تتواكب زيارة مسئول السياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوربى جوزيف بوريل الى مصر,مع التطورات التى تشهدها المنطقة من أزمات وبخاصة فى ليبيا وشرق البحر المتوسط والأوضاع فى مالى ولبنان وغيرها ,كما تتزامن مع تعيين رئيس جديد لبعثة الاتحاد فى القاهرة وتولى مهام منصبة, ومن المعروف ان الاتحاد الاوربى يسعى منذ فترة التسعينات الى تطوير استراتيجية للتعاون مع دول حوض البحر المتوسط وفى مقدمتها مصر وعدد من دول المنطقة فى إطار مواجهة التهديدات فى البحر المتوسط ومنها الارهاب والهجرة غير الشرعية ومكافحة الانتشار النووى وغيرها, وفى الآونة الأخيرة ظهرت أزمة الاطماع التركية فى شرق المتوسط والتى كادت تصل الى حد المواجهة العسكرية مع اليونان , والتدخل التركى العسكرى فى ليبيا بدعم الجماعات الارهابية والمسلحة والذى كان سبباً مباشراً فى خلق التوتر وتعطيل مسارات برلين لتحقيق استقرار ليبيا ,وهو على النقيض من الدور المصرى الذى يؤكد على أهمية الحل السياسي ووقف تهريب السلاح والمقاتلين الى ليبيا وهو دور متوازن وفاعل وهام لتحقيق الاستقرار فى المنطقة ,وفيما يتعلق بأزمة سد النهضة الاثيوبى أكد المسئول الأوربى على ضرورة استمرار المفاوضات بين الدول الثلاث واشاد بسياسة التعامل المصرى مع هذه الأزمة والتى اتسمت بالوضوح والاراده السياسية فى إنهاء الأزمة فى شكل إتفاق نهائى بين دول الحوض يساهم فى حل المشكلات العالقة ويحافظ على حصص الدول من المياه ويضمن وجود آليه لحل المنازعات والخلافات مستقبلاً,ورغم ما تثيره وسائل الإعلام الموجهة من انتقادات تتعلق بوضع حقوق الانسان فى مصر وعدم اكتراث تلك الوسائل بالمفهوم الاوسع لحقوق الانسان السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية , فبدون الأمن لن يكون هناك تنمية اقتصادية أو استقرار سياسي أو إجتماعى ,وقدمت لنا أزمات للمنطقة مثالا حي للفوضى التى تقود الى تدمير الدولة ومؤسساتها ,وتشرد الشعوب وتنشر الفوضى والإرهاب ,وقد أعرب المسئول الأوربى عن رغبة الاتحاد في تعزيز الشراكة مع القاهرة فيما يتعلق بالشأن الاقليمي وقضايا الطاقة والكهرباء والبيئة والأمن والصحة والتعليم,كما يسعى الى التعاون مع مصر فى حل بعض الأزمات ومنها القضية الليبية والأزمة اللبنانية .