصل عندما تسيطر دولة ما على دولة أضعف، وعادة ما يتم عن طريق القوة والتهديد العسكري.
آثار التنمر
ينعكس التنمر Bullying بشكل سلبي على الأفراد المتعرضين له،
فما هي آثار التنمر؟
يؤدي التنمر إلى مشاكل نفسية وعاطفية وسلوكية على المدى الطويل كالاكتئاب والشعور بالوحدة والانطوائية والقلق.
يلجأ الفرد للسلوك العدواني نتيجة للتنمر، فقد يتحول هو نفسه مع الوقت إلى متنمر أو إلى إنسان عنيف.
يزداد انسحاب الفرد من الأنشطة الاجتماعية الحاصلة في العائلة أو المدرسة، حتى يصبح إنساناً صامتاً ومنعزلاً.
قد يوصل التنمر الضحية إلى الانتحار، حيث أثبتت الدراسات أن ضحايا الانتحار بسبب التنمر في ازدياد مستمر وخاصة بعد دخول التنمر الإلكتروني إلى الصورة.
من آثار التنمر قلة النوم أو النوم بكثرة.
كما يعاني من يتعرض للتنمر إلى الصداع وآلام المعدة وحالات من الخوف والذعر.
التنمر المدرسي
يتعرض العديد من الأطفال في المدارس إلى ظاهرة التنمر المدرسي، فما هو التنمر المدرسي وما هي أسبابه وطرق علاجه؟
التنمر المدرسي أو التنمر في أماكن الدراسة هو أكثر أنواع التنمر انتشاراً، وهو تعرض التلميذ للإيذاء الجسدي أو النفسي من خلال الضرب، الركل، شد الشعر، تخريب الممتلكات الخاصة بالشخص، التقليد السلبي، التجريح، الشتائم، الشائعات، التهديد، العزل، أو حتى تعديل صور غير قانونية للضحية عبر الإنترنت واستغلالها في تهديد الضحية، أو نشرها لمجرد الاستهزاء من الشخص والتقليل من شأنه.
وتنتشر هذه الظاهرة بنسبة 25% في المدارس الابتدائية في بريطانيا و10% في المدارس الثانوية. في حين تشير الإحصاءات إلى أن حوالي نصف الأطفال في العالم تعرضوا مرة واحدة على الأقل للتنمر، خلال المرحلة المدرسية،
وأن نسبة 10% منهم يتعرضون لنوع من الضغوط العنيفة بشكل منتظم. وتنعكس ظاهرة التنمر بشكل سلبي على الطلاب الممارس عليهم لتجدهم يعيشون في حالة من القلق والخوف والعزلة والوحدة والتي قد تصل إلى مراحل متقدمة من الاكتئاب وبالتالي الانتحار.
إلا أن ظاهرة التنمر Bullying لا تنعكس آثارها على الضحية فقط، حيث أظهرت الدراسات ان المتنمرين أنفسهم من المحتمل أن يكونوا أكثر عرضة للفشل في حياتهم المستقبلية، وهم أكثر عرضة لارتكاب الجرائم في سن مبكرة.
دور الأهل في منع التنمر المدرسي
على الأهل عدم الاستعجال بعدم تصديق أن طفلهم متنمر والعمل جاهداً مع المدرسة على وضع خطة فعالة للحد من تصرفات الطفل المتنمر والوقوف على مشكلات الطفل السلوكية أن وجدت.
يتوجب على الأهل مناقشة الطفل المتنمر بهدوء والوقوف معه على الأسباب التي جعلته يتصرف هكذا، وتوضيح أنه سلوك غير صحيح وعليهم أيضاً شرح نتائج هذا السلوك وانعكاسه على الطفل المُعرض له.
على الأهل الابتعاد عن وصف الطفل بالمعتدي أو المتنمر وخاصة أمام الآخرين.
الوقوف على الإحباطات التي يواجهها الطفل في المنزل أو في التعامل مع أخوانه او حل الواجبات المدرسية.
التحكم في مشاهدة الطفل للبرامج التلفزيونية العنيفة أو التي يرى فيها على سبيل المثال أشخاصاً يقعون على الأرض ويسخر ويضحك منهم آخرون.
دور المدرسة في منع التنمر المدرسي
يتوجب على المدرسة سن قوانين حازمة تمنع إيذاء أي طفل للآخر سواء كان الإيذاء بدنياً أو نفسياً.
يجب حماية كل طفل من التعرض للإيذاء داخل المدرسة فهي بيئة أمنة وهادئة.
على المدرسة تكثيف الرقابة والإشراف على الطلاب مما يضمن عدم تعرضهم للتنمر والخوف والذعر.
التفرقة بين التعبير الفطري للطلاب حول الأشياء من حولهم وبين التعدي على حقوق الآخرين، والتفرقة بين ارتكاب العنف واكتساب المهارات اللازمة للدفاع عن النفس.
تحفيز روح التعاون بين الطلاب ونشر المودة بينهم من خلال إنشاء مجموعات.
على المعلم أن يدرك أنه هو القدوة الفعلية للطلاب، وعليه أن يعلم أن الكلمات قد تؤذي وأن إيذاء الكلمات قد يكون أشد من الإيذاء الجسدي.
على المعلم أن يكون ملماً بمهارات التواصل وحل النزاعات بين الطلاب.
علامات التنمر
على الأهل التنبه لمشكلة التنمر وما إذا كان ابنهما أو ابنتهما يتعرض أو تتعرض للتنمر داخل المدرسة وساحاتها، أو في باص المدرسة أو في الكافتيريا وغيرها، وهناك بعض العلامات التي تدل على تعرض الطفل للتنمر على الأهل التنبه لها.
