لا حديث فى الأقصر حالياً سوى عن ظاهرة اختفاء إحدى الفتيات ذهبت منذ أيام لتصوير بعض الأوراق عند أحد محلات التصوير ولم تعد لمنزلها حتى الآن. كاميرات المراقبة فى شوارع الأقصر كشفت عن أن الفتاة استقلت فعلاً ميكروباص من أمام باب منزلها حتى محل التصوير وعادت بميكروباص آخر فى نفس طريق بيتها لكنها لم تغادره أمام بيتها، وقد عجزت الكاميرات حتى الآن عن الوصول للمكان التى اختفت فيه الفتاة بالضبط مع عدم قدرة السائق على تذكر الفتاة أو المكان الذى غادرت فيه الفتاة الميكروباص مع كثرة عدد من يركبون الميكروباصات كل يوم. ويبذل رجال المباحث حالياً مجهودات كبيرة للوصول لمكان الفتاة التى نتمنى أن تكون بخير وتعود لأهلها سالمة بإذن الله.
الظاهرة الغريبة المنتشرة التى لاحظتها فى مصر خلال السنوات الماضية، أن التوسع فى نظام كاميرات المراقبة فى الشوارع لم يقلل أبداً من ظاهرة الخطف التى باتت خطراً يهدد الأمن فى الشارع المصرى تهديداً حقيقياً، الكاميرات ترصد على سبيل المثال خطف الموبايلات من الناس فى الشارع وتظهر صورة الخاطف فى كاميرات المراقبة واضحة جلية ومع ذلك حالات قليلة هى تلك التى عادت الموبايلات لأصحابها بعد القبض على اللصوص. أتذكر منذ سنوات مضت تعرضت أنا شخصياً لخطف موبايلى من أمام باب الجريدة، خطفه اثنان على موتوسيكل وقمت بإبلاغ الشرطة التى قامت بتفريغ الكاميرات وكانت صور الخاطفين واضحة وتتبعت الكاميرات خط سيرهما ومع ذلك لم يحدث شىء بعدها، لا تم القبض على اللصوص ولا الموبايل عاد. الغريب أن كثيراً من الزملاء الصحفيين تعرضوا لسرقة موبايلاتهم عن طريق موتوسيكل سريع يمرق فى نفس المكان من أمام باب المؤسسة بسرعة شديدة ثم يفر اللصان بالغنيمة.
المفروض أن هذه الكاميرات وسيلة مساعدة للشرطة فى البحث عن الجناة، خاصة أن اللصوص الذين يسرقون بنفس الطريقة يكون لهم سجل خاص فى كل قسم شرطة يسهل لرجال الأمن مهمتهم، لكن مع الأسف معظم تلك البلاغات يتم تقييدها ضد مجهول، ولا أدرى كيف يكون مجهولاً وجريمته مصورة بالكامل.وهل بالضرورة يلزم أن تتحول الجريمة إلى جريمة قتل وقضية رأى عام حتى يتم ضبط الجناة وتقديمهم للعدالة، مثلما حدث فى بعض حوادث خطف وسحل النساء فى الشوارع فى حالة تشبث الضحية بالشنطة التى فى يدها وعدم الاستسلام للصوص؟، منذ أسابيع قليلة تعرضت زميلة شقيقتى لخطف شنطتها فى الأقصر ومع وضوح صور وجوه الخاطفين إلا أنه لم يتم القبض عليهما إلا عندما كررا جريمتهما مرة أخرى مع سحل الضحية حتى الموت.
استهانة لصوص الشوارع بكاميرات المراقبة، تلك التى باتت فى كل مكان يؤكد ثقتهم الشديدة أنها كاميرات بلا جدوى ولا يتم التعامل مع الأفلام التى تسجلها بالجدية اللازمة، لذا تراهم يكررون جرائمهم دون خوف أو حتى تردد وبنفس الطريقة وفى نفس الأماكن وبثقة شديدة تجعل أغلبهم لا يهتم حتى بتغطية وجهه أثناء عملية الخطف وهو ما يعنى أن تلك الكاميرات لم تعد تعنى شيئاً لهؤلاء اللصوص. الأمر يستدعى وجود استراتيجية موازية ومساعدة للرقابة بالكاميرات تضمن سرعة ضبط هؤلاء اللصوص الذين يروعون الناس فى الشوارع، وبدون ذلك ستكون تلك الكاميرات بلا جدوى وربما سيكون من الأفضل بيعها خردة ووضع حصيلة البيع فى صندوق يخصص عائده لتعويض ضحايا لصوص الشوارع!