-#ثم أي..
-#ثم أنهم يا سيدي جاءوا القلب جياعا..
بلا زاد ولا مأوى..
فوقفت..
في الصباح أتصدق عليهم بنصف روحي زادا..
وفي المساء..
أدثرهم بالنصف الباقي..
-#ثم أي؟!..
-#ثم في الصباح التالي..
وقفت أتسول العابرين روحا..
بعدما تركوني على قارعة الهجر عاريا..
ورحلوا..
-#وتركوك؟!..
-#نعم يا سيدي تركوني..
وما الغريب في الأمر؟!..
هم لم يتركوني وحدي..
-#وماذا تركوا لك؟!..
-#هم يا سيدي..
تركوا لي أوجاعا..
وضياعا..
وفواجع..
وقدر الفلاة..
جروحا..
قالوا:-
إن المؤمن مبتلى..
والبلوى..
آية التقوى..
التي لأجلها قتلوني..
فماذا عليهم؟!..
-#لا شيء إذن..
-#نعم..
هم كانوا ملائكة..
وأنا كنت شيطانا..
وهل يسأل الملك عن احتراق شيطان؟!..
وهل يسأل البصير عن…
أعمى؟!..
انتهى يا سيدي..
(قُضي الأمر الذي فيه تستفتيان)..
رُفع القلمُ، وجفت الصحيفة..
وقد قالوا..
جئتَ من النسيان..
إلى حضرة النسيان..
كلمات بلا معنى..
بقلمي العابث..