علامات تدل على تعرض ابنك للتنمر في المدرسة:
انسحاب الطفل بشكل متكرر من الأنشطة المفضلة لديه.
تراجع اهتمامه بالأنشطة المدرسية أو ما بعد المدرسة.
ابتعاده عن أصدقائه أو أي تجمعات.
إهمال شكله الخارجي ومظهره العام.
إهمال واجباته المدرسية أو أي أغراض متعلقة بالمدرسة ككتبه ودفاتره ووجباته الغذائية.
التأخر عن باص المدرسة.
يسعى الطفل المعرض للتنمر إلى الهروب من الواقع الذي يعيشه.
يعاني الطفل المعرض للتنمر حالة من العصبية والغضب.
يعاني حالة من القلق الدائم والخوف.
يعاني من حالة مزاجية متقلبة.
قد يخفي الطفل أدوات لحماية نفسه في المدرسة مثل السكاكين.
كما يمكن أن تظهر على جسده بعض الكدمات والجروح.
قد يعاني حالة من فقدان أو زيادة الشهية.
التنمر الإلكتروني
أصبحت ظاهرة التنمر الإلكتروني أو “الابتزاز الإلكتروني” منتشرة بكثرة في مجتمعاتنا العربية في الآونة الأخيرة وخاصة بين الشباب في المدارس والجامعات، فما هو التنمر الإلكتروني؟
التنمر الإلكتروني هو استغلال التكنولوجيا والإنترنت وتقنياته لإيذاء أشخاص آخرين بطريقة متعمدة ومتكررة وعدائية.
ومن الأمثلة على التنمر الإلكتروني:
الاتصالات والرسائل التي تسعى للترهيب والإيذاء والتخويف والتلاعب والقمع وتشويه السمعة أو إذلال المتلقي.
تعديل صور الأشخاص على الإنترنت ونشرها.
قد يكون التنمر الإلكتروني من خلال انتحال الشخصية، أو استبعاد الشخص من مجموعة إلكترونية.
علاج التنمر
كيف يمكن علاج ظاهرة التنمر؟ وكيف يمكن حماية أطفالنا من التنمر أو من التحول إلى متنمرين؟
تقوية الوازع الديني للأفراد وتقوية العقيدة لديهم منذ الصغر، وزرع الأخلاق الإنسانية في قلوب الأطفال كالتسامح والمساواة والاحترام والمحبة والتواضع والتعاون ومساعدة الضعيف وغيرها.
الحرص على تربية الأبناء في ظروف صحية بعيداً عن العنف والاستبداد.
تعزيز عوامل الثقة بالنفس والكبرياء وقوة الشخصية لدى الأطفال.
على المحطات التلفزيونية العمل على بث البرامج التعليمية والدينية والوثائقية الهادفة وتجنب البرامج العنيفة، وحتى إن لم تغير المحطات سياستها، على الأهل اختيار الإعلام المناسب لأطفالهم.
بناء علاقة صداقة مع الأبناء منذ الصغر والتواصل الدائم معهم وترك باب الحوار مفتوحاً دائماً، لكي يشعروا بالراحة للجوء إلى الأهل.
توفير الألعاب التي من هدفها تحسين القدرات العقلية لدى الأفراد والبعد عن الألعاب العنيفة.
تدريب الأطفال على رياضات الدفاع عن النفس لتعزيز قوتهم البدنية والنفسية وثقتهم بأنفسهم، مع التأكيد بأن الهدف منها هو الدفاع عن النفس فقط وليس ممارسة القوة والعنف على الآخرين.
متابعة السلوكيات المختلفة للأبناء في سن مبكرة والوقوف على السلوكيات الخاطئة ومعالجتها.
مراقبة الأبناء على الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي والانتباه لأي علامات غير عادية. تجنب الفراغ واستثمار الطاقات والقدرات الخاصة للأفراد بالبرامج والأنشطة التي تعود عليهم بالنفع. الاستماع إلى المعلمين والمرشدين الاجتماعيين والنفسيين في المدارس والحرص على اللقاءات الدورية معهم والأخذ بآرائهم. الانتباه إلى أي علامة من علامات التنمر المذكورة سابقاً في حال ظهرت على الطفل والحديث معه على الفور بهدوء.
عرض الشخص المتنمر أو الضحية على أخصائي نفسي أو اجتماعي.
يتوجب على الحكومات وضع قوانين صارمة لمعاقبة ممارسي التنمر بكافة أشكاله.
حماية حقوق الأفراد الممارس عليهم التنمر وتعويضهم عن الأضرار النفسية أو الجسدية التي تعرضوا لها.
توفير مرشد اجتماعي في كل مدرسة مع تعزيز أهمية التواصل مع المرشد في حال التعرض لأي من أشكال العنف أو الأذى.
على الحكومات ومنظمات حقوق الإنسان ومؤسسات حماية الأسرة والأطفال إطلاق حملات توعية لكافة الأعمار حول سلوك التنمر وأشكاله وطرق التعامل معه والوقاية منه وعلاجه. التنمر في علم الاجتماع
التنمر هو شكل من أشكال الإساءة والإيذاء موجّه من قبل فرد أو مجموعة نحو فرد أو مجموعة تكون أضعف جسديًا في الغالب، والتنمر هو من الأفعال المتكرّرة على مرّ الزمن والتي تنطوي على خلل في ميزان القوى بالنسبة للطفل ذي القوة الأكبر، أو بالنسبة لمجموعة تهاجم مجموعة أخرى أقلّ منها قوة.
