كتبت : سامية الفقى
بحضور المهندس هاني ضاحي نقيب مهندسي مصر، والمهندس حسن عبد العليم الأمين العام للنقابة نظمت اللجنة الثقافية برئاسة د.م محمد إبراهيم الدسوقي الندوة الأولى لاحتفالات نقابة المهندسين المصرية بذكرى انتصار حرب أكتوبر المجيدة، حيث استضافت اللجنة اللواء طيار ساجي لاشين، واللواء طيار أحمد المنصوري أبطال سلاح الطيران المصري، والقبطان بحري وسام حافظ كبير مرشدي قناة السويس وأحد أبطال حرب السادس من أكتوبر المجيدة بسلاح البحرية المصرية.
في كلمته الافتتاحية أعرب نقيب المهندسين عن سعادته بتواجد أبطال حرب أكتوبر بنقابة المهندسين للاحتفال معهم بهذه الذكري العطره، واصفًا حرب أكتوبر بالعبور بمصر والمصريين من الانكسار إلى رد الكرامة.
وقال ضاحي كانت قواتنا المسلحة والشعب المصري بكافة أطيافه يشعر بالانكسار والوضع العام يستحيل تخيله عقب الهزيمة لأن الجيش المصري لم يكن قد حارب فعليًا ولكن في نفس الوقت كان يملؤنا الحب والانتماء لبلدنا ولقيادتنا السياسية وأثناء حرب الاستنزاف شعر الجميع أن جيشنا مازال لديه القوة والقدرة على محو عار الهزيمة وقادر على رد الكرامة.
وأضاف نقيب مهندسي مصر أنه أثناء اجتماع الطلبة مع الرئيس الراحل أنور السادات في عام 1971 عبر جميع الطلاب عن تعجلهم الشديد لقيام الحرب حتى تعود الروح إلى كل المصريين وهذا ما حدث بعد حرب أكتوبر وانتصرنا على الجيش الذي لا يقهر كما ادعت اسرائيل موضحًا أنه في هذه الفترة لم توجد بين المصريين أي نوع من أنواع الجريمة فالجميع كان متكاتف خلف جيشه وقيادته.
وأكد ضاحي في كلمته أنه يشعر بعزة وفخر بمجرد حلول شهر أكتوبر معبرًا عن فخره بقواتنا المسلحة وأن مصر تمتلك جيشًا قويًا قادر على حمايتها قائلًا ،،البلد التي ليس له جيش قوي يحميها هي بلد في مهب الريح،،
ودعا ضاحي في كلمته جميع المصريين إلى التكاتف والالتفاف حول جيش مصر وقيادته العليا والتي تشهد البلاد بفضلهم العبور الجديد في كافة المرافق والمجالات بفضل قيادة سياسية حكيمة تحب مصر وتنتمي بحق لتراب هذا الوطن.
من جانبه هنأ المهندس حسن عبد العليم الأمين العام للنقابة جميع المصريين بالذكرى الثامنة والأربعين لحرب أكتوبر المجيدة وقال: أنا من أكثر الذين شعروا بالمرارة عقب هزيمة 1967 لأنني من محافظة السويس وتم تهجيرنا إلى عدة أماكن في مصر ولكني أيضًا من أكثر الذين شعروا بحلاوة النصر في أكتوبر 1973 وكنت أأتمنى المشاركة في هذه الحرب المجيدة ولكنني كنت مازلت في المرحلة الثانوية وتذوقنا جميعًا حلاوة النصر ورد الكرامة والعزة.
وبدوره تقدم الدكتور مهندس محمد إبراهيم الدسوقي رئيس اللجنة الثقافية والفنية بالشكر لنقيب المهندسين والأمين العام على موافقتهم الفورية على عقد هذه الندوة بل والمشاركة فيها تعبيرًا منهما على أهمية المناسبة وأيضًا أهمية الاحتفال بأبطال أكتوبر، كما أعرب عن سعادته بتواجد أبطال أكتوبر بين جنبات النقابة ليسردوا للحضور بعضًا من إعجازات حرب أكتوبر الذين قاموا بها.
