انضم الرئيس الامريكي دونالد ترامب المنتهية والذي يواجه خطر العزل الى قائمة المشاهير الذين لم يعرفوا من اين تؤكل البطة ..وذلك بعد ان تمرد على تقاليد واعراف السياسة الامريكية ونهايات الحكم لرؤسائها المعروفة بالبطة العرجاء ويصبح فيها الرئيس شبه مقيد الحركة واتخاذ القرارات وتوجيه السياسات بطريقة محورية مؤثرة..تمرد ترامب على البطة العرجاء ورفض ان تكون كسيحة مستسلمة للحظات الاخيرة فألهب ظهرها وظهور كثير من المناطق على الخريطة وفي مناطق الصراع الساخنة وعلى الساحة الامريكية ايضا وفي عقر مقر مقرات الديمقراطية الامريكية فأوردته المهالك..
التمرد على البطة العرجاء وضع نهايات مأساوية للزواج المشئوم لترامب الرجل الثري بالديموقراطية الامريكية البطة السمينة والثمينة.فلم يعرف من اين تؤكل فسقط في هاوية ليس لها قرار قد تكلفه ماضيه وحاضره ومستقبله.
تذكرني بطة ترامب غيرالعرجاء بواقعة طريفة حدثت مع احد نجوم الاعلام المصري البارزين عندما تزوج فنانة شهيرة جدا ولم يكن الزواج محل رضا الكثيرين ضدان لا يجتمعان او متشاكسان مثل حالة ترامب لكن حدث الزواج قضاء وقدرا بعد فترة وجيزة حدث مالا يحمد عقباه وتم الطلاق فجعلت الصحف والمجلات المصرية من الواقعة عناوين رئيسية لها تصدرها عنوان: الرجل الذي لم يعرف من اين تؤكل البطة!في الوقت الذي كانت اغنية الفنانة الشهيرة تملأ الافاق وهي تتساءل ضاحكة ساخرة اكلك منين يا بطة؟!
لم يكن احد يتوقع ان التخلي عن سياسة البطة العرجاء سيحدث هذا الزلزال المدوي في خريطة السياسة الامريكية والصورة التى توهم البعض انها راسخة عن الديموقراطية الامريكية وحصانة وقوة المؤسسات الكفيلة بضبط ايقاع اي حركة بعيدا عن المسار الديموقراطي وكبح جماح اي محاولة للمساس بالمؤسسة الديموقراطية اشياء كثيرة اهتزت واقنعة كثيرة سقطت واوهام اكثر انقشعت خاصة بالنسبة للمتيمين بالنموذج الامريكي ودعاة العولمة الامريكية اليهودية واشباهها..
وفي المقابل تأكد للجميع ان حماية الدولة الوطنية والحفاظ على هيبتها مسألة غير قابلة للجدل اوالنقاش وانه من غيرالمسموح ان توضع هيبة الدولة على المحك من اي كائن كان حتى ولو كان الرئيس.. وان هذه القضية لا يمكن الكيل فيها بمكيالين سواء كانت الدولة عريقة عتيدة في الديموقراطية او ساعية وفي طريقها لترسيخ البناء الديموقراطي.
فوق كل ذلك كشف الغمة وازالة متاريس الاوهام حول الشعارات الزائفة والخادعة باسم الديموقراطية والتى تخفي رغبات ونوايا هدم الدولة وتقويضها خاصة في اوقات الاضطرابات وصناعة الازمات..
البطة العرجاء كشفت بجلاء الوجه الاشد قبحا للمسألة اليهودية في السياسة الامريكية وتأثيرها الضار والمدمر على المنطقة العربية والحقوق في المنطقة بصفة عامة واعتقد ان هذا هو بيت القصيد الذي اشعل النار في حياة البطة العرجاء واوهمها بانها اقوىمن اي ذكر بط في التاريخ..فالقت بالمزيد من الغرور والمجون على قيادة البيت الابيض فظن انه فوق اي شيء ويستطيع فعل اي شيء حد اذلال اكبر مؤسسة ورمز للديموقراطية مبنى الكابيتول.
باعتراف ترامب نفسه في محافل كثيرة بانه اعظم صديق لليهود جاء الى البيت الابيض وانه فعل وتجرأ على اتخاذ قرارات جبن كثير من رؤساء امريكا على اتخاذها.بل انها كان يهوديا اكثر من اليهود حين قال صراحة في محفل يهودي شهير انه يوجد في امريكا يهود لايحبون اسرائيل بالشكل المطلوب ويجب علينا ان نجعلهم يحبون اسرائيل كما ينبغي وبما فيه الكفاية..
