كتبت سامية الفقى
عقدت نقابة المحامين، اليوم الإثنين، جلسة حلف اليمين القانونية للمحامين الجدد، لمحامي نقابات؛ القاهرة الجديدة، حلوان، وشمال وجنوب الجيزة، شمال وجنوب القليوبية، الفيوم، بني سويف، المنيا، شمال وجنوب أسيوط، سوهاج، قنا، الأقصر، أسوان، الوادي الجديد، البحر الأحمر، برئاسة نقيب المحامين الأستاذ رجائي عطية، وحضور أعضاء المجلس، حسين الجمال، يحيى التوني، أبو بكر ضوة، أسامة سلمان، سيف حماد، محمد الكسار، محمد كركاب، وفاطمة الزهراء غنيم.
وصرح نقيب المحامين: «بمناسبة لقائي بأمس مع وزير العدل، فإن العلاقات بين المحاماة والسلطات القضائية، والسلطات الشرطية، ليست على كل ما يرام نتيجة مراس غير صحيح، وأشعر بالحزن على هذا، وأنا قد لحقت بالعصر الذهبي، ورأيت كيف كانت العلاقة بين المحاماة والقضاء في السالف».
وأضاف «عطية»، أن كل طرف يحمل الطرف الأخر العبء لفساد العلاقة، متابعاً: «أنا في رأيي أن الفريقين لم يمسكا بالواقع، فاختلال الميزان ثمرة ممارسة غير رشيدة، ويجب أن نعرف أنه حينما تختل العلاقة بين القضاء والمحاماة فيكون هناك خللا مشتركاً، ويجب أن نعرف هذا الخلل».
وعن العلاقة في السابق، ذكر نقيب المحامين: «في أوائل الثلاثينات من القرن الماضي، أقيم احتفال بإنشاء محكمة النقض، وكان يشرف عليه شيخ القضاة والمحامين عبد الغزيز باشا فهمي، المسماة باسمه القاعة الرئيسية بمحكمة النقض، وهو أحد فلتات المحاماة والقضاء، وأحد أعلام الوطنية والتنوير ليس فقط في مصر إنما في المنطقة بأسرها».
وأشار: «يكاد يكون عدد المشاركين في الإشراف على الحفل من الفريقين متساو، ومن أعلام المحاماة تحدث إبراهيم الهلباوي، وأحمد رشدي وفطاحل المحاماة، وكل منهم تحدث في فن من فنون المحاماة والقضاء، ومن بين القضاة من تحدث عن فنون المحاماة، وقال حينها عبد العزيز باشا فهمي إذا وازنت بين عمل القاضي وعمل المحامي، لوجدت أن عمل المحامي أدق وأخطر؛ لأن مهمة القاضي هي الوزن والترجيح، أما مهمة المحامي فهي الخلق والإبداع والتكوين».
وتابع «عطية»، أن هذا توصيف بالغ الأهمية والخطورة، فيقر للمحاماة بأنها إبداع، أي أنها ليست فقط محصلة معرفة بالعلوم القانونية والثقافة، وإنها هي أيضا عملية ذهنية فكرية عقلية، تستخرج من بطون المعارف والعلوم ما يستطيع به المحامي أن يبدع، فيتجلى ليكون المحامي معلما للقاضي، بمعنى أنه ينير له الطريق في الدعوى التي ينظرها، وليس مفهوم المعلم بالمعنى التقليدي.
وأفاد نقيب المحامين، أن من يتأمل في قصة امرأة العزيز وسيدنا يوسف التي ذكرها القرآن الكريم، يجد أن الشاهد الذي شهد من أهلها ضرب مثلا يصح للمحامي المبدع أن يتوقف عنده ليستخرج أهمية الدليل الفني، كما قال الله في القرآن: }أشهدوا ذوي عدل منكم{، مردفا: «الشاهد إذا لم يعدل يجر القاضي إلى ما لا يحمد عقباه، والدليل القوي معرض للعبث، إنما الدليل الفني لا يكذب».
وعلى سبيل المثال، أوضح نقيب المحامين، أنه على اختلاف بلايين البشر الذي عرفتهم البشرية، لا توجد بصمة أصبع متكررة كما اكتشف العلم، إضافة لتواجد بصمات أخرى، منها بصمة الشعر، والعلم توصل إلى ما نسميه تجاوزا DNA، الذي يقطع بالنسب بالنفي أو الإثبات، مؤكدا: «المحامي حقيقة مبدع، ويجب ويتعين عليه أن يلتمس سبل الإبداع باتساع علمه وثقافته وبعمق تفكيره».
ووجه النقيب العام للمحامين الجدد قائلا: «أنشدوا المعرفة في أي موطن، وأقرنوا المعرفة بالتأمل العميق، وأعدوا أنفسكم لتكونوا بالفعل مبدعين في عالم المحاماة ولنسارك معا في نقل العلاقة بين إلى ما كانت عليه قائمة على الاحترام المتبادل وهو ما أسعى إليه وظني أن طريق الألف ميل يبدأ بخطوة».
وشدد: «حينما تكتمل لنا كل مقومات المحاماة، سوف نفرض احترمنا على القضاة، بمظهرنا وعلمنا وسلوكنا، فالمحامي والمحامية تبدأ مهمته في أي قضية وهو لم يزل بعد في منزله أو مكتبه، وكيف يدرس القضية، ليذهب إلى المحكمة وهو مبدعا ينير للقاضي الطريق، وهذا لا يتأتى إلا بجهد وعمق وإخلاص، إضافة إلى مظهر المحامي وأهميته، وفن الاقتراب أو الابتعاد عن المنصة، كما أن المرافعة ليست كلها كلام، بل أحيانا الصمت ينبه أكثر مما ينبه الكلام، حينما تشعر أن السامع قد انشغل عن الانتباه لما تقول، فالتوقف لثانيتين أو ثلاثة يعيد انتباهه، كذلك فن الإلقاء لإيصال المعنى وعليكم قراءة كتاب فن الإلقاء لعبد الوارث عسر».