قال..
واشتقت أن أنام يا سيدي..
دون أن تجتاحني تلك الهلوسات الليلية المصابة بحمى ملامحك..
دون أن أختنق بالكوابيس ولعنة الذكريات تطاردني..
دون أن يفتك ذئب الحنين ببقية روح ما زالت تتشبث بجسدي بعدما أنهكتني محاولات طردها خارجه لعلني أستريح..
ما زلت أحاول جاهدا..
رغم علمي المسبق بأن كل محاولاتي ستذهب أدراج الرياح..
وأني إذ أقف بباب الطلب فما المطلوب بأقل استحالة من الغول والعنقاء والخل الوفي..
فتمضي أمنياتي بباب الرجاء الموصد سدى..
وتضيع دعواتي هباءً كأنما من الحرمان بالحرمان أستغيث..
في ليل شح فيه النوم فأمسى كقطرة ماء يبحث عنها تائه في عمق الرمال دون جدوى..
أو كمن يبحث عن مخيط يرتق به فتق أعماقة وهو متيقن منذ البدء أن الثوب البالي لا يمكن أن يعود..
وأن الخيط الجديد لن يزيد خرقا في نسيجه القديم ألا اتساعا..
ما زلت أمارس الاشتياق رغما عني كل ليلة..
رغم أني أعلنت لهم مرارا أني بالكاد أدرب أنفاسي على الحياة وأنه وظيفة لا تناسب قلبي المرهق..
أن ما بي من أوجاع بات يثقل كاهل نبضي تماما فأختنق..
، احترق..
وأموت آلاف المرات ولا أحد يدري..
ورغم أني أشتري النوم قطعة قطعة بأبعاض روحي..
إلا أنني كلما سكن العجز محاولاتي وباءت جميعها بفشل ذريع..
أعود..
فأحاول السهر مجددا حتى لا أسقط فريسة لهذيان اللهفة.. فيتهموني بالجنون في المنام كما وُصمت به في يقظة هي أقرب للموت منها لأي لون من ألوان الحياة..
وكأنما ذلك الملعون الآيس من القبول في رحاب إغفاءة يسقط فيها همومة أو يقظة كاملة يتحرر بها من قيد الانتظار..
اختار طوعا أن يقارف ما اُستحقَ به اللعنة..
ما زلت أقاوم جفنين يغمضان من شدة التعب..
وأقدم نفسي قربانا للؤم الليل الذي لا يرحم..
ولكنني رغما عني أسقط في جب النوم لتهاجمني شياطين الذكرى الملوثة بك حد الخطيئة..
ما زلت أهوى وأهوى وأهوى..
دونما يد تمتد لتنتشلني من حرقة تشب بأيسري..
وحتى أطراف أهدابي..
كما تسعر النار في يابس الحطب..
وما زلت يا سيدي أحاول أن أنام..
ولكنني بتُّ أخاف النوم جدا جدا..
خشيةَ أن أسقط في مستنقع الأحلام..
ولا أعرف حينها..
كيف يمكن الحياة بين الحياة والموت..
و..
.
.
سقط القلم..
النص تحت مقصلة النقد..
بقلمي العابث..