كان الجسر صغيرا جدا
والهوة أفعى
والخطوة أضيق من ثقب الإبرة
وبعيدة الضفة
والقلب تمزقه اللهفة
وبراق الحلم يناشد معراج الروح
فبأي قوارب ننجو
والغرق يتصاعد حمما
والموج لهيب
والشط هلامي الوجهة والريح لعوب
ندنو فينأى
يتباعد حيث مسافات لا تحصى
والجرح نوارس ثكلى
كان اليأس ينادمنا
يشرب نخب ضياع يتربص
ونقاوم ألا نهوى
وجزعا أتلوى
كيف نولي صوب الموت
وبالروح براح ينشدنا
حاولت كثيرا أن أهبك مجدافا نحوي
وأنت تُخلي يداك
حاولت كثيرا أن انشد دربا يجمعنا
وأنت تولي للريح خطاك
حاولت كثيرا أن أسكن صدرك كيمامة فرح
وأنت تهبني لأحزان شتى
حاولت حاولت
وأنت تراهن غرقي
وبعتم دروبك قايضت بشمسي
كان الجسر صغيرا جدا
والهوة أفعى
وكنت
تحمل في عينيك المرسىَ
وضفاف أقرب
تتقن لغة الموج ليهدأ
وتوشوش شطي أن يدنو
لكنك آثرت ضياعي
آثرت الصمت
وبخلت بخلت
ولجرح يتسع لموتي
أسلمت الراية
ومضيت !!