الاخبارية – وكالات
يمثل اقتحام الغوغاء من أنصار الرئيس الأميركي دونالد ترامب قاعات الكونغرس أحدث حلقة من العنف تلقي بظلالها القاتمة على مبنى الكابيتول في سلسلة من الأحداث كانت بدايتها هجوما أشعل فيه البريطانيون النار في المبنى خلال حرب 1812.
وبعد أن فقد خمسة أشخاص أرواحهم في حرم الكابيتول، بينهم إمرأة أطلقت الشرطة النار عليها وضابط جرح في الاشتباكات التي عمت المكان، يبدو أن أحداث الأربعاء كانت الأكثر دموية في قلعة الديمقراطية الأميركية على مدار 200 عام.
غير أن ديفيد ماير أستاذ العلوم الاجتماعية في جامعة كاليفورنيا إرفاين قال إن الاضطرابات تنفرد عن غيرها من أحداث لكون منشأها في البيت الأبيض.
وفي مقابلة مع رويترز يوم الخميس قال ماير مؤلف كتاب «ذي بوليتيكس أوف بروتست: سوشيال موفمنتس إن أميركا» (سياسات الاحتجاج: الحركات الاجتماعية في أميركا) «الكابيتول مغناطيس للاحتجاج وفي بعض الأحيان يكون الاحتجاج عنيفا».
وأضاف «الغريب حقا هذه المرة أن رئيس الولايات المتحدة شجع الناس صراحة على اللجوء لوسائل عنيفة ضد خصومه السياسيين».
وفيما يلي تسلسل زمني لبعض من أشهر أعمال العنف التي شهدها الكونغرس من إطلاق رصاص وتفجيرات وهجوم بسكين وضرب بالعصا بل ومحاولة اغتيال.
1814- أشعلت القوات البريطانية الغازية النار في مبنى الكابيتول الأصلي بينما كان لا يزال قيد الإنشاء وحرقوا الأثاث في مجلس النواب والقاعة الأصلية للمحكمة العليا.
1835- في أول محاولة معروفة لاغتيال رئيس أميركي حاول عامل دهانات ساخط إطلاق النار على الرئيس أندرو جاكسون أثناء خروجه من جنازة في قاعة مجلس النواب. تعطل مسدسا المهاجم وأخفق في إطلاق النار وثار غضب جاكسون فضرب مهاجمه بعكازه قبل أن يسيطر آخرون عليه. وقضت محكمة أن المتهم غير مذنب لإصابته بالجنون وتم إيداعه مؤسسة للصحة العقلية.
1856- تعرض تشارلز سومنر عضو مجلس الشيوخ عن ولاية ماساتشوستس المؤيد لإلغاء العبودية لضرب وحشي بعصا من جانب بريستون بروكس زميله عن ولاية ساوث كارولاينا في قاعة مجلس الشيوخ بعد إلقاء كلمة انتقد فيها العبودية.
1915- استخدم أستاذ سابق للغة الألمانية بجامعة هارفارد جهاز توقيت في تفجير ثلاثة أصابع من الديناميت في قاعة استقبال فارغة بمجلس الشيوخ خلال عطلة المجلس. ثم فر الأستاذ، الغاضب من مساعدة رجال المال الأميركيين للبريطانيين في مواجهة ألمانيا خلال الحرب العالمية الأولى، إلى نيويورك حيث أطلق النار على المصرفي جيه.بي. مورجان وأصابه بإصابة طفيفة. وألقي القبض على الأستاذ الجامعي فيما بعد ثم انتحر في السجن.
1954- فتحت مجموعة من أربعة مسلحين من القوميين في بويرتو ريكو النار عشوائيا في قاعة مجلس النواب من شرفة الزائرين ونشرت علم بويرتو ريكو. وأصيب خمسة من أعضاء الكونغرس بجروح. وأُلقي القبض على المهاجمين الأربعة، وهم ثلاثة رجال وإمرأة، وصدرت عليهم أحكام بالسجن لفترات طويلة خففها الرئيس جيمي كارتر عام 1979.
1971- انفجرت قنبلة زرعتها مجموعة «ويذر أندرغراوند» المتطرفة المناهضة للحرب احتجاجا على غزو لاوس المدعوم من الولايات المتحدة في إحدى دورات المياه في الشطر الخاص بمجلس الشيوخ من الكابيتول وأحدثت أضرارا كبيرة لكن لم تتسبب في إصابات.
1983- انفجرت قنبلة مخبأة تحت مقعد خارج قاعة مجلس الشيوخ فتسببت في نسف مفصلات باب يفضي إلى مكتب روبرت بيرد زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ آنذاك وألحقت أضرار بلوحة للمحامي المشهور دانييل وبستر الذي كان من رجال الدولة. ولم يصب أحد بسوء. وقالت جماعة يسارية متطرفة إنها نفذت التفجير ردا على التورط العسكري الأميركي في لبنان وجرينادا.
1998- اقتحم رجل مسلح حاجز الأمن في مبنى الكابيتول وأطلق النار فأصاب اثنين من ضباط الشرطة بإصابات قاتلة وشق طريقه إلى مكتب النائب توم ديلاي أحد قيادات الجمهوريين في مجلس النواب آنذاك. وأصيب سائح أيضا في الهجوم. وأصبح الضابطان القتيلان أول مواطنين عاديين يسجى جثمانيهما تكريما لهما في القاعة المستديرة بالكابيتول.
2001- سقطت طائرة يونايتد إيرلاينز في رحلتها رقم 93 في حقل بولاية بنسلفانيا بعد أن اقتحم ركاب قمرة القيادة للتغلب على خاطفين انتحاريين يرجح أنهم كانوا ينوون مهاجمة الكابيتول بها حسبما قال محققون فيما بعد.
2013- حاولت إمرأة أن تقتحم بسيارتها نقطة أمنية خاصة بالبيت الأبيض وطاردتها السلطات حتى الكابيتول حيث أردتها قتيلة بالرصاص. وعثرت السلطات على طفلتها الرضيعة في السيارة دون أن يمسها سوء.
2021- اقتحم مئات من أنصار الرئيس ترامب مبنى الكابيتول واحتلوه لساعات ونهبوا مكاتب الأمر الذي اضطر المسؤولين إلى إجلاء النواب وتسبب في توقف جلسة المصادقة على نتيجة انتخابات الرئاسة التي أجريت في نوفمبر.
وأطلقت الشرطة النار على إمرأة وسط المشاغبين في أحد الممرات داخل المبنى كما قالت شرطة الكابيتول إن أحد ضباط الشرطة الذين أصيبوا بجروح في اشتباكات مع المحتجين توفي يوم الخميس. وتوفي ثلاثة أشخاص آخرين لأسباب طبية في حرم الكونغرس خلال الاضطرابات.