كتبت : سامية الفقى
بحضور المهندس هاني ضاحي، نقيب المهندسين، واصلت شعبة الهندسة المدنية، برئاسة المهندس الاستشاري أحمد رمزي، سلسلة محاضراتها المجانية، والتي تُعقد بقاعة المؤتمرات الكبرى بالنقابة العامة للمهندسين .
في بداية محاضرات هذا الأسبوع، وجه المهندس هاني ضاحي، الشكر لمجلس الشعبة المدنية على تنظيمه تلك المحاضرات التي تناقش موضوعات مهمة يقدمها كبار خبراء الهندسة الإنشائية في مصر.
ورحب نقيب المهندسين، بمحاضري هذا الأسبوع، الأستاذ الدكتور هشام عرفات، وزير النقل الأسبق والأستاذ الدكتور مشهور غنيم، أستاذ المنشآت الخرسانية بكلية الهندسة جامعة القاهرة، مؤكدًا على أنهما على رأس القامات الهندسية التي تفتخر بها نقابة المهندسين..
وقال نقيب المهندسين: “الأستاذ الدكتور هشام عرفات عالم كبير، وعلى مدى تاريخه المهني الطويل كان دائمًا سبّاقًا لكل جديد”.
فيما أكد الدكتور مهندس هشام عرفات، أنه فخور بانتمائه لنقابة المهندسين، التي تمثل ركيزة الهندسة في الوطن العربي، مشيدا بنقيب مهندسي مصر المهندس هاني ضاحي، وقال: “المهندس هاني ضاحي صاحب أيادٍ بيضاء وإنجازات ضخمة في جميع المناصب التي تولاها، ولمست نفسي حجم الأعمال الكبيرة التي قام بها في وزارة النقل، فكان- بحق- هو الوزير الذي حرك المياه الراكدة في تلك الوزارة المهمة”.
وفي محاضرته، أكد الدكتور هشام عرفات، أن تنفيذ مشروعات النقل في مصر يتم- حاليا- بشكل يفوق خطة تنفيذها.. وقال: “كان من المفترض الانتهاء من تنفيذ شبكة الطرق والكباري الجديدة ورفع كفاءة الشبكة القديمة في عام 2027، ولكن بسبب معدلات التنفيذ العالية التي تتم بها هذه المشروعات، سيتم الانتهاء منها في نهاية 2022 بدلًا من 2027”.
وأضاف.. “مصر نجحت في الـ 15 عامًا الأخيرة في تمصير هندسة الكباري، فلم نعد نحتاج إلى خبرات أجنبية لإنشاء كباري في مصر، بل أصبح خبراء في إنشاء الكباري يعملون بمشروعات خارج مصر”.
وواصل.. “الإستراتيجية العامة لقطاع النقل في مصر تقوم على رفع كفاءة البنية الأساسية لشبكة الطرق والكباري القديمة وإنشاء شبكة طرق وكباري جديدة ترتبط مع الموانئ المصرية لتسهيل نقل البضائع منها وإليها “.
وتابع.. “الهدف الأسمى لشبكة الطرق، هو جعل مصر مركزًا عالميًّا للوجستيات النقل، وهو ما سيزيد الدخل القومي المصري بشكل كبير، ومن أجل هذا تم تحصيص 88 مليارًا جديدًا لرفع كفاءة شبكة الطرق والكباري في مصر، مع إنشاء خطوط سكك حديدية جديدة لنقل البضائع، وتحقيق الربط الإلكتروني على طول خطوط السكة الحديد، وهو ما سينهي تمامًا حوادث القطارات، ومن المتوقع الانتهاء من كل ذلك خلال العام القادم”.
وأكد “عرفات” أن مصر خطت خطوات كبيرة في تنفيذ الكباري، وخاصة الكباري فوق النيل، مشيرًا إلى أن إنشاء كوبري على النيل، كان يحتاج إلى 6 سنوات، ولكن هذه المدة قلَّت كثيرًا الآن بفضل خبرة مهندسي مصر، فلم يعد إنشاء كوبري على النيل يحتاج سوى إلى عامين فقط.. وقال: “تصميم الكباري الحديثة يعتمد على أسلوب تنفيذ المشروع الذي يحقق أعلى كفاءة في التنفيذ بأقل تكلفة”.
