يأتي الاتفاق علي انشاء هذه المنظومة المتكاملة للقطار الكهربائي السريع في مصر، بمسافة حوالي ألف كلم على مستوى الجمهورية، بتكلفة إجمالية قدرها 360 مليار جنيه، مع البدء الفوري لتنفيذ الخط الذي سيربط مدينة العين السخنة بـمدينة العلمين الجديدة، مرورا بـالعاصمة الإدارية الجديدة”.
ويبلغ طول مشروع القطار الكهربائي السريع (العين السخنة – العلمين)، 1000 كلم، ويشمل 15 محطة، فيما تصل السرعة التصميمية للقطار إلى 250 كلم في الساعة.
وسيساهم القطار السريع في ربط العاصمة الإدارية الجديدة والمدن الجديدة بشبكة السكك الحديدية لنقل الركاب والبضائع، من خلال وسيلة نقل سريعة وعصرية وآمنة، حيث سيبدأ من مدينة العين السخنة على ساحل البحر الأحمر، حتى مدينة العلمين الجديدة، مرورا بالعاصمة الإدارية الجديدة ومدينة السادس من أكتوبر، ومحطة سكك حديد الإسكندرية الحالية، ومدينة برج العرب.
أنه من المخطط الانتهاء من أعمال تنفيذ المشروع بالكامل خلال عامين من تاريخ تفعيل التعاقد الموقع مع شركة “سيمنز”، فقد “روعي عند تشغيل القطار الكهربائي أن يخدم المدن الجديدة؛ لتلافي حدوث ما تم من نقص في ربط المدن العمرانية الجديدة بخطوط سكك حديدية”. سيمثل إضافة كبيرة لمنظومة شبكة النقل في مصر، سواء لحركة الأفراد أو تسهيل التجارة، نظراً لأنه سيربط ساحلي البحر الأحمر والمتوسط مروراً بالعاصمة الإدارية الجديدة وعدد آخر من المدن الرئيسية، الأمر الذي سيعزز من جهود التنمية في مصر
وتأتي الاهمية الاقتصادية لهذا القطار في أنه سيساعد في تنشيط السياحة البينية ويعمل على إحياء المناطق التي يمر بها خط سير القطار والمحطات التي يتوقف فيها، مما سيساعد في إحداث تنمية حضرية وسياحية وتجارية تستفيد منها شرائح واسعة. ويستهدف المشروع الضخم تحقيق فوائد اقتصادية جمة على جانب زيادة مستخدمي النقل الجماعي، وتقليل نسبة الازدحام على الطرقات وتقليل التلوث الناجم عن استخدام المركبات، وتطوير المناطق المحيطة بالمحطات وعلى مسار القطارات وإنجاح الأعمال التجارية. وتعمير وتسكين هذه المدن وتحريك الكتل البشرية للإقامة بها
إنما يسهم في تنمية محور وادي النطرون ومحور الضبعة وتنمية الساحل الغربي على البحر المتوسط، ومدينتي برج العرب، ومدينة العلمين الجديدة، كما سيسهم في نقل البضائع من ميناء السخنة على البحر الأحمر إلى ميناء الإسكندرية على البحر المتوسط، مرورًا بالميناء الجاف والمنطقة اللوجستية بـ٦ أكتوبر. وتمتاز القطارات بأنها صممت للعمل في درجات حرارة عالية، كما أنها تمنع دخول حبات الرمل داخلها.
في ضوء سياسات تعديل أسعار الطاقة الحالية وارتفاع تكاليف النقل الخاصة في الدولة ، تعد القطارات خيارا لتنقل الشرائح السكانية متوسطة الدخل والفقيرة والأقل دخلا، لانخفاض تكاليفها.
ولهذا تدعم الدولة السكك الحديدية لتوفير فرص التنقل للشرائح السكانية الأقل حظا. قد حققت الدولة قفزات كبيرة في قطاعات النقل البرية والبحرية والجوية، إن وجود شبكة حديدية – متكاملة مع شبكات النقل العام الأخرى – في بلد واسع المساحة مطلب أساسي من مطالب التنمية، وربط الأواصر الاجتماعية والسياسية والاقتصادية بين مناطق الدولة المختلفة. وستتيح تغطيتها مناطق الدولة بدائل اقتصادية لنقل السكان والمنتجات والمدخلات، وتدعم النمو الاقتصادي وترفع الكفاءة وتزيد من تنافس وسائل النقل.
تزيد القطارات من الحيوية والتقارب الاجتماعي والمنافسة في البلدان التي تكثر فيها. كما تلعب السكك الحديدة أدوارا اقتصادية وسياسية واستراتيجية، حيث يمكن استخدامها في أغراض التعبئة العسكرية ونقل المعدات والأفراد.
وترتفع أهميتها مع اتساع البلدان وتباعد أطرافها. وعموما تساعد القطارات في تسريع النهضة الصناعية لإتاحتها نقل المواد الأولية والمدخلات بسرعة وبتكاليف منخفضة، كما تساعد على تسريع نقل المواد والأغذية والإعانات والبشر في حالات الكوارث والظروف الطارئة. تيسر القطارات من تنقل العمالة وهو ما يمكن العمالة من العمل على مسافات طويلة ويخفض من تكاليف الوصول إلى الوظائف.
