المُسن هو الفرد الذي يبلغ عمره 60 عام فأكثر، ولا يُقصد بالمسنّ ذلك الإنسان الذي دخل في فترة الشيخوخة ، فهناك عدد كبير من المسنين ممّن يتمتعون بصحة جسدية، وعقلية، ونفسية سليمة، بعكس بعض الأفراد الذين لا يتمتعون بهذه الصحة السليمة، ولا يقدرون على تنفيذ أي أداء جسدي وهم لم يتجاوزوا عمر المسنين.
أن الأسرة هي نظام اجتماعي معروف منذ القدم، وكانت تهتم بالتنشئة الاجتماعية لأفردها ولك ما يربطهم من إنتاج واستهلاك توزيع وضبط اجتماعي، وإعانة متبادلة، ومع كل التطورات والأحداث المتغيرة في المجتمع ظهرت الأنشطة المتنوعة التي تخصصت في كل الوظائف، وكل نظام يقوم بمهامه، كـ (النظام الاقتصادي، النظام التعليمي، النظام الصحي، النظام الترويجي، النظام الرعاية الاجتماعية)
ولكن وأصبحت الرعاية الاجتماعية لم تقف أو تقتصر على الصدقة والإحسان فقط، بل أصبحت اجتماعيا أساسيا لإشباع احتياجات الفرد والجماعة والمجتمع. تكمن مشكلات المسنين عدم توافر الحياة الطبيعية التي كانت موجودة لديهم لإشباع احتياجاتهم كالزوجة والثقافة والأبداع. الافتقاد إلى شريك الحياة أو شريكة الحياة ليخلق جو من الوحدة وعدم الأمان. عدم الحصول على إشباع رغابتهم المادية والمعنوية. عدم الخروج للعمل والتوقف عن الإنتاج واحتياج المجتمع له.
لذلك تأتي أهمية رعاية المسنين أهمية المسنين أنفسهم لأنهم هما الذين قدموا لأوطانهم التطور والحياة الأفضل، ولذا يجب أن نهتم بهم ونرعاهم للاعتراف بجميلهم، ونرد لهم حياة بسيطة هادئة محترمة. يجب أن نعتبرهم جزء أساسي من المجتمع لا نجعلهم مهمشين، ولكن هم لهم حقوق وواجبات علينا، ويجب التمتع بهذه الحقوق لأنهم فرد من هذا المجتمع. حث الإسلام على الاهتمام بكبار السن ورعايتهم، وتحقيق مبدا التكافل الاجتماعي الذي يدعو به الله تعالى في آيته “وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ﴿
سنرى أن دور المسنين مهمة كثيرًا في الحفاظ على كبار السن من الهلاك والضياع فهناك مسنين ليس لهم أولاد لحمايتهم، وللأسف نرى مسنين لهم أولاد ولكن تركوهم بدون مأوى ولا رعاية فبعض هؤلاء المسنين لهم بيوت ولكن يفتقدون الرعاية لسفر الأبناء والبعد عنهم أو لأي أسباب أخرى.
لذلك لا يمكن إهمال دور المسنين والحفاظ على بقائها دومًا لرعاية كبار السن والاهتمام بهم ففي هذا الوقت يحتاج الشخص إلى الاهتمام مثل الأطفال فهناك من لا يقدر على الذهاب بمفرده إلى أي مكان من شدة التعب. لذلك نجد من المهم توافر جميع المزايا في هذه الدور لكي تستطيع تلبية نداء كبار السن في وقت احتياجهم لأي مساعدة من أي شخص. وسوف نجد أنها لا تشترط شيء هام فهي تقبل الأشخاص الذين تجاوز عمرهم 65 ولكن يمكن أن تقيل اقل من ذلك أن استدعى الأمر ذلك. ما هي الأساسيات التي تتحلى بها دور الرعاية في مصر؟ إن دور الرعاية لديها مناهج موضوعه من اجل السير عليها وهي لابد من الاهتمام بكل من هو مسن ويحتاج لرعاية. الاهتمام بالمسن يكون من أبنائهم ومن قبل الأهل ومن ثم المجتمع الذي يسكن به لذلك أن وصل إلى دار الرعاية هذا معناه انه لا يوجد من الأهل والأبناء من يحميه ويراعيه.
علينا معرفة كل ما يريده وأين يحب أن يذهب وان كان هناك أنشطه يحبها فما هي لكي يتم التعامل معها وإحضارها له. السماح له بالتعبير عن كل ما بداخله فكل مسن داخل الرعاية لديه قصص محزنه يحكيها وتكون معبره عما بداخله من مشاعر لذلك سنجد انه بحاجة إلى التحدث عما يحزنه ويريد أن يجد من يستمع إليه ويشاركه هذه الأحزان وربما يعوضه عن طريق الحنان والعطف عليه. إن كان لدى المسن أهل فعلى الدار تقديم المساعدة في التحدث مع الأهل لكي يتم زيارته في فترات، حتى وان كانت طويلة فلا يجب إهماله عند الكبر ولا يمكن أن نتركهم عند الاحتياج إلى أهلهم.
