هل يمكن أن يأتي اليوم الذي نرى فيه مسخا أو هجينًا من إنسان وقرد؟؟
استطاع فريق من العلماء الإسبان حقن عشرات الخلايا الجذعية البشرية في أجنة قرود، وبقي الهجين الناتج على قيد الحياة لمدة تصل إلى 20 يومًا في المختبر.
أشار مؤلفو الدراسة في تقرير جديد نشرته مجلة سيل Cell، إلى أن هذه الأجنة التي تجمع بين الإنسان والقرد يمكن أن تصلح يومًا ما لعلاج أمراض البشر وتطور الأجنة والشيخوخة.
هذه الدراسات تفتح نافذة على علم الأحياء البشري الذي قد يتطلب إجراء تجارب على الإنسان، ولكن التجارب على البشر مستحيلة حاليًا. وبطبيعة الحال، فإن تطوير كائنات تحمل صفات وراثية بشرية وحيوانية يثير مخاوف أخلاقية، خاصة فيما يتعلق بالوقت الذي يجب أن تنمو خلاله هذه الأجنة.
وفي الماضي، حاول العلماء دمج الخلايا الجذعية البشرية في أجنة الخنازير والأغنام، لتنمية أعضاء بشرية في الماشية واستخدامها في عمليات زرع الأعضاء، لكن هذه التجارب لم تحقق النجاح. ويرجع انخفاض معدل البقاء على قيد الحياة إلى أن الخنازير والأغنام ليس لها علاقة وراثية قريبة مع البشر، فالخنازير والبشر يفصل بينهم 90 مليون سنة، على سلم التطور.
ونظرًا لأن الباحثين استخدموا القرود في الدراسة الجديدة، فمعنى ذلك أن المسافة التطورية أقل، وهذا قد يفسر الكفاءة النسبية الأكبر لتكامل الخلايا الجذعية البشرية في الهجين، ويقول العلماء إن البيانات الجديدة التي تم جمعها من جنين “القرد الإنسان”، أو “الإنسان القرد” يمكن أن تفسر كيفية نمو الخلايا البشرية بشكل أفضل في الحيوانات قريبة الصلة من البشر.
أليخاندرو دي لوس أنجلوس، عالم أحياء الخلايا الجذعية بكلية طب جامعة ييل، والذي لم يشارك في الدراسة، قال إن هذا النوع من البحوث يمكن أن يؤدي إلى تطورات مثيرة في العلوم الطبية، إلا أن هناك مخاوف أخلاقية يجب معالجتها.
أضاف دي لوس أنجلوس لموقع Live Science : “أحد الاهتمامات الرئيسية فيما يتعلق بالهجين البشري -الحيواني هو ما إذا كان هذا الهجين سيحمل طابعا إنسانيا، فهناك احتمال ان يكتسب الهجين إدراكًا، أو وعيًا، شبيهًا بالإدراك أو الوعي البشري”. ومع ذلك، فهذه المخاوف لا تنطبق على التجربة الجديدة، لأنه لم يُسمح للأجنة بالنمو إلا لفترة محدودة ولم يتم زرعها في الرحم.
وقال إن زرع أجنة هجين من الإنسان والقرد سيكون مثار جدل من الناحية الأخلاقية وسيحتاج إلى مناقشته من قبل العلماء وعلماء الأخلاق والجمهور قبل المضي في مثل هذه التجارب.
وقد أصدرت الأكاديميات الوطنية للعلوم والهندسة والطب بالولايات المتحدة مؤخرًا تقريرًا يحدد الاعتبارات الأخلاقية لاستخدام الدماغ البشري أو الأنسجة العصبية في الخلايا الهجين.
العلماء الإسبان، أجروا التجربة في الصين التفافاً على القوانين التي تمنع مثل تلك التجارب في بلدهم.