بجانب أنه يساعد في إيجاد تجمعات سكانية جديدة من خلال حركة الذهاب والإياب لشبكات السكك الحديدية التي تمر بها، بجانب أن مثل هذا المشروع يعمل على تعزيز الحركة الصناعية بجانب توفير فرص حركة النقل وتطوير الموانئ البرية والبحرية، وتأثيره الإيجابي في توفير فرص عمل كبيرة في مختلف التخصصات التي تحتاج إليها.
وقد يكون أسرع من السفر بالسيارة إذا كانت القطارات سريعة ونقاط توقفها محدودة. والسفر بالقطار أقل إجهادا لأن بإمكانك الحركة والتجوال وحتى النوم دون تحمل مسؤوليات القيادة.
ونظرا لانخفاض معامل احتكاك القطارات وكونها من وسائل السفر الجماعية، فهي أقل تلويثا للبيئة، حيث تستهلك كميات وقود أقل بالنسبة لكل راكب من السيارات أو الطائرات. ولهذا ينتج من استخدامها انبعاثات كربون وغازات دفيئة أقل ضررا.
كما أن استخدام القطارات المسيرة بالكهرباء يحسن البيئة المحلية في المدن، ويساعد استخدام القطارات على تخفيف زحام الطرق ويوفر الوقت لسكان المدن التي تعاني الاختناقات المرورية، والقاهرة مثال حي للاختناقات المرورية.
تتفوق القطارات على الطائرات من ناحية المرونة وتعدد المحطات، حيث يمكن الصعود والنزول من القطارات في أماكن متقاربة. كما قد تتوافر في القطارات أماكن للجلوس أوسع وأكثر راحة للمسافرين. وقد تتوافر كبائن خاصة في بعض القطارات التي تسافر مسافات طويلة، حيث يمكن أن ينام المسافر أثناء الرحلات.
كما يمكن الصعود إلى القطارات والنزول منها بسرعة، ولهذا ليس هناك حاجة إلى الحضور قبل وقت طويل من السفر، كما لا يضيع المسافر وقتا طويلا في مغادرتها.
أما القطارات الكهربائية فهي اقتصادية أكثر، وأهدأ، وأكثر راحة، وأحدث، وأقل تسببا في التلوث، وأوفر من الناحية الاقتصادية. يمكن للقطارات نقل أعداد كبيرة من البشر وكميات ضخمة من السلع. ولكنها أقل مرونة من السيارات في استخدام الطرق، كما أن تكاليف إنشاء شبكاتها أعلى إذا كان عدد المسافرين منخفضا.
أن قطاع السكك الحديدية من أهم القطاعات التي يتم استثمار مبالغ ضخمة بها، وذلك في ضوء استراتيجية التنمية المستدامة رؤية مصر 2030، والتي كان من نتائجها ارتفاع تصنيف مصر وفقًا لمؤشر التنافسية الدولية في مجال جودة الطرق والبنية التحتية أن توطين صناعة الوحدات المتحركة للسكك الحديدية في مصر يعود إيجابيًا على الخدمة المقدمة للمواطنين، حيث أصبح توطين تلك الصناعة ضرورة مُلحة لاستدامة الخدمة المقدمة في هذا القطاع وخاصة مع التزايد السكاني والتوسع العمراني كما أن له قيمة مضافة تتمثل في المكون التكنولوجي العالي الذى يعود ايجابيًا على النمو في مصر.
أن إنشاء السكك الحديدية يبدو أنه صمام أمان تتجه إليه الدولة لحمايتها من الركود الاقتصادي، وذلك لأن بناء هذه السكك ومنح امتياز إنشائها للقطاع الخاص يضمن تحقيق عوائد للشركات المنشأة، ويساعدها في تحقيق ربح وبالتالي تحرك لعجلة الاقتصاد في الدولة، كما تسهم هذه السكك في تحريك التجارة وزيادة النمو وبالتالي ضمان عدم إصابة الدولة بركود اقتصادي.
لكن سرعة انتشار هذه التكنولوجيات ستتوقف على عدد من المتغيرات: كم ستستغرق هذه الابتكارات حتى تصبح مجدية تقنياً، بل وأيضاً آمنة وقابلة للتوسع للقبول الجماعي؟ وما السرعة التي سيقبل بها المستهلكون والجهات التنظيمية هذه التغيرات ويتكيفون معها؟ ولكن على أي حال، من الآمن أن نفترض أن التغيير سوف يحدث بشكل أسرع مما نتوقعه.
وستؤدي التكنولوجيا الخلاقة إلى تغير كامل في الانتقال، وستفعل ذلك بشكل أسرع مما نتوقع. وبطبيعة الحال، لا يمكننا التنبؤ بدقة بالغة ما سيعنيه الابتكار لمجال النقل. لكننا نستطيع أن نكون على أهبة الاستعداد، وأن نخطط للمستقبل للتأكد من تحقيق أقصى استفادة من أي شيء يخبئه المستقبل.
دكتور القانون العام ومحكم دولي معتمد
وعضو المجلس الأعلى لحقوق الانسان