يمكن أن يكون التنمر عن طريق التحرّش الفعلي والاعتداء البدني، أو غيرها من أساليب الإكراه الأكثر دهاء مثل التلاعب، والتسلط، والترهيب، والاستقواء وغيرها من الأساليب العدوانية التي تهدف إلى الإضرار بشخص آخر عمدًا بهدف اكتساب السلطة عليه.
يمكن تعريف التنمّر بطرق مختلفة وكثيرة، وهو يتراوح من تنمر لفظي، وجسدي، وعلائقي، وعبر الإنترنت.
يمكن للتنمّر أن يحدث في أي مكان: في المدرسة، على الطريق، في العائلة، في النوادي، في الأماكن العامة، على الهاتف، عبر الإنترنت، وقد يصل أحيانًا إلى حد الجريمة.
هناك ٦ أنواع من التنمر وهي:
التنمّر الجسدي: أي الضرب، والدفع، والعرقلة، والقرص، وإيقاع الآخر وغيرها وقد يكون لهذا النوع من التنمّر آثار قصيرة وطويلة المدى.
التنمّر اللفظي: وهو ما يشمل النعوت، والتلقيب، والإهانة، والترهيب، والتجريح، والتهديد، والتعيير، والتعييب.
التنمّر الاجتماعي: هدفه الإساءة إلى سمعة الشخص اجتماعيًا ومنه الإشاعات، والكذب، والإحراج، وتشجيع الآخرين على نبذ الشخص اجتماعيًا.
التنمّر على الإنترنت: عبر وضع أمور مهينة للشخص سواء علنًا أو بالسر، مثل رسائل، وصور، وفيديوهات، وتشويه سمعة، أو رفض مصادقته عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
التنمّر الجنسي: أي قصد القول أو القيام بأعمال مؤذية أو مهينة جنسيًا للشخص الآخر، مثل تعابير مهينة، وحركات جسدية ذات معنى جنسي غير لائق، واقتراحات جنسية، وصور إباحية. وهو غالبًا ما يبدأ في سن المراهقة.
التنمّر العرقي: وهو التنمّر على عرق أو دين أو لون أو جنس الشخص الآخر. وقد يصل هذا النوع من التنمّر إلى شمل كل أنواع التنمّر المذكورة أعلاه واصلاً إلى حدّ القتل.
١ من ٣ أولاد يتعرّض يوميًا للتنمر.
٧٥ ٪ من الأولاد شهدوا تنمرًا على الآخرين.
٧٠ ٪ من المسؤولين في المدارس رأوا تنمر الأولاد على غيرهم من الأولاد.
٥٧ ٪ من حالات التنمّر توقفت عند تدخل الآخرين.
أسباب التنمّر:
المتنمّر كان ضحية تنمّر. كثير من المتنمّرين كانوا ضحية تنمّر أنفسهم، مما جعلهم يشعرون بعدم القيمة والغضب وبالتالي أصبحوا يرمون هذا التنمّر على غيرهم.
الوحدة. الشعور بعدم الأهمية والوحدة قد يولّد التنمّر بهدف اكتساب الاهتمام والشعور بالقوة. حتى وإن كان المتنمّر ينتمي الى مجموعة، فهذا لا يعني أنه يشعر بالانتماء والأهمية لهـذا يحاول إيجادها عبر التنمّر على الآخرين.
المشاكل المنزلية. كثير من المتنمّرين يعانون من اضطرابات في منازلهم مثل التعنيف اللفظي والجسدي والجنسي والعاطفي وغيرهم مما يدفعهم للتنمّر على الآخرين بغية سكب غضبهم المكبوت. في هذه الحالة من المهم أن نعلم أن المتنمّر هو أيضًا ضحية.
عدم تقدير الذات. إن كان الشخص يشعر بعدم القيمة (غير جميل، غير ذكي، غير مستحق، غير قادر ماديًا..) فإنه يحتاج إلى الشعور بأنه أفضل من ذلك وأسهل طريقة له هي عبر الحطّ من الآخرين مما يدفعه للتنمّر.
الغيرة. إذا كان المتنمّر يعاني من الغيرة من أحد ما فغالبًا ما سيحاول صبّ غيرته وانزعاجه على ذلك الشخص. غالبًا ما يكون سبب الغيرة شهرة الشخص الآخر أو مستواه الاجتماعي. الانتماء إلى مجموعة من المتنمّرين. وهذا يكسب المتنمّر المزيد من القوة بفضل دعم فريقه له.
التعجرف. بعض المتنمّرين يعانون من التكبّر والتعجرف ما يجعلهم يعتقدون أنهم أفضل ما حدث في العالم وبالتالي يتنمّرون على كل من هم دون مستواهم.
الرغبة في التأثير. بعض المتنمّرين يرغبون بكسب إعجاب الآخرين عبر إضحاكهم وتسليتهم من خلال التنمّر على غيرهم.
رؤية الآخر مختلف. بعض المتنمّرين يتنمّرون لمجرد أنهم يرون الشخص الآخر مختلفًا عنهم، وهم سيشيرون إلى هذا الاختلاف علنًا بطريقة ساخرة بهدف التنمّر.
نتائج التنمر:
التنمّر يؤثر على الجميع: على الضحية، وعلى المتنمّر، وعلى المشاهدين. تأثيرات التنمّر كثيرة ومنها الصحة العقلية والنفسية العاطفية، واستخدام العقاقير، والانتحار.
