قال..
والمؤلم حقا..
أن تجعل أحدهم موطنا..
بعد أن أرهقتك المنافي..
ثم..
ثم تكتشف أنك به نفيت مرة أخرى..
وأن كل ما أنفقت من عمر..
سدى..
غير كافٍ..
أنت يا سيدي..
مذ أتيت تبتغي مسكنا..
على ملة الممنوع..
فلا وطن يطال..
ها هنا..
لا عنوان..
ولا جواز للعبور..
لا تأشيرة..
ولا مرافي..
فأينما حط بك الترحال..
فثمة طريد تنهشه الليالي..
كان يمشي في فلاة..
لا زرع ولا ثمر..
يتركه المحال..
ليطلبه المحال..
فلماذا أتيت؟!..
وأنت تعلم أنك خارج حسابات الأمكنة..
لماذا ابتغيت من جلمد؟!..
ماءً..
وأنت تعلم أن زمن المعجزات انتهى..
وأن كل أحلام الصابئين ستمضي..
هباءً..
مهما تمتد الأزمنة..
يا سيدي..
ماذا يبقى من شتاتك سوى؟!..
دمعتين..
عابثتين..
وهل تجدي الدموع في قلب كفيف؟!..
لا يرى..
هل يفيد النزف؟!..
ليستجدي العطايا قلبا أصما؟!..
أبكما..
غير عابيء..
أن مت حالا..
أو مآلا..
وإن بقيت..
كان مرضك مزمنا؟!..
أيها اللاهي..
لماذا تقف على الأعتاب؟!..
وقد حرمت على قلبك المواطنة..
غريب أنت..
فمن يعتبر الغريب يوما؟!..
موطنا..
فلماذا تدور وتدور؟!..
كي تعود لمنفاك..
ثم تسأل الجدران والطلاسم..
والصور..
من الذي وضعك بين التيه والتيه..
ثم راح ونساك..
ستقسم يا سيدي ألف مرة..
حتى تخلي ساحته..
بأنه بريء جدا..
ما جفاك..
ما نفاك..
إذن..
من الذي بدل التاريخ وزور الحقيقة؟!..
واختزل خمسة فصول من العشق..
في نصف ثانية..
وإن جاد..
ففي شطر دقيقة..
وكتب بدل المقام الطويل..
سفر..
أيها اللاهون بقلوبنا رفقا..
فما خلقت قلوبنا حجر..
أيها المسافرون فينا سنينا طوالا..
دونما اعتراض..
أما كفاكم..
أنكم ما كنتم كما ظننا..
ملائكة..
وما كنتم بين الخليقة..
بشر..
آاااااه يا بشر..
هل كنا شياطين؟!..
الذنب ينسى..
والسر يبلى..
وال..
والروح في القاموس عارية..
والقلب مهما جاد بالنبض..
مشردٌ..
مهلهل..
حافي..
فألف تب..
يا حضرة..
العابرين دونما انتباه..
فوقنا..
ما عاد يهم..
هل وطأتم ديار قفر؟!..
أم عبرتم…
فوق الشغاف..
طوبى لحضرتكم..
والسحق لنا..
النص تحت مقصلة النقد..
بقلمي العابث..