وفي كلمته تطرق اللواء طيار ساجي لاشين إلى ذكرياته مع يوم السادس من أكتوبر وقال: “كنت قائدًا لأحد الأسراب المقاتلة القاذفة، وكنت مكلفًا بتدمير مواقع صواريخ الهوك فى سيناء، حتى يتم التمهيد للقوات البرية وتتمكن من التحرك فى أعماق سيناء، وفى أثناء الاستعداد لتنفيذ الضربة وجدت قوات العدو فى طابور اصطفاف، فكان على أن أفاضل بين ضرب الطابور أو ضرب موقع صواريخ الهوك، وقررت فى ثوان معدودة إطلاق قذيفة على الطابور، ثم انخفضت بالطائرة وقصفت موقع صواريخ الهوك، لأفتح للقوات البرية طريقًا آمنًا للدخول إلى سيناء”.
وأضاف اللواء “لاشين”: أهم طلعة طيران قمت بها فى حياتى كانت فى يوم 23 أكتوبر عام 1973، خلال الاشتباك مع العدو حول منطقة الثغرة فى الدفرسوار، واشتبكت مع الطائرات الإسرائيلية، وأصيبت طائرتى فى الجناح الأيمن، وتلقت الكابينة طلقة من مدفع رشاش مثبت على إحدى طائرات العدو، الأمر الذى أدى إلى اشتعال الطائرة، وكان يجب أن أقفز فى هذه اللحظة إلا أننى لم أتمكن من ذلك نظرًا لتعرض الكرسى المؤهل للقفز من الطائرة لمشكلات فنية، وأمامى عدادات الطائرة تشير إلى أن درجة الحرارة مرتفعة جدًا، والطائرة على وشك الانفجار، وأمامها دقائق وتسقط على الأرض، حتى حدثت المعجزة وأطلق طيار إسرائيلى صاروخاً على طائرتى، مما أدى إلى استعادة وضع كرسى الطيران مرة أخرى وقفزت من الطائرة، حيث احتميت بتبة صغيرة حتى أنقذنى مقدم من القوات البرية، وحملنى فى مدرعته إلى أقرب مستشفى، وفيها أخبرونى بأن هناك ضغطًا فى 5 فقرات من العمود الفقرى ولا يمكننى التحرك حتى أتماثل للشفاء، إلا أننى صممت على التحرك بعربة إسعاف إلى موقعى بالمطار لإرشاد الطيارين الذين يعملون تحت قيادتى، حتى لا تتأثر روحهم المعنوية ويستكملوا مهامهم بنجاح”.
وفي كلمته أوضح اللواء طيار أحمد المنصوري أنه كان من بين نسور الجو الذين شاركوا في الضربة الجوية الأولى وساهم في 52 طلعة جوية خلال 18 يومًا في شهر رمضان، وهو الطيار الوحيد الذي نجح في الهبوط بطائرته وهي معطلة على طريق الزعفرانة، والوحيد أيضًا الذي قام بحركة بهلوانية وهو في مناورة جوية مع أحد الطيارين الإسرائيليين ولقب بـ”الطيار المجنون” من قِبل الجيش الإسرائيلي.
وأضاف المنصوري، أنه صاحب أطول طلعة جوية في حرب أكتوبر، مؤكداً أن الأوامر التي صدرت لهم في هذا التوقيت لم تكن عبور القناة بل “اقتحامها”، وتمكن من إسقاط العديد من طائرات العدو، محافظًا على سلاحه الذي أقسم على الحفاظ عليه أمام الزعيم الراحل جمال عبد الناصر.
وقال: شاركت في نصر أكتوبر المجيد برتبة ملازم أول طيار وكانت طائرته الميج 21 التي خاض بها الحرب وتحمل الرقم “8040” ما زالت موجودة ببانوراما حرب أكتوبر.
وروى اللواء المنصوري أحداث الضربة الجوية الأولي قائلا: “الضربة بدأت الساعة الثانية وخمس دقائق ظهرا وضمت 220 طائرة عبروا القناة في 5 دقائق وكانت هناك ضربة جوية ثانية مخطط لها حال عدم نجاح الضربة الأولي لكن تم إلغاءها حيث حققت الضربة الأولي أهدافها بنسبة نجاح 95% ونسبة خسائر لم تتعدي الـ 2%، متابعًا “ما فعلته بنا إسرائيل سنة 67 في 6 أيام، فعلناه نحن معهم في حرب 73 في 6 ساعات”.