التأثير على الضحية:
الأولاد الذين يتعرّضون للتنمّر غالبًا ما يعانون من الإحباط والقلق، الحزن الشديد، الوحدة، اضطرابات في النوم والأكل، عدم الرغبة بمزاولة النشاطات، مشاكل صحية، تراجع في الدراسة، وقد يتغيبون عن المدرسة أو يرفضون الذهاب اليها في كثير من الأحيان، ١ من ١٠ يتركون المدرسة بسبب التنمّر، وصولًا إلى الانتحار. التنمّر هو السبب الثالث عالميًا للموت بين المراهقين.
التأثير على المتنمّر:
الأولاد المتنمّرين غالبًا ما يعانون من التالي: استخدام الكحول، الدخان والمخدرات. الدخول في عراك، ترك المدرسة، نشاطات جنسية مبكّرة. عندما يكبرون قد تكون لديهم علاقات مسيئة مع المقرّبين (شريك الحياة، الأولاد، الأهل)، وقد يدخلون في سياق إجرامي.
كيفية معالجة التنمر:
عدم القيام برد فعل تجاه التنمّر مثل البكاء أو غيره. لا تدع المتنمّر يشعر أنه نجح بأذيتك. ابتعد عنه بهدوء. إذا استمر التنمّر دافع عن نفسك.
اعرف قوتك. المتنمّر سيجعلك تشعر أنك ضعيف لكن هذا غير صحيح. اعلم أنك قوي وكل ما عليك فعله هو إظهار هذه القوة.
تجنّب المتنمّرين. لا تتواجد في نفس المكان معهم أو على نفس الطريق، لكن لا تدعهم يشعرون أنك تتجنّبهم. وحاول ان تكون برفقة أصدقائك.
كن فطنًا وحذرًا في كل شيء، كيف تتكلّم، أين تسير، مع مَن تلعب…
تعرّف على نفسك أكثر. اكتشف مدى روعتك من الداخل. اعرف نقاط قوتك ونقاط ضعفك. اعرف ماذا تريد وما أنت قادر أن تفعل. اكسب الثقة بنفسك ولا تدع التنمّر يسلبك ثقتك بنفسك.
لا تدع التنمّر يجعلك متنمّرًا. آخر ما قد ترغب به هو أن تصبح متنمّرًا. لا تتبنّى سلوك المتنمّر ولا تدعه يغلبك بأن يجعلك مثله.
تفادى التنمّر ولا تدخل في شجار أو قتال. حاول أن تعرف نوع التنمّر الذي تتعامل معه. هل هو لفظي، جسدي، عاطفي… هذا يساعدك على معرفة كيفية التعامل مع الشخص أو تفاديه.
بلّغ عن التنمّر لشخص بالغ مثل الأهل والأساتذة، أو للسلطات المعنية في حال التنمّر الجنسي أو عبر الإنترنت.
دع البالغين يساعدونك بوضع مخطط للحماية من التنمّر.
في حال التنمّر عبر الإنترنت أو الهاتف، الغ رقم الشخص المتصل، لا تصادق مَن لا تعرفهم عبر الإنترنت، لا تعطي معلوماتك الخاصة عبر الإنترنت لأحد.
ابقَ مع مجموعة وبعيدًا عن الأماكن الفارغة.
تكلّم ولا تكن مشاهدًا.
أمور يجب أن ينتبه لها المسؤولون:
تربية الأولاد تربية صحية بعيدًا عن العنف والتنمّر.
تعزيز الثقة بالنفس لدى الأولاد.
تدريب الأولاد على رياضات الدفاع عن النفس لتعزيز قوتهم البدنية وثقتهم بأنفسهم.
الاستماع إلى الأولاد وسؤالهم إن كانوا يعانون من أي نوع من أنواع التنمّر.
الانتباه الى أي علامة تنمّر قد تظهر على الطفل.
تأمين برامج فعالة لتوعية الأولاد على التنمّر وخطورته وكيفية الحماية منه.
عرض ضحية التنمّر على أخصائي في حال استدعى الأمر.
التنمر في علم النفس
هناك مدارس ونظريات ارشاد متعددة في التصدي للاستقواء وغيره من السلوكيات الخطرة فالنظرية السلوكية مثلا ترى ان الحل يكون تبديل السلوكيات الخطرة وغير المقبولة بأخرى مناسبة، وتعزيز السلوك الايجابي الموجود لديهم وتقويته.
ونظريات التعلم الاجتماعي ترى ان وقف الاستقواء يكمن في توفير نماذج تحتذى من قبل الطلبة ويتم تقليدها وتوفير عوامل بيئية مناسبة لكبح السلوك الاستقوائي وضرورة اكساب الطلبة قيما انسانية تحثهم على التعاطف والتقدير وعدم الاساءة للأخرين.
وقد اهتم علماء النفس بالسلوك العدواني والتنمر وحاولوا تفسيره رغم اختلاف مدارسهم واتجاهاتهم، وعلى الرغم من هذا الاهتمام الا ان تفسيرات علماء النفس حول هذا السلوك متباينة، ويرجع هذا التباين الى الأطر النظرية التي تعتمد عليها كل نظرية أو مدرسة من مدارس علم النفس.
النظرية السلوكية تنظر الى سلوك التنمر على انه سلوك تتعلمه العضوية، فاذا ضرب الولد شقيقه مثلا وحصل على ما يريد، فانه سوف يكرر سلوكه العدواني هذا مرة أخرى لكي يحقق هدفا جديدا.
