وقد ظلمك كثيرا بسوء الظن؟!..
وها أنت قد استهلكت آخر رمق من احتمال؟!..
فماذا يبقى يا سيدي سوى الابتعاد قليلا؟!..
غدا..
سيرى خريطة تضحياتك على وجهها الصحيح..
وقد امتدت رقعتها لتشمل مساحات إدراكه التي بلغت المدى..
وجهله الذي بلغ بالعمى أمداء..
ولن تضطر بعدها أن تتسول جهدا لا تملكه لتقنعه أنك ما أجرمت..
وما فعلتَ وقد فعلتَ..
هو سوء الظن المدان الوحيد في القصة فلا تبتئس..
كل الأمور ستصبح يوما على ما يرام..
هذا إذا حالفك الحظ لمرة..
وصادفت هذا المسمى (ما يرام)..
فقط تذكر..
أن المصابين بسوء الظن..
لا يستحقون جهدَ التبرير..
وأن من يفتعل-من اللا شيء-حجة للرحيل سيرحل..
ولو اخترعت للبقاء عشرة آلاف سبب..
فلا تبخع نفسك إثر مضيِ من كان ماضٍ ولو أنفقت فيه ماء قلبك قطرة قطرة..
ومتى صح لماضٍ أن يكون زادَ دعةٍ لغدٍ والأصل جاء من التعب؟!..
وهل كانت النار-أبدا-توقد بلا جذوة..
أو تُسعر بلا حطب؟!..
فخذه حطبا وامضِ..
هنا الجحيم بين أضلعك..
وهناك..
شخصٌ غبيٌ..
لم يَمَلْ من اللعب..
أما وقد جمع غنائم روحك في رحله وذهب..
فقد أفلح وصدق؟!..
سحقا..
واللهِ، لا أفلح ولا صَدَقَ..
فلماذا؟!..
تحيا العمر في نصب..
أو تمضيه محترقا؟!..
إيييييه..
تبا..
لمن أَلَّهتَهُ عِشْقاً..
وتبا أخرى لمن عَشِقَا..
انتهى..
بقلمي العابث..