وأثنى “المنصوري” على عبقرية الزعيم الراحل “محمد أنور السادات” واصفاً إياه بـ”الثعلب” في اختيار توقيت الحرب، مؤكداً أن الحروب عبر التاريخ تشن في توقيتين فقط، إما مع أول ضوء للنهار للاستفادة بأطول فترة ممكنة من الضوء، أو مع آخر ضوء للنهار حتى يتسنى لك التخفي وتحقيق أهداف في غفلة العدو.
وتحدث المنصوري عن اختيار يوم الحرب والتوقيت بقوله: “عبقرية اختيار العاشر من رمضان والساعة الثانية ظهرا تكمن في أنه موعد غير متوقع نهائياً للعدو كونه يوم عيد “الغفران” عند الإسرائيليين ومن عاداتهم عدم العمل نهائيا في ذلك اليوم، إضافة إلي أنه حال عدم تحقيق الضربة الجوية الأولي لأهدافها، نتمكن من ضرب الضربة الثانية نهارا وكذلك إنشاء الجسر يستغرق 8 ساعات ومن ثم تبدأ الدبابات في العبور ليلا فيفقد العدو القدرة علي ضربها أثناء العبور”.
وتابع: “أما عن يوم العاشر من رمضان كان سببه أننا نريد الاستفادة من ضوء القمر أطول أيام ممكنة واختيار الموعد حقق كل أهدافه والعدو “صدم” فجر الـ7 من أكتوبر بدباباتنا عابرة للقناة حيث لم يتوقعوا ذلك فقد جهزوا هجمات مضادة “للمشاة” فقط وقمنا بـ 52 طلعة عمليات في 18 يوما بمعدل 3 طلعات في اليوم وهذا أعظم رقم تم تحقيقه، حيث أن المتعارف عليه هو من طلعة لاثنين كل 3 أيام بخلاف أننا كنا صائمين”.
أما عن الضربة الجوية فقال المنصوري: “كنت ضمن سرب هدفه ضرب مطارات العدو المهمة الموجودة بسيناء وأنا قمت بضرب مطار “المليز” بنسبة نجاح 100% وقدمنا أول شهيد الأخ والابن الروحي للزعيم “السادات” شقيقه “عاطف السادات وخلال الضربة فقدنا 11 طيارا بطائراتهم وقد توقعت لنا روسيا قبلها أن تتجاوز نسبة الخسائر 50%”.
وقد نال المنصوري العديد من الأوسمة، منها وسام الشجاعة، ووسام النجمة العسكرية، وميدالية جرحى الحرب مرتين، وغيرها من الأوسمة.
من جانبه ألقى القبطان وسام حافظ كبير مرشدي قناة السويس الضوء على أهم نقاط حياته العسكرية حيث أفاد أنه خريج الدفعة 16 بحرية، وأحد أبطال قوات الصاعقة البحرية والمجموعة 39 قتال بحرب الاستنزاف و نصر أكتوبر 73 وكبير مرشدى هيئة قناة السويس،
تخرج من الكلية البحرية في يوليو 1964 وحصل على فرقة صاعقة بحرية، ثم فرقة صاعقة، واشترك في حرب اليمن، حيث ساهم في القضاء على الطابور الخامس الذي كان داخل الجيش اليمني ويعمل ضد مصر.
وأشار حافظ إلى أنه تم ضمه لمجموعة خاصة خطط لها كي تنفذ عمليات ضد العدو داخل سيناء وبعدها تم ضم المجموعة إلى المجموعة 39 قتال بقيادة الشهيد إبراهيم الرفاعي فى يونيو 1968.
وأضاف.. شاركت مع المجموعة في بطولات عظيمة معروفة وعمليات متعددة خلف خطوط العدو , أدخلت الرعب إلى قلب إسرائيل , كان لهم صيت قتالى و بطولي عظيم.
وعن الأوسمة والأنواط التي حصل عليها “و سام النجمة العسكرية، نوط الشجاعة من الرئيس جمال عبد الناصر، نوط الشجاعة من الرئيس أنور السادات، نوط الجمهورية من الطبقة الأولى، ميدالية الترقية الاستثنائية، نوط عبور قناة السويس لاشتراكه في خمس وثلاثين عملية قتالية خلف خطوط العدو.
عقب ختام الندوة قدم نقيب المهندسين والأمين العام شهادات التقدير ودروع النقابة هدية تذكارية لأبطال حرب أكتوبر والتقاط الصور التذكارية معهم.