البطة العرجاء كشفت حجم التمرد الامريكي على قواعد ومبادئ ووصايا القادة الكبار والاباء المؤسسين للولايات المتحدة الامريكية منذ الاستقلال وفي مقدمتهم فرانكلين روزفلت وابراهام لونكولن اللذين حذرا بوضوح من خطر التغلغل اليهودي وتاثيره ليس فقط الضار على امريكا بل على العالم وان هذا الخطر سيزداد حتى لو تمت اقامة دولة يهودية لهم على ارض فلسسطين.
ولمن يريد المزيد من التفاصيل عليه الرجوع الى ما قاله فرانكلين في خطابه أمام الكونجرس وعبر فيه صراحة عن مخاوفه من الخطر اليهودي على بلاده وتنبأ بوقوع الولايات المتحدة فريسة سهلة للسيطرة اليهودية..
وبعد نجاح الصهيونية في اغتيال الرئيس لونكولن عملت اسرائيل ومن ورائها يهود امريكا على الاختراق والهيمنة على مفاصل الحكم ونقاط التاثير في السياسة الامريكية وسجل كثير من المؤرخين انها لم تقنع يوما بما احرزته من مكاسب وانه ما من رئيس امريكي ومهما اعطى في عهده الا وتم الاستغناء عنه في النهاية لافساح المجال لرئيس جديد يحمل وعودا جديدة ليبدأ من حيث انتهى سلفه.
ويضربون مثالا على ذلك بما حدث للرئيس بيل كلينتون فبعد كل ما قدمه لاسرائيل اوقعوه في فخاخ فضيحة كادت ان تطيح به كل ابطالها من اليهود رغم ان ادارة بيل كلينتون كان بها اكثر من اربعين يهوديا يحتلون ارفع المناصب ويسيطرون على مركز القرارمن بينهم اربعة وزراء: مادلين اولبرايت للخارجية وروبرت روبين للخزانة ووليام كوهين للدفاع ودان جليكمان للزراعة. واضافة الى اولبرايت فهناك في الخارجية خمسة يهود آخرين اثنان منهما برتبة نائب وزير: ستيورات ايزنستات ومارتن انديك وثالث برتبة نائب وزيرهو بيتر تارنوف. اما الرابع والخامس فهما كارين ادلر برتبة مدير ودنيس روس الشهير برتبة مستشار لشؤون الشرق الاوسط. ويرأس مجلس الامن القومي اليهودي صمويل بيرجر وكذلك نائبه جيم شتاينبرج بالاضافة الى ثلاثة اعضاء هم جوديت فيدر وصمويل لويس وستانلي روس. اما وكالة المخابرات المركزية عصب الدولة الحيوي فيرأسها اليهودي جورج تينيت.
واذا كان ترامب قد حطم الكثير من القواعد وكشف المسكوت عنه في العلاقات العربية الامريكية بصورة فجة وحاول باصرار العبث في تغيير قواعد اللعبة ووضع مسارات جديدة تقضى على الحق العربي وتعلي من شأن الصهيونية واتباعها الا انه بلا شك دق اجراس خطر كبيرة ومسموعة بقوة في المنطقة العربية على الاقل جعلت الكثيرين يتحسس ما كان مفقودا ويعيد النظر فيما انفرط من العقد وربما العودة الى بناء جسور وترميم ما حدث من انهيارات باسرع وقت ممكن..اذ اصبح من غير المقبول ان تحدث تلك الزلازل والمتغيرات على الساحة العالمية وخاصة الامريكية والاوروبية وتقف المنطقة العربية موقف المتفرج فحرب المصالح المحتدمة بين الاخوة الاصدقاءوالاعداء والشرق والغرب على اشدها واصبح من العار ان نظل مكتوفي الايدى ونترك اهم واخطر شئوننا والمنطقة تقضى بعيدا عنا وبايدي اعدائنا ونظل في جبهة التلقي والتنفيذ لما يحقق مصالح الاخرين ولتذهب الشعوب الى الجحيم..لم يعد هذا مقبولا في عصر يسمونه عصر الحريات وحقوق الانسان ..
اذا كانت البطة العرجاء قد رفعت بقوة دبلوماسية المكايدة السياسية داخل امريكا وخارجها فانها قد اهدت العالم انوارا كاشفة نحو الحقيقة لتمييز الحقائق من الاوهام وان مصالح الدول والشعوب هي الاهم والابقى ولم يعد هناك مجال ان تتجرع الشعوب كؤؤس الذل تحت اوهام زائفة ودعاوى كاذبة باسم اللاديموقراطية وعقوق الانسان..
والله المستعان ..
Megahedkh@hotmail.com