من هنا، فالعدوان هو سلوك يتعلمه الطفل لكي يحصل على شيء ما. حيث يعتقد السلوكيون بأن السلوك العدواني كغيره من السلوكيات الانسانية الاخرى متعلم من خلال نتائجه حيث تزداد احتمالية حدوث السلوك العدواني اذا كانت نتائجه مطروحة والعكس صحيح، أي ان الانماط السلوكية محكومة بتوابعها اجتماعيا. كما ان السلوك العدواني متعلم اجتماعيا عن طريق ملاحظة الاطفال نماذج العدوان عند والديهم ومدرسيهم واصدقائهم وافلام التلفزيون وفي القصص التي يقرؤونها
كما ان لأساليب التنشئة الاجتماعية دورا كبيرا سواء كان مباشرا او غير مباشر، مثل توجيهات الوالدين نحو عدوانية اطفالهم أو وجود النماذج والقدوات العدوانية أمام الأطفال، ولوسائل الاعلام دور كبير في هذا الشأن،
لان احساس وادراك الطفل يعتمد في المقام الأول على المحسوسات والحركة، والتلفزيون يحول المجردات الى محسوسات تساعد على سرعة وسهولة الاتصال والتأثير المباشر على الطفل.
كما ان نزعة التقليد لدى الطفل في هذه المرحلة العمرية تنمي لديه العدوان المكتسب.
نظرية التحليل النفسي يرى فرويد، أن سلوك العدوان والتنمر ما هو الا تعبير عن غريزة الموت، حيث يسعى الفرد الى التدمير سواء تجاه نفسه أو اتجاه الاخرين، حيث ان الطفل يولد بدافع عدواني، وتتعامل هذه النظرية كذلك مع سلوك العدوان بانه استجابة غريزية وطرق التعبير عنها متعلمة،
فهي تقول: بانه لا يمكن ايقاف السلوك العدواني أو الحد منه خلال الضوابط الاجتماعية أو تجنب الاحباط،
ولكن ما نستطيع عمله فقط هو تحويل العدوان وتوجيهه نحو أهداف بناءة بدلا من الأهداف التخريبية والهدامة. وتبعا لهذه النظرية فان الانسان عندما يشعر بتهديد خارجي تنتبه غريزته العدوانية فتجمع طاقتها ويغضب الفرد،
ويختل توازنه الداخلي ويتهيأ للعدوان لأي اثارة خارجية بسيطة، وقد يعتدي بدون اثار خارجية حتى يفرع طاقته العدوانية ويخفف توتره النفسي، ويعود الى اتزانه الداخلي، كما ان فرويد ربط بين العدوان والمراحل المبكرة للطفولة ويؤكد على ان جميع صور العدوان ذات مصدر جنسي موجه نحو السيطرة على دفعات الجنس، وذلك من خلال ربطها بالمراحل المختلفة للتطور النفسي للطفل.
ثم اكد ادلر احد تلامذة فرويد على أن العنف والعدوان عبارة عن استجابة تعويضية عن الاحساس بالنقص
النظرية الفسيولوجية يعد ممثلو الاتجاه الفسيولوجي أن سلوك التنمر يظهر بدرجة أكبر عند الأفراد الذين لديهم تلف في الجهاز العصبي (التلف الدماغي)، ويرى فريق اخر بان هذا السلوك ناتج عن هرمون التستستيرون حيث وجدت الدراسات بانه كلما زادت نسبة هذا الهرمون في الدم، زادت نسبة حدوث السلوك العدواني
نظرية التعلم الاجتماعي ترى هذه النظرية بأن الأطفال يتعلمون سلوك التنمر عن طريق ملاحظة نماذج العدوان عند والديهم ومدرسيهم ورفاقهم، حتى النماذج التلفزيونية… ومن ثم يقومون بتقليدها، وتزيد احتمالية مماريتهم للعدوان اذا توفرت لهم الفرص لذلك.
فاذا عوقب الطفل على السلوك المقلد فانه لا يميل الى تقليده في المرات اللاحقة، أما اذا كوفئ عليه فسوف يزداد عدد مرات تقليده لهذا السلوك العدواني، هذه النظرية تعطي اهمية كبيرة لخبرات الطفل السابقة ولعوامل الدافعية المرتكزة على النتائج العدوانية المكتسبة، والدراسات تؤيد هذه النظرية بشكل كبير، مبينة اهمية التقليد والمحاكاة في اكتساب السلوك العدواني، حتى وان لم يسبق هذا السلوك أي نوع من الاحباط.
نظرية الاحباط-العدوان أكد دولارد ودرب وميلر سيرز أن الاحباط ينتج دافعا عدوانيا يستثير سلوك ايذاء الاخرين وأن هذا الدافع ينخفض تدريجيا بعد الحاق الأذى بالشخص الاخر حيث تسمى هذه العملية بالتنفيس أو التفريغ لأن الاحباط يسبب الغضب والشعور بالظلم ما يجعل الفرد مهيأ للقيام بالعدوان.
كما أن معظم مشاجرات الأطفال ما قبل المدرسة تنشأ بسبب صراع على الممتلكات والألعاب فالشعور بالضيق واعاقة اشباع الرغبات البيولوجية يثير لدى الطفل الشعور بالإحباط وهذا يؤدي الى سلوك عدواني مثل تحطيم الأواني واللعب،
وترى هذه النظرية أن سلوك العدوان ينتج عن الاحباط، أي ان الاحباط هو السبب الذي يسبق أي سلوك عدواني، فالإنسان عندما يريد تحقيق هدف معين ويواجه عائقا يحول دون تحقيق الهدف، يتشكل لديه الاحباط الذي يدفعه الى السلوك العدواني، لكي يحاول الوصول الى هدفه أو الهدف الذي سيخفف عنده من مقدار الاحباط،
وقد يكون هذا الاحباط ناتجا عن المعاقبة الشديدة غير الصحيحة للعدوان في المنزل، ما سبب ظهوره خارج المنزل. مع هذا فقد تبين بشكل واضح أن هذه النظرية غير كافية لتفسير جميع السلوكيات العدوانية.