وهنا يوجد أسس في الدين الإسلامي تلزمنا على اتباعها، حتى يحيون المسنين حياة كريمة دون إهانة من المجتمع، وينصلح حال المجتمع المسلم: تكريم الإنسان في الإسلام وهنا قام الدين الإسلامي بتكريم الإنسان عند كبره أحسن تكريم حين قال الله تعالى وأوصى بالوالدين إحسانا واتبعه النبي صلى الله عليه وسلم، وقال “ليس منا من لا يرحم صغيرنا ويعرف شرف كبيرنا”،
وهنا ذكر الرسول كبير السن بالشرف والجاه والفخامة لما كان يقدمه في شبابه للمجتمع يجب علينا نحن أيضًا أن يستحسنه في كبره. ما يعلمنا الدين الإسلامي أن الإحسان جزاء الحسان وأنه من يعامل كبار السن بمعاملة حسنة سوف يأتيه الله من يعامله بهذه المعاملة الحسنة عند تقدم السن به، ومن لا يتق الله في معاملته لكبير السن ويسيء معاملته يسلط عليه الله من يسئ له عند تقدم العمر به. يمتلك كبير السن المؤمن والقريب من الله الحب، وتقدير الله له لذلك زيادة عمره بركة له ولمن يرعاه.
بلغ عدد المسنين في مصر 6.5 مليون مسن منهم 3.5 مليون للذكور، و3 ملايين للإناث، بنسبة 6.7% من إجمالي السكان (6.9% للذكور، و6.4% للإناث)، وقد بلغ العمر المتوقع للنساء في مصر 75 عاما، مقابل 72 عاما للذكور، وذلك وفقا لتقدير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء للسكان في الأول من يناير 2019.
بلغت نسبة المسنين الحاصلين على مؤهل جامعي 8.9%، كما بلغ عدد المسنين المشتغـلين 1.217 مليون مسن، منهم 52.9% يعملون في نشاط الزراعة والصيد، ونحو 17.5% يعملون في نشـاط تجارة الجملة والتجزئة، و4.7% يعملون بنشاط النقل والتخزين، و24.9% يعملون في باقي الأنشطة.
ووفقا لنشرة الزواج والطلاق عام 2018، بلغت نسبة عقود الزواج بين المسنين 2.1% من إجمالي عقود الزواج التي تمت خلال عام 2018، في حين بلغت نسبة إشهادات الطلاق 9.0% من إجمالي إشهادات الطلاق التي تمت في العام ذاته. طبقا لبيانات نشرة الخدمات الاجتماعية عام 2017، بلغ عدد المنتفعين بالخدمات الاجتماعية ووسائل الرعاية الصحية التأهيلية 3480 مسنا عام 2017، مقابل 3414 مسنا عام 2016 بنسبة زيادة 1.9%.إن اقتناع المرء بأن كل صغير سيكبر ، وكل كبير سيهرم ، وأنه بالكيل الذي تكيل يُكال لك وبالدين الذي تدين تُدان ومن سماحة الإسلام : أنه راعى حق المسن في العبادات أيضا ، وأمر من يؤم الناس أن يراعي حال المسنين إن الأسرة – بأصولها وفروعها – هي عماد المجتمع ، والركيزة الأولى من ركائز بنائه . ومن سنن الله أن الصغير يكبر ، والكبير يهرم ، وهكذا تدور الحياة دورتها. لكن مع هذه التبدلات تبقى القيمة الإنسانية ثابتة لا تتغير ، لذلك أوصى الإسلام باحترام الإنسان – كقيمة – في كل أحواله وبالغ في التأكيد عليها في مرحلة الشيخوخة لذلك نجد من الواجب أن نقترح بعض التوصيات للعناية بالشيخوخة.
1. فنؤكد على دور الإعلام في التوعية والحث على رعاية المسنين.
2. كما نؤكد على دور علماء الدين والاجتماع في غرس فكرة “وجوب رعاية المسنين” وتنمية الوازع الذاتي الإنساني والديني تجاههم وعواقب إهمالهم أو إيداعهم في دور المسنين
3. ونقترح إيجاد برنامج تربوي للناشئة ، يقوم ببث الوعي الديني والاجتماعي للعناية بالمسنين وتقديم المعونة لهم.
4. كما أن على الجهات المعنية إيجاد وسائل وضمانات تكفل للمسنين حقوقهم كاملة – المادية والمعنوية – وتقوم برعاية مصالحهم.
5. الانتباه إلى اتجاه النظم الاجتماعية نحو تفكيك الأسرة بشكل تقليدي ، واستحداث أنماط جديدة ، لا يكون فيها أبوة أو نبوة ، أو عمومة ، أو أرحام وأن هذا من الإفساد في الأرض.
دكتور القانون العام والاقتصاد
وخبير امن المعلومات
وعضو المجلس الأعلى لحقوق الانسان