قال..
ـلا أدري بأي وسيلة أعبر دروب المجاز إليك؟!..
لأخطك بين متون الورق..
وأنا..
أقتاتني صبرا..
ببطء أحترق..
كأنفاس..
معلقة على مشنقة الانتظار..
كل ما في الأمر أن جعبة التعبير على حدودك تنفجر فجأة..
لأدرك بعد فوات الأوان..
أني بين مطرقة القول..
وسندان الصمت..
لابد أن أقودني دوما إلى ذلك المنتصف..
حيث يتساوى الخوف بالجرأة..
والجسارة بالتردد..
يا أنت..
هل لي أن أسألك؟!..
كيف استبحت ساحتي المحرمة؟!..
لأعود من جدث الوحدة..
إلى براحك الضيق..
بقدر اتساع ذراعين..
حدقة عين..
وأربعين وجعا مضت..
كم عمرا أحرقت أنت؟!..
كم ألما محوت؟!..
بل..
كيف استرق قربك سمعا؟!..
ورعى قلبك خراف لهفتي..
وهش بعصاه على نبضي الذاهب سدى..
ليدرك ما يقول قلبي قبل أن يتعلم اللسان..
تأتأة الحروف..
ودمدمة الشوق في أضلعي..
قارعة، تهز دروبي وتحرك ذلك السكون الراكد في قاع شغفي.. تستنطق مكامني..
وأنا الذي أتيت والخرس في غمدي يرسم خارطة التمني..
يجرني إلى ساحة كل من فيها فرسان..
وــــــــــــوحدي أنا..
ذلك الدليل الأبكم، الذي تصوم على شفتيه اللغة..
وتختنق المعاني..
وهل من غرابة أشد من أن يكون حادي الركبان ذلك السائر على قدمين من ظل؟!..
تحترقان مع الضوء..
وتنهضان في الظلام..
فلله دره..
قلب..
أوقظ في عمقي شياطين الأمنيات..
بعد طول موات..
وتركني هنا، في ذلك الفراغ..
لا أعرف كيف أعيد لحنجرتي سنابل الصوت التي أينعت بالأمس..
فحصدتها مناجل العابرين غدرة..
ولم تترك لي حتى ذلك القدر الذي بالكاد يكفي..
لأخبرك الآن أني أحبك..
فليكن يا سيدتي..
إني أحبك-حال عجز اللسان..
وانزواء اللغة إلى قبو السكوت-..
خرسا..
حتى ولو لم أكن قادرا على القول..
فليتها الآن..
تبلغ مسمعك..
إلى تلك التي لاتحيطها المعاني
بقلمي العابث..