على مدار اليوم تصدم أعين المشاهدين في القنوات الفضائية والرسمية بإعلان فج، يفتقد أبسط قواعد الإنسانية والرحمة ويثير الأحساس بالامتعاض لمن يشاهدونه وهو الإعلان الخاص بأحد مستشفيات الحروق الذي يحاول أن يدغدغ مشاعر الناس وحثهم على التبرع من خلال إظهار طفل مسكين ابتلاه الله بحادث أسفر عنه حروق في وجهه ونتج عنه تشوه كبير، ولا أعرف كيف طاوع قلوب من أعد هذا الإعلان ومن سمح بإجازته وبثه؟ وكيف سمح لإدارة هذا المستشفى أن تستغل هذا الطفل وإظهاره بهذا الشكل المخيف الذي يدمي القلوب، عافانا الله وعافى الناس جميعًا وأولادهم من شر الابتلاء وشفا الله هذا الطفل وأقرانه من هذا المنظر المؤلم.
ولابد من المسئولين في وزارة الصحة محاسبة هذا المستشفى على هذا الإعلان وإجراء تحقيق فوري ليبين هل تم الضغط واستخدام أسلوب الترهيب على أسرة هذا الطفل لظهوره مادة فيلمية؟ أم تم استخدام أسلوب الترغيب أم الاثنين معًا؟ ويجب أيضًا على الهيئة الوطنية للإعلام ضرورة منع بث هذا الإعلان فورًا على كافة القنوات الفضائية وغيرها من الإعلانات التي تستغل ابتلاءات الأطفال والكبار كأسلوب للتسول دون مراعاة مشاعرهم ومشاعر من يشاهدونها، خاصة أن هذه الإعلانات الفجة تكثر خلال شهر رمضان الكريم المقبل على الأبواب.
ويجب على المتخصصين في المجال الإعلاني البحث عن أفكار جديدة وأساليب متنوعة وحديثة في الإعلانات لجذب المشاهدين بمواد فيلمية ودعائية تتفق مع العادات والتقاليد المجتمعية وتتناسب مع الذوق العام ولا تستخدم آلام الناس ومصائبهم وسيلة لتحقيق أكبر مشاهدة، وذلك على حساب ألم المشاعر وجرح الأحاسيس وإثارة الشفقة، كما يجب البعد عن الإعلانات التي تظهر مدى احتياج المواطنين وفرحتهم عند تلقي المساعدات من المواد الغذائية والبطاطين.. وغيرها؛ لأنه يجب أن نعلم أنه من الكرامة الحفاظ على كرامة الآخرين.
mahmoud.diab@egyptpress.org