بتلك الكلمات الخالدة للراحل الرئيس جمال عبد الناصر ، والتى رددها من بعده الراحل الرئيس محمد أنور السادات بطل الحرب والسلام ، لتكون الرسالة واضحة للعالم أجمع ، أن شعب مصر وقيادتة وجيشة ، جزء لا يتجزأ ولا ينفصل مطلقا عن بعضه البعض ، الأمر الذي جعل القائد والزعيم عبد الفتاح السيسي يؤكد منذ أن تولى قيادة سفينة الوطن أن “رهانه يظل على الشعب المصري ووعيه” في مواجهة محاولات المس بإستقرار البلاد ، وأن “مصر وشعبها قادرون على إحباط أي محاولة لإسقاط الدولة أو تخريبها ” .
إن تلك الرسائل الهامة التي وجهها هؤلاء الأبطال العظماء الذين صنعوا تاريخا مشرفا للعسكرية المصرية وللجيش المصرى العظيم ، وأثروا فى محيطهم ، وأصبحوا ملهمين لشعوب دول كثيرة كانت تبحث عن الحرية والخروج من تحت وطأة حكم الإستعمار ، تجعلنا نقف اليوم فى الذكرى “٤٧ لنصر أكتوبر العظيم” ، لننظر ونتأمل فى ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا .
نقف لنتساءل ، هل من إنتصارات بعد نصر أكتوبر المجيد حققها الجيش المصري؟ ، لنجد الإجابة واضحة مشرقة كنور الصباح لفجر يوم جديد يحمل كل الآمال والطموح فى غد أفضل لمصر والعرب وإفريقيا وأمتنا الإسلامية ، حقا هناك نصر جديد لا يقل أبدا عن نصر أكتوبر كان بطله الجيش المصري العظيم ، وقائده البطل الرئيس عبدالفتاح السيسى ، عندما إنحازت قيادة الجيش إلى إرادة الشعب في إسقاط حكم تنظيم الإخوان الإرهابي للدولة المصرية ، مع قيام الثورة الشعبية فى ٣٠ يونيو ضد هذا الإحتلال الإخوانى ، الذي خطط أن يستمر في حكم مصر العظيمة خمسمائة عام على الأقل .
لم تنتهى أو تتوقف بطولات الجيش المصري العظيم وقيادته عند ذلك ، بل استمرت لتحقق إنتصارات متتالية على كافة المستويات والأصعدة ، فكانت قوة مصر هى من أوقف مخطط تدمير الوطن العربي والمنطقة ، وفرضت رؤيتها في جميع قضايا وصراعات المنطقة ، وكانت الرقم الأهم في معادلات القوة وتحقيق الإستقرار ، حيث كانت الأجندة المصرية هى مفتاح الحل الذى يسعى إليه الجميع سواء القوى الدولية أو الإقليمية ، بعد أن أدرك الجميع أن هدوء أصوات المدافع لن يتحقق إلا بمصر ، وأن أي خطوط حمراء تحددها القيادة المصرية لا يجب تجاوزها ، وأن أي ترتيبات للأمن الإقليمي لا تتم إلا بحضور مصر القوية ، وأن كل الدبلوماسية المصرية التي تحميها القوة قادرة على تفكيك أي صراع وإرساء ما تراه من قواعد تحترمها كافة الأطراف .
إن قوة مصر الحقيقية نابعة من حالة ذوبان وإنصهار بين الجيش والشعب الذي يمثل جبهة داخلية قادرة على تأمين البلاد ، بإعتبارها ظهيرا مضمونا لجيش تعهد بحماية الأرض والعرض .
إن كل ما مرت به المنطقة من أحداث جسام أكدت بما لا يدع مجالا للشك أن الشعب المصري صانع المعجزات ، قادر على إسقاط كافة الرهانات ، التي حاولت القوى المعادية أن تفرضها ، مستغلة معاناته وظروفه التي لم يكن أي شعب غيره قادرا على إحتمالها ، تحملها هذا الشعب الصابر حبا وإقتناعا بقائد رأي فيه المنقذ العظيم والأمل الكبير في بناء وطن ، قدم من أجله كل التضحيات ، فالشعب المصري على مدى تاريخه العريض كان حائط الصد القوي ، ضد كل المؤامرات ، خاصة تلك التي أخذت الصبغة الإخوانية الإرهابية التي ترفع شعارات براقة وتتاجر بكل المحرمات والمقدسات ، من أجل هدف واحد هو السلطة ، فجميع الأعداء على مدى التاريخ تصدى لهم الجيش ومن ورائه الشعب الصابر حبا وإقتناعا وحرصا على الوطن .