النظرية الانسانية تركز هذه النظرية على احترام مشاعر الفرد، وأنسنه الانسان، وهدفها الرئيسي الوصول بالفرد الى تحقيق ذاته، ومن روادها ماسلو، وروجرز، ويمكن ان تفسر اسباب سلوك التنمر حسب نظر هذه المدرسة من خلال عدم اشباع الطفل او المراهق للحاجات البيولوجية من مأكل ومشرب وحاجات أساسية أخرى،
قد ينجم عن ذلك عدم شعور بالأمن، وعدم الشعور بالأمن يؤدي الى ضعف الانتماء الى جماعة الأقران والرفاق، ما قد يؤدي الى تدن في تقدير الذات، والذي قد يؤدي الى التعبير عن ذلك بأساليب عدوانية، مثل سلوك التنمر.
التنمر في الاسلام
تناول الدين الإسلامي الحنيف موضوع التنمر بكل أشكاله من خلال نبذ سخرية الفرد إلى الآخر، وقد جاءت الآيات صريحة وبها نهي واضح عن هذا الفعل، فقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عسى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عسى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فأولئك هُمُ الظَّالِمُونَ } «سورة الحجرات: الآية 11»
فقد أوضح ابن كثير في معنى الآية الكريمة أن؛ بها نهي صريح من الله سبحانه وتعالى عن احتقار الناس والاستهزاء بهم لوجود مرض أو فقر أو أي صفة مختلفة أو غير مألوفة. فربما يكون الشخص الذي تمت السخرية منه له قدر عند الله أعظم من الساخر، بل وربما يكون أحب لله من الشخص الذي قد تنمر عليه، أما في قول { وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ } فقد أوضح ابن كثير أن معناها عدم الإيماءات التي توحي للآخرين بالاستهزاء بهم.
سواء كانت بالنظر أو بالحركة أو بالكلام، وقال أيضًا أن اللماز الهماز ملعون عند الله ومذموم، أما قول الله تعالى { وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ } أي لا تقوموا بإطلاق أسماء على البعض يستاؤوا منها عندما يستمعون إليها.
وهكذا نرى أن الشريعة الإسلامية قد حاربت التنمر منذ آلاف السنوات، وهذا قد جاء في تعريف التنمر في العصر الحديث، ولعل هذه الآية الكريمة لم تكُن هي الوحيدة التي نهت عن السخرية من الاخرين والتنمر عليهم.
فقد قال سبحانه وتعالى في « سورة الهُمزة » { وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ (1) الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ (2) يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ (3) كَلَّا لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (4) }
فنجد أن في الآيات ما يشير بوضوح إلى الوعيد وشدة العذاب الذي ينتظر من يسخر على الناس سواء بالقول أو الفعل، وهذه الآيات تُشير إلى مَن يتباهى بماله على الفقراء فلا هم له سوى جمع المال والتباهي به أمام الفقراء والاستهزاء بهم وإطلاق أسماء يحزنون عند سماعها.
أما في السُنة النبوية المطهرة فنجد أن هناك عدد كبير من الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم تُشير إلى النهي عن السخرية والتواضع حتى وإن كان الإنسان يتمتع بنعم الله تعالى عليه من صحة ومال وصفات أخرى قد لا توجد في غيره.
فعلى سبيل المثال عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أتاهُ صحابيٌ فقير فقال له النبي أهلًا بمَن خبّرني جبريل بقدومه، فقال الصحابي: أو مثلي؟ قال: نعم يا أخي، خاملُ في الأرض علمُ في السماء.
وهكذا يعلمنا النبي الكريم أن الإنسان قد يكون فقيرًا في الدنيا ولكنه عند الله غني، وموضوع السخرية من الآخرين إلى ذنب الشرك بالله والتجبر على العباد، فعندما يمارس أحد التنمر ضد الآخر يكون قد سخر من الله عز وجل “حاشا لله” فالمؤمن الحقيقي هو الذي يسلم المؤمن من شره حتى ولو كان بالنظرة أو التعليق، فالسخرية نوعًا من الكبرياء، وقد جاء في الحديث القدسي الذي أخرجه أبو داوود وابن ماجة وأحمد عن أبي هريرة يقول رب العزة تبارك وتعالى « العِزُّ إِزاري، والكِبْرياءُ رِدَائِي، فَمَنْ يُنَازعُني في واحدٍ منهُما فقَدْ عذَّبتُه » وتمتد سماحة الإسلام إلى النهي حتى عن السخرية من المذنب، وإنما كان أمر الله لنا والرسول صلى الله عليه وسلم إن رأينا مذنبًا ندعو له بالهداية ونشكر الله على النعمة التي أنعم بها علينا فالذنب شؤم على غير صاحبه
فإن تكلم في الذنب فقد اغتاب صاحبه، وهنا يكون قد أذنب، أما إن وافق على الذنب فيكون مشاركًا بالإثم، وإن سخر من الذنب ابتلاه الله به، والخلاصة؛ أن الدين الإسلامي نهى تمامًا عن السخرية التي اتخذت اسمًا آخرًا وهو التنمر.
