قال..
ولا تعجب..
حين يخذلك كتفٌ ألقيتَ عليه بثقلكَ في الدرب الطويل..
ودون أن تخشى التعثر..
فما العيب أن يميل؟!..
وكنت تظن ألا يميل..
ولا تستغرب..
حينما تفلتك الكف التي لطالما تعلقت بها بشدة..
فلم يعد غريبا أن تنكفيء..
ولم يعد غريبا أن تقتلك الوحدة..
أو تجرع قهرا كأس المرارة..
لكن الأغرب يا سيدي..
أن تعود..
فتتكيء على ذات الكتف التي مالت حينما أعوزتك الحاجة..
وتتعلق بذااات الكف التي أرخت قبضتها عمدا..
لتسقط كل هذا السقوط المهين..
ولا تسلني حينها كيف هويتَ؟!..
ولكن تذكرْ..
قلبا رحيما أهداك المنون..
وأورث قلبك ذل الخسارة..
-#يليه..
وحيث لم يعد لي هنا سوى ذكريات سوداء..
فقد عزمت الرحيل إلى وطن لا ذكريات فيه..
ولا أحلام فوضوية..
ومع قلة الزاد..
وليس ثمة ما يحملني..
فها أنا أقف على ناصية الطرقات..
أتسكع على الأرصفة الخالية آخر الليل..
منذ بسملة الحزن إيذانا بالسكنى..
وحتى تسليم الاحتضار الأخير..
أتسول جوازا وتأشيرة..
أسأل العابرين وجبة عطف لقلب فقير..
ومطية..
بعض الشراشف..
بعض المعاطف..
ولقبا يليق بعابر سبيل..
وهوية..
وقبلها أتساءل..
هل يمكن لأحدهم أن يقايضني بذاكرتي..
نصف ذاكرة طفل صغير؟!..
لعله يوما يحنو الزمان..
فيمنح تعبي حق العبور..
تبا لأحلامي..
تبا لأوهامي..
وقد منعتني الحق في تقرير..
المصير..
و..
سقط القلم..
نص بلا نص..
بقلمي العابث..