التعليم الفني والتدريب المهني في مصر يقفز من المركز 113 في عام 2017 إلى المرتبة 80 خلال عام 2020 لدى مؤشر المعرفة العالمي
كتب – عدل احمد
عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اجتماعا؛ لاستعراض استراتيجية تطوير التعليم الفني، وذلك بحضور الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، والدكتور محمد مجاهد، نائب وزير التربية والتعليم لشئون التعليم الفني، واللواء عصام بصيلة، رئيس الإدارة المركزية للتعليم الفني.
وفي مستهل الاجتماع، أكد رئيس الوزراء أهمية التعليم الفني لارتباطه الوثيق بتخريج متخصصين في عدد من المجالات الفنية يمكن الاستفادة منهم في القطاع الصناعي، وغيره من القطاعات الفنية المتخصصة وهو ما يمثل قيمة مضافة لهذه القطاعات.
وقال الدكتور طارق شوقي إن الوزارة بدأت منذ عام 2018 في تبني استراتيجية واضحة لإصلاح وتطوير التعليم الفني، وتقوم هذه الاستراتيجية على 5 محاور. ويعتمد المحور الأول على إنشاء هيئة مستقلة لضمان الجودة، والتي ستؤدي إلى إحداث طفرة حقيقية في جودة خريجي التعليم الفني.
وأوضح وزير التربية والتعليم أن المحور الثاني يقوم على تحويل المناهج الدراسية إلى مناهج قائمة على منهجية الجدارات، والتي يتم تطويرها عن طريق إجراء مناقشات مكثفة مع أرباب الأعمال للتعرف على المهارات والمعارف والسلوكيات التي يجب أن يكتسبها الخريج؛ حتى يتمكن من تلبية احتياجات سوق العمل، لافتا إلى أن الوزارة تعتزم الانتهاء من تحويل وتطوير مناهج جميع المهن وتطبيقها في جميع المدارس بحلول سبتمبر 2024.
وأشار إلى أن المحور الثالث لاستراتيجية تطوير التعليم الفني يتناول تحسين مهارات المعلمين بتقديم التدريبات العملية على التعلم عن طريق منهجية الجدارات، وإجراء تقييمات الطلاب حسب معايير ضمان الجودة التي سيتم اتباعها عند التقدم للاعتماد.
أما المحور الرابع للاستراتيجية، وفقا لما عرضه الوزير اليوم خلال اجتماعه مع رئيس الوزراء، فيتمثل في مشاركة أصحاب الأعمال في تطوير التعليم الفني عن طريق إبرام شراكات مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني؛ تهدف إلى إنشاء مدارس جديدة للتعليم الفني وهي مدارس “التكنولوجيا التطبيقية” التي تجمع بين نظام المجمعات التكنولوجية المتكاملة، ونظام التعليم المزدوج، بحيث تحصل برامج المدرسة على الاعتماد الدولي عقب تخرج الطلاب مباشرة، وفي هذا الإطار تم استعراض قائمة بجميع مدارس التكنولوجيا التطبيقية التي من المقرر أن يصل عددها إلى ما يزيد على مائة مدرسة بحلول عام 2030، كما عرض شروط التقديم بهذه المدارس ومميزاتها ونوعية التخصص بكل منها، والمنهج الدراسي الذي سيتم تدريسه، وكذا شروط القبول بهذه المدارس. كما عرض الوزير 174 تخصصا في المجالات الفنية المختلفة ضمن برنامجها لتطوير التعليم الفني “تأهيل”.
وتطرق الدكتور طارق شوقي إلى المحور الخامس الذي يتناول تغيير الصورة النمطية عن التعليم الفني عبر إجراء تحسين جذري وحقيقي على الخدمة التعليمية المقدمة وتحسين الانضباط في المدارس، موضحا أن هذا الجهد أحدث تحسنا ملحوظا في ترتيب مصر لدى مؤشر المعرفة العالمي الخاص بالتعليم الفني والتدريب المهني الذي ينشره سنويا برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، حيث كان التعليم الفني والتدريب المهني في مصر في المرتبة 113 في عام 2017، بينما وصل إلى المركز رقم 80 خلال عام 2020.
وفي سياق متصل، أشار وزير التربية والتعليم والتعليم الفني إلى أنه تمت مناقشة محاور استراتيجية تطوير التعليم الفني مع الجهات الدولية المتخصصة في هذا الشأن، حيث تم تقديم الدعم اللازم لإنشاء هيئة الجودة، وتوفير التدريب اللازم، فضلا عن إنشاء العديد من مراكز التميز في مجال التعليم الفني، كما تمت الإشارة إلى مناقشة الاستراتيجية مع وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية، وتم دمجها بشكل رسمي مع الإجراءات الهيكلية قصيرة ومتوسطة المدى التي أطلقها رئيس الوزراء في إبريل الماضي من خلال المحور الثالث الخاص بكفاءة سوق العمل وتطوير منظومة التعليم الفني والتدريب المهني.
وأضاف الدكتور طارق شوقي أن الوزارة تجري خلال الفترة الحالية مباحثات مكثفة مع عدد من الشركات الأوروبية حول إنشاء مدارس فنية متقدمة في مجالات التعليم الفني، على أن تتم الدراسة فيها من خلال منهجية STEM، لإتقان المهارات المرتبطة بالتكنولوجيات المتطورة.