طرق القضاء على ظاهرة التنمر
إن القضاء على ظاهرة التنمر يقتضي التنشئة الاجتماعية السليمة للطفل منذ الصغر، هذا بالإضافة إلى دور الإعلام للتصدي لهذه الظاهرة المرفوضة.
وجنبًا إلى جنب دور المدرسة والجامعة وكافة المؤسسات داخل الدولة لنشر التوعية بين الناس ولفت أنظارهم إلى مدى فداحة هذا الفعل، ويُمكن إيجاز ما يجب فعله في النقاط التالية:
تربية الأبناء على الوازع الديني وتعليمهم السلوك الإسلامي الصحيح.
المتابعة المستمرة لسلوك المراهقين داخل المدارس.
عمل الندوات التثقيفية داخل الجامعات.
المراقبة المستمرة من الأهل على الأبناء خلال تصفحهم لشبكة الإنترنت.
ضرورة ملاحظة الطلبة بجميع المراحل التعليمية من خلال متخصصين في علم النفس والاجتماع.
نصح الشخص المتنمر بالذهاب إلى طبيب نفسي للتخلص من هذه المشكلة.
على الحكومات القيام بوضع القوانين الصارمة لكل من يمارس التنمر بكل أشكاله ضد الآخرين.
السماح لمنظمات حقوق الإنسان والمؤسسات المختلفة لنشر برامج التوعية الخاصة بهم لكل مرحلة عمرية وفقًا لما يناسبها.
إنَّ التنمر هو السلوك العنيف والإيذاء والإساءة التي يوجهها شخص إلى شخص، وفي الغالب هذا الشخص يكون أقل قوة منه سواء نفسيًا أو بدنيًا.
وقد استعرضنا عن التنمر الأنواع المختلفة منه؛ فمنه اللفظي والجسدي والجنسي والإلكتروني. وغيره من الأنواع الأخرى للتنمر. ونجد أن؛ للتنمر آثارًا سلبية على أي مجتمع فقد يتحول الشخص المتنمَر عليه إلى شخص متنمِر وقد يصاب بأمراض نفسية مزمنة كمرض الاكتئاب وغيره، وقد يحيد عن السلوك القويم ويبتعد ويعتزل عن مجتمعه. لذلك وجب على كافة المؤسسات الموجودة في الدولة وكذلك الأسرة والمنظمات الحقوقية وضع برامج التوعية الكافية لكل الفئات العمرية حتى تتخلص المجتمعات من هذه الظاهرة المنبوذة وهي التنمر.
ولم ننسى أبدًا أن القرآن الكريم منذ آلاف السنين قد نهى عن السخرية من الآخرين والتباهي عليهم بالنعم بل وقد توعد الله عز وجل مَن يفعل ذلك بالعذاب الأليم.
كما نجد أن السُنة النبوية المطهرة أيضًا عامرة بالأحاديث التي تنهي عن التنمر بكل أنواعه وأشكاله، ولا شك أن كل الأديان السماوية قد أنكرت ظاهرة التنمر شكلًا وموضوعًا بل واعتبرتها جريمة ترتكب ضد الإنسانية برمتها.
الخلاصة
انتشرت ظاهرة التنمر بكثره في الفترة الأخيرة، وأصبحنا نراها في كل مكان سواء على مواقع التواصل الاجتماعي، أو في الشارع، والتنمر هو تعمد توجيه الإساءة إلى شخص معين والتقليل من شأنه، والاستهزاء به والتجريح بالاعتداء اللفظي أو الاعتداء البدني وهوا سلوك غير سوي يتبع فيه الشخص المتنمر سياسه السخرية وبعض الاحيان سياسه الترهيب والتخويف بهدف الايذاء سواء البدني او النفسي.
وهو سلوك مرفوض يتتافي مع قيم الاسلام فقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عسى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عسى أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فأولئك هُمُ الظَّالِمُونَ } «سورة الحجرات: الآية 11».
وأوضحت الآية الكريمة نهي صريح من الله سبحانه وتعالى عن احتقار الناس والاستهزاء بهم لوجود مرض أو فقر أو أي صفة مختلفة أو غير مألوفة . وقال (صلى الله عليه وآلة وسلم) سباب المؤمن فسوق وقتاله كفر واكل لحمه من معصية الله وحرمة ماله كحرمة دمه. وجاء مفهوم التمييز في الكتاب والسنة النبوية يحض على المساواة وعدم التفرقة بين عربي أو أعجمي إلا بالتقوى. وحيث ان قانون العقوبات المصري لا يوجد به نص صريح يعاقب علي جريمة التنمر ولاكن هذا لا يخل بمعاقبه الفاعل عن فعله اذا شكل صوره اجراميه اخري كجريمه السب و القذف و العنصرية التي تهدف للتميز بين الطوائف
تعرف على جريمتي السب والقذف وعقوبتهما
السب:- هو خدش شرف شخص عمدا دون ان يتضمن ذلك اسناد واقعة معينة إليه ويشترط لقيام جريمة السب العلني أن ترتكب بإحدى طرق العلانية .
اركان جريمة السب
-يقوم السب العلني على ركنين مادى هو خدش الشرف وركن معنوي يتخذ دائما صورة القصد الجنائي .
القذف : هو اسناد واقعة محددة تستوجب عقاب من تنسب اليه أو احتقاره اسنادا علنيا فقوام القذف فعل الاسناد والقذف جريمة عمدية على الدوام .