وأضاف.. “هناك 5 كلمات تحكم التنفيذ الأمثل للكباري، وهي المهندس، الاقتصاد، الميكانيكا، البيئة، الخبرة.. وخلاصة هذه العناصر الخمسة هي التي تحقق الانطلاقة الكبرى في تشييد الكباري”.
وأوضح “عرفات” أن أشهر طرق تنفيذ الكباري الحديثة تتمثل في التنفيذ بطريقة القطع سابقة الصب، أوالتركيب على الشدة المحمولة، مثلما حدث في كوبري قناة السويس، وصب الكوبري بالكامل، ثم تركيبة كاملًا، كما حدث في كوبري أسيوط على النيل، وهناك أيضًا طريقة دمج الجمالونات المعدنية في البر، ثم تركيبها على كباري فوق النيل.
كما أوضح “عرفات” أن مستقبل الهندسة المدنية مرتبط بشكل كبير بتطور الهندسة الميكانيكية، وبتطور تكنولوجيا الروبوتات، مشيرًا إلى أن أكبر مهندسي الكباري في ألمانيا كان يردد دائمًا بأن المهندسين المصريين على قدر كبير من العلم والكفاءة، لأنهم يحملون جينات الفراعنة العظام أصحاب الإنجازات الأسطورية في فجر التاريخ.
وفي محاضرته، أكد الدكتور المهندس مشهور غنيم، أن القاهرة والجيزة من المناطق ذات الشدة الزلزالية المحدودة، فيما تأتي منطقة البحر الأحمر الأعلى شدة زلزالية في مصر.. وقال: “الخوازيق هي أفضل أنواع الأساسات المقاومة للزلازل، وأفضل تصميم للمباني هي أن تكون أدوارها السفلى أكبر من العليا، مثلما هو الحال في برج زايد بالإمارات، مشددًا على ضرورة فصل المآذن عن مبنى المسجد، حتى لا يحدث خلل في مباني المساجد عند الزلازل، بسبب ارتفاع المآذن التي تصل حتى 30 مترًا.
وأكد “غنيم” أن تأثر المباني بالزلازل يعتمد على 4 عوامل، هي الشدة الزلزالية الموجود بها المبنى، ودرجة ممطولية المبنى، والخواص الديناميكية للمنشأ، وزمن اهتزاز المنشأ، مشيرًا إلى وجود خريطة زلزالية لمصر تحدد شدة الزلازل في كل منطقة.. وقال: “قوة الزلازل تعتمد على عجلة دوران المنشأ مضروبًا في كتلة المنشأ، مؤكدًا أن عجلة دوران المنشأ لا تساوي العجلة الأرضية للهزة الزلزالية “.
وقال: “الزلازل ليست قوة، ولكنها طاقة تعادل في المنشآت، حاصل إزاحة المنشأ في القوة”.
وأضاف.. “في تصميم المنشآت المقاومة للزلازل أمام المهندس أحد اختيارين، إما إنشاء مبنى ذات ممطولية عالية، وهو ما يتم تطبيقه في المباني السكنية، أو إنشاء مبنى بتكلفة أعلى بحيث لا يحتاج إلى ترميم بعد الهزات الزلزالية، وهو ما يتم تطبيقه في محطات الكهرباء”.
وواصل.. أفضل المنشآت مقاومة للزلازل هي التي تعتمد على أعمدة وحوائط حاملة، أو التي تعتمد على أعمدة مربوطة “بكامر ساقط “.
وتابع.. من المهم جدا أن يكون مركز ثقل كل مبنى هو نفسه مركز الكتلة، وهو ما يتحقق بالتشاور بين المهندس المعماري والمهندس المدني.
أُقيمت المحاضرات بحضور المهندس محمد الحسيني، أمين الشعبة المدنية والمهندس خالد توكل، عضو الشعبة والمهندسة منال سري، عضو الشعبة والتي قامت بإدارة المحاضرتين.