أن ملحمة أكتوبر التي نستذكرها اليوم ، بإعتبارها نموذجا واضحا لتكامل الأدوار بين الجيش المقاتل والشعب المناضل ، إنما هي تأصيل يجب الحفاظ على معالمه والعمل على إستمراره ، فهذا الإلتحام الذي جرى في أكتوبر العظيم ، هو حالة إنسانية تعتبر محل فخر وإعتزاز ، نرى أنه جرى إستحضارها في ثورة 30 يونيو ، وأعاد الشعب المصري إنتاجها خلال السنوات الست الأخيره ، التي أعقبت التخلص من حكم الإخوان ، فالشعب المصري على مدى تلك السنوات مارس النضال ظهيرا للقائد العظيم والجيش البطل ، متحملا كل تبعات الإصلاح الإقتصادي ، وسيول المؤامرات الإخوانية المدعومة خارجيا ، لأنه أصبح على قناعة تامة بأن هناك قائد يعمل بإخلاص لبناء مستقبل واضح المعالم والأهداف ، وأنه يجب أن يقدم الغالي والنفيس في سبيل إكتمال الحلم والأخذ بأسباب القوة .
إن الشعب المصري الذي ضرب أروع الأمثلة في البطولة والفداء حفاظا على مصر الوطن ، مازال عازما على الإستمرار في إبهار العالم وتقديم أفضل نموذج على قوة الإحتمال والصبر والقدرة على إجتياز أخطر مراحل تاريخه ، وكما أنتصر في حروب دموية وأفشل مؤامرات دولية ، فإنه لديه القدرة على الإنتصار في حروب الصبر والإحتمال ، تلك الحروب التي تدمر دولا بدون رصاصة واحدة، تلك الحروب التي تقتل الملايين بدون أسلحة .
ربما يتساءل القارىء عن ماهية تلك القوة الجبارة التي منحها الله لهذا الشعب المناضل ، إنها قوة الحق والحب والإخلاص والولاء للوطن الغالي والقائد العالي ، محافظا على إيمانه ووحدته رغم ما يتعرض له ، وربما هذه القوة العجيبة التي لن تجدها في شعب آخر وفي وطن آخر، هي السبب في أن يبقى هذا الشعب وحده هو القائد والمعلم والخالد للأبد ، هذا الشعب الذي لا مطلب له سوى الحفاظ عليه ، وإحترام قدره ، وإرساء مبادئ العدالة والمساواة بين أبنائه فى كافة مناح الحياة وتقديم من يستحق منهم من الكفاءات الوطنية المخلصة للقيادة على كافة المستويات بمؤسسات الدولة ، فالدفع بأجيال الوسط والشباب لتصدر واجهة المشهد يفكك هذه التكتلات ، التي توحشت ، وأصبحت تبث روح اليأس فى نفوس تلك الأجيال ، التى تقف موقف المتفرج مشدوهة تتأمل بحسرة بالغة ، كلما أصطدمت بهؤلاء الذين يريدون أن يعرقلوا مسيرة الإصلاح والتقدم التى يحلموا بها منذ عصور ، وأنتظروا كل هذه السنين حتى يأتي هذا القائد العظيم البطل الرئيس عبدالفتاح السيسى ليقاتل من أجلهم ، ويصطفوا خلفه من أجل الوصول لتحقيق الحلم المشروع الذى أصبح قريب المنال ، رغم كل ما يجري من محاولات قوية لإفشاله ، فهناك من يسعون لإفشال كل تلك الخطوات والمساعى الرامية للإصلاح من أجل الحفاظ على مصالح شخصية ضيقة ، وذلك بإستخدام أساليب دنيئة وتبريرات واهية لا تبنى أمم ولكنها تهدم قيما وقامات ناشئة لا يريدون لها الظهور من أجل الحفاظ علي أصحاب الولاءات والصلات ، الذين افشلوا الكثير من مؤسسات الدولة وأفسدوها ، حتى أصبحت عبئا على كاهل الدولة المصرية ولاتقوم بممارسة دورها في خدمة وطنها ، بعد أن أهالوا عليها التراب وحرموا البلاد الإستفادة من الخبرات والكفاءات المتواجدة بها ، فالشعب الذي ناضل طويلا ومازال ، ينتظر أن يرى على رأس مؤسساته رموزا تضيف إلى الوطن ، تغرد بالحب وتصدح بالحق ، فينصت لها العالم الذي وضع قائدها وزعيمها عبد الفتاح السيسي في مصاف الكبار مسموعي الكلمة ، لا يريد هذا الشعب المناضل أن يرى غربانا تنعق فوق خرائب الوطن ، لا تقوى حتى على رد صراخ المتآمرين ، لأنها مشغولة عن الوطن بجمع الغنائم الحرام ، تاركة واجب الدفاع عن الوطن لمن يحبون الوطن ولا يسعون إلا لنصرته ، دون أي مغنم أو مكسب .
إن النضال ضد قوي الشر فى الداخل والخارج لن ينتهي ، فالحرب ضد الفساد والإنتصار على المفسدين وازاحتهم ، يوازي في قيمته وأهميته عبور أكتوبر العظيم ، بل يفوقه ، لأن القضاء على الفساد يدعم المشروع الوطني ، ذلك المشروع الذي يؤسس للدولة الوطنية الحديثة التي يبنيها القائد والزعيم الرئيس عبد الفتاح السيسي ، ذلك القائد الذي يحبه الشعب ويبارك مشروعه ويصطف خلفه ظهيرا قويا لا يلين ولا يتراجع .