إن الدور الذى تلعبه مصر لدعم الإستقرار فى ليبيا لا ينصب فقط على الدور العسكري والسياسي بل يمتد إلى دعم عملية التنمية فى ليبيا حتى تنهض من جديد على إعتبار أن أمن وإستقرار ليبيا هو أيضًا يعنى الأمن والإستقرار فى مصر، حيث ترتبط الدولتين بعلاقات تاريخية عريقة وثقافة واحدة ويضاف إلى ذلك أنهما دولتين متجاورتين وبينهما مصالح مشتركة فى كافة المجالات ، فخلال الزيارة التى قام بها رئيس الوزراء المصرى الدكتور مصطفى مدبولى يرافقه إحدي عشر وزيراً إلى طرابلس ولقاء نظيره الليبي عبد الحميد الدبيبة حيث تم توقيع 11 وثيقة مشتركة لتعزيز التعاون الثنائي فى كافة المجالات، وهى تشكل خطوة جديدة تضاف الى الجهود المصرية لدعم جهود المصالحة الليبية وتوحيد المؤسسات العسكرية الليبية ،وتحتل مجالات التعاون فى الكهرباء والطاقة المتجدده والطيران والصحة والتعليم مقدمة تلك التفاهمات، فهذه الزيارة لأول مسؤول مصري كبير إلى ليبيا منذ عام 2011 تأتى فى إطار دعم عملية الإنتقال السياسي فى ليبيا وتعزيز جهود الحكومة من أجل إستكمال باقى إستحقاقات تلك المرحلة ،وفى إطار تعزيز التعاون الثنائي سيتم فتح السفارة والقنصلية المصرية فى طرابلس ،وسيتم السماح للطائرات الليبية بالهبوط فى مطار القاهرة الدولي بعد توقفها فترة طويلة ،وهذه الجهود تأتى فى إطار توجيهات القيادة السياسية التى أكدت مراراً وتكراراً وقوفها بشكل كامل وراء الشعب الليبى ومؤسساته الوطنية حتى يخرج من كبوته ويحقق الإستقرار لدولته ويبسط سيادته على كامل التراب الوطني ويتم فرض الأمن وطرد الجماعات الإرهابية من الأراضى الليبية وهى تمثل الرؤية المصرية التى لاقت إحترام المجتمع الدولى وساهمت بشكل كبير فى إتمام مسارات الإنتقال السلمي فى ليبيا عبر مخرجات كثيرة منها إعلان القاهرة ومحادثات الغردقة العسكرية، والجهود التى بذلت فى المغرب وفرنسا وغيرها ،سوف تستمر تلك الجهود حتى يكتمل للشعب الليبى مراده.