-الركن المادي : قوامه عناصر ثلاثة نشاط أجرامي هو فعل الاسناد وموضوع لهذا النشاط هو الواقعة المحددة التي من شأنها عقاب من اسندت اليه او احتقاره وصفة لهذا النشاط هو كونه علنيا.
الركن المعنوي :القذف في جميع حالاته جريمة عمدية ولذلك يتخذ ركنه المعنوي صورة القصد الجنائي وقد استقر القضاء على اعتبار القصد المتطلب في القصد قصدا عاما فاذا كان القذف متطلبا القصد في جميع صوره.
· عقوبة السب العلني البسيط:
يعاقب القانون علي السب العلني بالغرامة التي لا تقل عن ألف جنيه ولا تزيد علي عشرة ألف جنيه
وتتشدد العقوبة اذا تضمن السب طعنا في عرض الأفراد أو خدشا لسمعة العائلات فيجب الحكم بالحبس والغرامة معا .
ويعاقب علي القذف بالحبس مده لا تجاوز سنه وبغرامه لا تقل عن ألفين وخمسمائة جنيه ولا تزيد عن سبعه الاف وخمسمائة جنيه او بإحدى هاتين العقوبتين.
الجرائم المعلوماتية او جرائم تقنية المعلومات وفقا للقانون رقم 175 لسنة 2018
ومن أشهر تلك الجرائم والتي انتشرت بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة جرائم السب والقذف عن طريف الموبيل او عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيس بوك أو واتس آب وغيرها ويتساءل كثيرون عن هذه الجريمة وعقوبتها والإجراءات التي يتم اتخاذها عند تعرض أحد الأشخاص للسب أو القذف.
وإذا كان الإزعاج لا يقتصر على السب والقذف بل يتسع لكل قول يضيق به الصدر فإرسال رسائل لهاتف محمول تتضمن ألفاظ نابية تتحقق به جريمة الازعاج والتهديد او السب عن طريق البريد الإلكتروني يشكل جريمة الإزعاج
أيضا إرسال رسائل عبر الفيس بوك تتضمن عبارات سب وقذف تتحقق به الجريمة والتعليق على المنشورات في الفيس بوك بألفاظ خادشه للحياء تتحقق به جريمة السب والقذف .
أما عن العقوبة المقررة قانونيا لهذه الجريمة فقد نصت المادة 76 فقرة 2 من قانون تنظيم الاتصالات على أنه أن مع عدم الإخلال بالحق في التعويض المناسب يعاقب بالحبس وبغرامة لا تقل عن خمسمائة جنيه ولا تجاوز عشرين ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من تعمد إزعاج أو مضايقة غيره بإساءة استعمال أجهزة الاتصالات.
بعض من احكام محكمه النقض
(المراد بالسب في أصل اللغة الشتم سواء بإطلاق اللفظ الصريح الدال عليه أو باستعمال المعاريض التي توحي إليه وهو المعنى الملحوظ في اصطلاح القانون الذي اعتبر السب كل إلصاق لعيب أو تعبير يحط من قدر الشخص عند نفسه أو يخدش سمعته لدى الغير).
(السنة 26 ص 175 والسنة 20 ص 1014 والسنة 27 ص 191 وص 369)
ولما كان من المستقر عليه فقهاً أن (الفقرة الثانية من المادة 76 من القانون جرمت فعل الإزعاج العمدي أو المضايقة المتعمدة للغير عن طريق إساءة استعمال أجهزة الاتصالات والمقصود بالإزعاج أو المضايقة
هنا هو أن يقوم أحد الأشخاص باستعمال أجهزة الاتصالات بطريقة يزعج بها الطرف الآخر أو يضايقه وجرم المشرع هذا الفعل إذا ما وقع عن طريق أي جهاز اتصالات سواء كان التليفون أو جهاز الحاسب الالي المستقبل للبيانات والمعلومات أو البريد الإلكتروني أو الرسائل الإلكترونية أو الإنترنت أو الاتصال التليفزيوني أو غيرها من وسائل الاتصالات الأخرى
فأي إزعاج أو مضايقة تتم عبر جميع هذه الأجهزة يشكل جريمة طبقاً للمادة 76 في فقرتها الثانية من قانون الاتصالات فمن يقوم بإرسال رسائل عبر شبكة الإنترنت أو على التليفون المحمول تتضمن إزعاجاً أو مضايقة لمستقبلها يكون مرتكبا لهذه الجريمة وعلى القاضي تحديد ما إذا كان الفعل المرتكب يشكل إزعاجاً أو مضايقة للمتلقي من عدمه فهي مسألة موضوعية تختلف من حالة إلى حالة أخرى).
أن الله وضع في خطابه الإلهي، القرآن الكريم، القواعد التي تعين الإنسان على التعامل مع الناس بالرحمة والإحسان والتسامح والعدل وعدم ظلم الإنسان لأخيه الإنسان.
قال تعالى: «وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ» (القصص : 77).
و، أنه على الإنسان أن يتقيّد به في سلوك حياته وهو عهدٌ وميثاقٌ بين الله وعبده الذي اعتنق دين الإسلام لينشر الأمن والمحبة والسلام بين الناس ويرتقي بتعامله مع الناس بالإحسان معترفًا بإحسان الله إليه فيقابله بالإحسان للآخرين.
يكون الإنسان شاكرًا بذلك نعمة الله عليه بهديه وتوفيقه، مرتقيًا بالإنسان في سلوكياته مُحققًا الاطمئنان والرضا.
دكتور القانون العام ومحكم دولي معتمد
وعضو المجلس الأعلى لحقوق الانسان