كتب إبراهيم احمد
من المتوقع أن تشهد المبيعات السنوية في مناسبة “الجمعة البيضاء” إقبالًا واسعًا من المستهلكين هذا العام على الرغم من التأثير السلبي الذي أحدثته إجراءات الإغلاق الصارمة على الاقتصاد العالمي جرّاء الجائحة. وبدلاً من اقتصار عروض التخفيضات الكبيرة على يوم واحد فقط مثلما درجت عليه العادة، قرّرت العديد من المتاجر إحياء مناسبة الجمعة البيضاء طوال شهر نوفمبر. لكن تمديد هذه المناسبة السنوية المهمة للتجار والمستهلكين على السواء، يعني توسعة المجال أمام مجرمي الإنترنت لاقتناص الفرص التي تنطوي عليها مثل هذه المناسبات؛ فأينما وجدت المعاملات المالية يمكنك التأكّد من أن المجرمين يقفون بالمرصاد لمحاولة استغلال المتسوقين، لا سيما منهم المطمئنين أو اللامبالين.
ورفعت ظروف التباعد الجسدي الناشئة عن جائحة كورونا التوقعات السائدة بشأن تخفيضات الجمعة البيضاء عبر الإنترنت هذا العام. وتتوقع المتاجر الرقمية أن تستفيد من ميل الأفراد إلى البقاء في منازلهم وتجنب التجمعات وزحمة الأسواق المحتملة في المتاجر، ما يجعل الدلائل تشير إلى زيادة مرتقبة في التسوّق عبر الإنترنت. لكن هذا الأمر يتيح في المقابل لمجرمي الإنترنت محاولة إصابة مزيد من الأهداف بالبرمجيات الخبيثة، فضلًا عن سرقة الهويات وتفاصيل البطاقات المصرفية. وقد أصبحت عمليات التصيّد المصممة بذكاء والمتنكرة في هيئة خصومات من علامات تجارية شهيرة، صعبة التمييز تقريبًا عن عروض التسوق الحقيقية.
ودعا ماهر يموت الباحث الأمني الأول لدى كاسبرسكي، المستهلكين إلى “توخي اليقظة” عند التسوق من عروض الجمعة البيضاء وخلال موسم الأعياد القادم. وأوضح أن المواقع المزيفة ستظلّ مصدر قلق كبير كما كانت في السنوات السابقة، مشيرًا إلى أنها أصبحت “أكثر تعقيدًا من تلك التي ظهرت في العام 2019”.
وقال إن على كل متسوق أن يأخذ في اعتباره أن كل ما يبدو أفضل كثيرًا مما هو ممكن، فهو مثار للريبة، معتبرًا هذه أهمّ النصائح الأمنية التي يجب الالتزام بها، وأضاف: “على سبيل المثال، من المستبعد تمامًا أن تقدّم شركة ما خصمًا قدره 80% على تلفزيون ذكي، لذلك يجب أن يلزم المستهلكون جانب الحذر واليقظة عند التسوق عبر الإنترنت وأن يصبحوا أكثر وعيًا بمفهوم الأمن، لا سيما مع استمرار المجرمين في استغلال حالة عدم اليقين التي فرضتها الجائحة على العالم”.
وتنصح كاسبرسكي المتسوقين عبر الإنترنت باتباع النصائح الاثنتي عشرة التالية في فترة الجمعة البيضاء:
- التأكد من تطبيق أحدث التحديثات الأمنية على نظام التشغيل والتطبيقات بمجرد إتاحتها.
- اقتصار التسوق على المواقع الآمنة، ومعرفة ذلك من خلال التأكد من أن عنوان موقع الويب يبدأ بالمقطع HTTPS://، حيث يشير الحرف S إلى كلمة SECURE، وأن هناك صورة قفل مغلق على شريط العناوين في متصفح الويب، حيث تُعرض تفاصيل أمن الموقع عند النقر على القفل مرة أو مرتين.
- استخدام كلمة مرور مختلفة لكل موقع وكل حساب على الإنترنت، على أن تشمل مزيجًا من الحروف والأرقام والرموز الخاصة، والحرص على ألا تقل عن 15 حرفًا.
- تجنّب النقر على روابط عشوائية واردة في رسائل البريد الإلكتروني، ومن الأفضل إدخال عنوان الويب يدويًا في المتصفح، لتجنب خطر الوقوع في فخّ مواقع التصيد، مع تذكر أن العرض الذي يبدو أفضل كثيرًا مما يمكن أن يكون في الواقع، بحيث لا يمكن مقاومته، ينبغي تجنبه وعدم النقر على الرابط الخاص به، والتوجه مباشرةً بدلًا من ذلك إلى موقع الويب الرسمي للشركة للتأكّد من وجوده.
- من الأفضل للمستخدم الاكتفاء بالمواقع المألوفة له، سواء المجرَّبة أو التي سمع عنها. ولكن حتى في هذه الحالة يجب توخي الحذر، فغالبًا ما يعمد المجرمون إلى التحريف في كتابة عناوين الويب لجعلها تبدو وكأنها موقع مألوف.
- ينبغي عند الشراء من متجر رقمي جديد إجراء بحث متأنٍ حوله، ومن الأفضل محاولة معرفة إمكانية التواصل مع المتجر في حال حدث خطأ في الطلب؛ وذلك بالبحث عن بريد إلكتروني ورقم هاتف وعنوان مادي، فضلًا عن العثور على سياسة الإرجاع والتبديل. وقد يكون سجل الملاحظات والتقييمات حول المتجر علامة أخرى دالّة على مصداقيته.
- الحرص على توخي مزيد من الحذر عند استخدام الجهاز المحمول في عمليات الشراء عبر الإنترنت؛ فعناوين الويب المختصرة، التي غالبًا ما تُستخدم لأنها مناسبة لشاشة الهاتف، يمكن أن تخفي حقيقة أنها تؤدي إلى موقع مفخّخ.
- إذا كان على المستخدم إجراء معاملة في أماكن غير موثوق بها، فعليه إيقاف تشغيل الاتصال بشبكة الإنترنت اللاسلكية (واي فاي) واللجوء إلى بيانات الهاتف المحمول. وإلا فعليه الانتظار حتى يعود إلى منطقة ذات اتصال آمن، فشبكات الاتصال العامة قد لا تكون آمنة لإجراء معاملات مالية مثل التسوّق عبر الإنترنت، نظرًا لكونها أماكن شائعة للمجرمين الذين يحاولون اعتراض معلومات المستخدم بطريقة خفية.
- التأكد من أن الأطفال لا يمكنهم الوصول إلى حسابات آبائهم على الإنترنت، ولا إلى معلومات بطاقتهم المصرفية.
- الحرص على إنشاء نسخ احتياطية من البيانات بانتظام، لتجنب فقد الملفات الشخصية في حال الوقوع هدفًا لهجوم رقمي.
- الاستمرار في فحص الحسابات بانتظام للتأكد من عدم وجود أي نشاط غير عادي أو احتيالي.
- تأمين جميع الأجهزة باستخدام برمجيات أمنية موثوق بها، مثل Kaspersky Total Security.