قال..
تعال لأخبرك أن ستين حديثا..
وأربعين رواية كلها صحاح..
بين قلبي وقلبك..
تبدأ بك..
وتنتهي أيضا بك..
فلم أتعلم يوما كيف أقرأ حروف الهجاء مقلوبة من الياء إلى الألف..
ولا كيف أنطق الكلمات بطريقة محترف..
وما زلت أحب فيك تأتأتي ولعثمتي وانفراط عقد الكلام ببساطة الصغار هذه، دون اكتراث..
فالحديث عنك وفيك يرتدي العفوية وإن قصدت أن أدثره ثوب الكبار..
ورداء الفطاحل..
تعال لأخبرك..
أن كلامي العاديُ جدا يصير قصيدا..
يغدو نشيدا..
أردده كلما اجتاحني الشوق وجار عليَّ الحنين..
أو صار الليل سجنا وجلادا..
وأخذك الغياب كل مأخذ..
فقط لأنني أزرع حقول الكلام بحروف اسمك..
فتنبتك الفواصل والنقاط ياسمينا يزهر دون أن ينتظر مواسم الزهر..
تعال لأخبرك..
كم تعجز البلاغة ويخجل المجاز..
ويحتج النحو والصرف..
ويعلنني النحاة فاسقا يقام عليه الحد..
ولا توبة له أبداً..
حينما أتكلم عنك بطريقتي الطفولية جدا..
فأهمل من لهفة تسري في أوصالي كل ما تعلمتُ من مخارجَ..
وأُسقطُ كل ما عرفت من قواعدَ..
وأضرب عرض الحائط بكل ثمينٍ وغالٍ في اللغة..
حيث يُصرفُ الجامدُ ويُرفعُ المنصوب والمجرور ويعرب المبني لأجلك..
فما حاجتي لنصبٍ وجرٍ..
والضمُ هو غاية سعيي..
وما عليَّ بالبناء وأدواته وأنت شامخ بداخلي لا تهزك العواصف..
ولا ثورة الأعاصير واختلاج العواطف..
فقط..
أريد أن أبوح لك بك..
فأرتب بداخلي ألف حديث وحديث..
أحفظها عن ظهر قلب..
وأتلوها سرا وجهرا آيات عشق..
وكلما اقترب موعد لقائك المنشود..
ضاعت كلها وبقيتَ أنتَ..
كل ما أملكه في جيوب ذاكرتي من لغة..
وأنت فقط..
سيد الحوار..
ومليك الصمت..
وبينهما..
ألف حكاية من دهشة وذهول..
وعزائي الوحيد..
أن لساني الأبكم هذا..
يعرف كيف يحتال على مواسم الخرس ..
فينطقك بفصاحة كلما تاهت مني الكلمات..
وأوقن جيدا أن ذاكرتي لن تخونني مرة..
رغم الألف غيبوبة التي أسقط فيها حالما تمد طرفك..
ليستقر سيف عشقك في أحشائي..
وما انفككت أشكو الداء مرات ومرات..
وأهرب إليك منك..
مستسلما..
وقد مزقت رايات الكبرياء..
على أعتاب عناقٍ..
أفقدني فيه حتى آخر نفس..
فأموت كثيرا..
وأولد ألف مرة..
وكذب زعم من قال..
أن الموت والولادة لا يكونان إلا مرة واحدة..
أنت فقط تعال..
وأخبرهم..
أن عشقي تجاوز المدى..
وخرق كل ما استقر في أذهانهم من خرافات..
وأنك وحدك من يختزل طقوس الحب..
في كلمات..
وأنك من يمد للوصل بساطا..
فيهزم جيوش المسافات..
وأنك وحدك..
من استطاع أن يجمع كل الكون بداخلي..
في كلمة..
تعيد ترتيبي كلما أتبعثر..
وتقيم انكفاءتي حين أتعثر..
وتلمُّ شتاتي..
فقط..
أحبك..
النص تحت مقصلة النقد..
بقلمي العابث..