الصداقة في الدنيا تقوم على قواعد محددة وأسس ثابتة وإلا ما أصبحت صداقة والإنسان –أي إنسان- يسعده أن يكون له أصدقاء أوفياء أما غير الأوفياء فقطعا لن يكون لهم مكان عنده مهما حاولوا ومهما فعلوا ومهما أرادوا.
وميزة الصداقة أن أحد طرفيها يجب أن يكون بجانب الآخر في شبابه وفي شيخوخته ومن لا يدرك ذلك فإنما يكون قد خان مفهوم الصداقة ومعانيها الرائعة الحلوة.
***
أما المهم والمهم ماذا يكون دور الصديق إذا تعرض الطرف الآخر لأزمة أو مشكلة أو.. أو ..؟
التجارب تقول إن أول شيء يفعله أن يذهب إلى صديقه في داره أي في بيته أو في مكتبه ويشد على يديه قائلا إن مودتك وإخلاصك ويقينك كلها وراء ما وهبه الله لك وتأكد أن ما حدث لك سوف يزيدك ارتباطا وليس العكس.
***
لكن للأسف في أحيان كثيرة تغير المناصب أو المال أو النفوذ من شخصية الصديق الذي كان حتى الأمس يقول كلاما طيبا وإذا به اليوم ينقلب من النقيض إلى النقيض بل بالعكس يحاول أن يجبر صديقه على فعل أشياء لا يقدر عليها مثلا يجبره على استضافة أشخاص هو لا يرتاح إليهم في بيته ويقدم لهم الشراب والطعام بل والملابس والغريب أنه لا يترك له فرصة الرفض أو حتى الاعتراض وكأن هذا المنصب أو ذلك المال خول له سلطات استثنائية لا تتوفر لصديقه بطبيعة الحال.
***
هنا يثور السؤال:
ماذا في وسع الصديق أو الذي تعود على أن يكون صديقه يفعل ما يتنافى مع طبائعه ومبادئه؟!
الإجابة ببساطة أن يحتكم إلى باقي الأصدقاء فإذا لم يهتم الصديق الأقوى بآرائه أو مقترحاته فهناك الغرباء والذين كانوا طوال حياتهم بعيدين عن إطار صداقة الاثنين.
وهؤلاء مطالبون بأن يرفعوا أصواتهم عالية دون الإساءة إلى الآخرين بل مجرد أن يذّكروا من فقد الذكرى ولم يعمل حسابها .
***
العلاقة بين حركة حماس والإسرائيليين تمر الآن بمفترق طرق مختلف الملامح عن ذي قبل.. إذ أن سفاح القرن بنيامين نتنياهو يصر على تفريغ غزة من كل سكانها وإلا سوف يعود لضربهم وضرب أبنائهم وزوجاتهم وأمهاتهم ليمحو كل الآثار التي سبق أن تحدث عنها بعد وقف إطلاق النار.
على الجانب المقابل ها نحن نرى الفلسطينيين وهم يتدفقون إلى بيوتهم ومدنهم وقراهم رافعين نداء” الله أكبر واقفين في شجاعة وبسالة رافضين التهجير القسري.. ومغادرة بلدهم الحبيب غزة ..فماذا يتصرف السادة الأمريكان؟
هل يقفون مع الحق والمنطق والمسئولية والشرعية الدولية أو غير الدولية أم سيتجهون كما هم دائما إلى “الحضن الإسرائيلي” الذي لا يجدون دفئا إلا فيه ولا راحة بدنية أو نفسية إلا لدى عتاة إجرامهم ..
هذا ما ستكشف عنه الأيام.
***
مواجهات
*الالتفاف حول الحقيقة يسيء للفرد وصاحبه معا.
***
*كن دائما عند حسن الظن وإلا فقدت الكثير والكثير جدا.
***
*أسوأ ما في الوجود أن تحاول إخفاء ضوء الشمس وأنت لا تملك من مقوماته شيئا.
***
*الذهاب إلى مكان بعيد ليس في مقدور الكل إذن تريث وخذ حذرك.
***
*هل كل إنسان يحسن أداء عمله ؟
بديهي لا.
***
*وأخيرا نأتي إلى حسن الختام:
اخترت لك هذه الأبيات الشعرية من نظم الشاعر محمد عبدالله الحدب:
أَيُّ شَــهْـرٍ مِـثْـلُ ” شَـعْـبَانٍ ” تَـبَـاهَىْ أَسْــعَــدَ اللهُ بِـــهِ ” الْـمُـخْـتَارَ طَـــهَ “
لَــوْلاَ ” شَـهْـرُ اللهِ ” فِــيْ الْـفَضْلِ بَـدَا ” شَهْرُ شَعْبَانٍ ” عَلاَ فِيْ الْفَضْلِ جَاهَا
إِنَّـــهُ الـشَّـهْرُ الَّــذِيْ قَــالَ ” الـنَّـبِيْ ” هُــوَ شَـهْـرِيْ فَـاسْـتَوَىْ فِــيْ مُـنْتَهَاهَا
نَــــــوَّرَ اللهُ بِ” شَــعْــبَـانَ ” الـــدُّنَــا فَــغَـدَا فِـــيْ كُـــلِّ أَمْـــر لاَ يُـضَـاهَـىْ
فَــبِــهِ الأَنْـــوَارِ مِـــنْ ” آَلِ الـنَّـبِـيْ ” شَــرَّفَــتْ قُــدْسًــا فَــلاَحَـتْ تَـتَـبَـاهَىْ
بِ” حُــسَـيْـنٍ ” قَــــدْ بَـــدَتْ أَنْـــوَارُهُ فَــازْدَهَـتْ مِــنْـهُ الــدُّنَـا حِــيْـنَ أَتَـاهَـا
***
و..و..شكرا