كتب عادل ابراهيم
قال أبوبكر الديب الباحث في العلاقات الدولية، ومستشار المركز العربي للدراسات، أن حركة طالبان ستعتمد علي جمع الضرائب وزيادتها والتوسع في زراعة المخدرات والهيروين، لتحسين الإقتصاد الأفغاني، بعد توقف المساعدات دولية وتجميد إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن احتياطيات الحكومة الأفغانية المودعة في الحسابات المصرفية الأمريكية والبالغة 9.5 مليار دولار ما ينذر بتفجر أزمة اقتصادية بأفغانستان.
وأضاف مستشار المركز العربي للدراسات أن الإقتصاد الأفغاني يقوم بالدرجة الأولى علي المنح الدولية، وأن ما تملكه أفغانستان من الدولارات حاليا يقترب من الصفر، حيث لم تتلق كابول دفعة نقدية كانت مخططة بسبب سيطرة طالبان علي الحكم ما سيزيد من التضخم والفقر فى البلاد، ما سيدفع طالبان للبحث عن بديل وهو إما زيادة الضرائب والرسوم علي الشعب أو زراعة وتجارة المخدرات حيث تعد أفغانستان أكبر مخزون للمخدرات في العالم وتسيطر عليه حركة طالبان.
وذكر الباحث في العلاقات الدولية أن إجمالي الناتج المحلي الإجمالي لأفغانستان في عام 2020، بلغ 19.8 مليار دولار فيما شكل تدفق المساعدات 43 % من إجمالي الناتج الداخلي بحسب أرقام البنك الدولي، وتقدر عائدات طالبان حوالي 1.5 مليار دولار سنويا، بحسب تقرير لجنة العقوبات لدى مجلس الأمن الدولي الذي نشر في مايو 2020.
وقال مستشار المركز العربي للدراسات إنه في أواخر عام 2020 وافق صندوق النقد الدولي على برنامج لإقراض أفغانستان 370 مليون دولار يمتد 42 شهرا، في مسعى لإنقاذ الاقتصاد المتهالك وذلك قبل استيلاء طالبان علي الحكم حيث يواجه السكان البطالة وسوء الظروف الصحية وتهالك البنية التحتية الأساسية بسبب الحروب المستمرة منذ 40 عاما، قبل أن يعلق صندوق النقد الدولي، وصول أفغانستان إلى مواردها لعدم وجود اعتراف واضح بحكومتها، ووصف برنامج الغذاء العالمي نقص الطعام في أفغانستان بالمريع وحذر من كارثة إنسانية، حيث يعاني 14 مليون شخص أفغاني من الجوع.
وأشار مستشار المركز العربي للدراسات إلي أنه اضافة لتجميد أموال أفغانستان بأمريكا، هددت الحكومة الألمانية بوقف دعمها المالي السنوي البالغ 500 مليون دولار لأفغانستان إذا سيطرت طالبان على البلاد بالكامل وهو الأمر الذي حدث.
وقال إنه رغم الانصراف الغربي عن أفغانستان فإن الصين ما زالت تبحث عن فرص على أنقاض المشروع الأميركي هناك، حيث أعلن المتحدث باسم الخارجية الصينية تشاو لي جيان، أن بكين تعتزم الإستمرار في مساعدة أفغانستان، وذلك بعدما فرضت حركة “طالبان” سيطرتها قائلا إن بلاده ستواصل مساعدة جهود استعادة السلام في أفغانستان وسنقدم كل مساعدة ممكنة لهذا البلد لتحفيز تنميته الإجتماعية والإقتصادية.