كنت أتمنى, وليس كل مايتمناه المرء يدركه, أن أكتب عن عالم أكثر أمنا, عالم يزدهر فيه التعاون بين الدول بدلا من الصراعات المحتدمة. كنت أتمنى أن أرى جهدا حقيقيا للسلام يتجاوز المؤتمرات والمراسم البروتوكولية والمجاملات الدبلوماسية, لكننا نعيش فى واقع يدار فيه العالم على حافة الهاوية, حيث كل خطوة محسوبة, وكل تصريح قد يشعل فتيل أزمة جديدة.
أول أمس عاد دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بعد أربع سنوات من الانتظار. العودة التى- لم يعتقد الكثيرون أنها ستحدث – تضع العالم فى حالة ترقب واستعداد, وكأن الجميع على وشك الدخول إلى ساحة معركة جديدة.
فى منطقنا ليس غريبا أن نكون على فوهة بركان دائم. الشرق الأوسط لايهدأ, والصراعات فيه لاتنتهى, وعودة ترامب تعنى إعادة فتح ملفات ساخنة: إيران. اسرائيل. دول الخليج. تركيا, وجميعهم فى حالة انتظار وترقب لما ستئول إليه السياسات الأمريكية الجديدة, وفى ظل هذا المشهد لايزال غياب الحلول السياسية الحقيقية هو العنوان الأبرز.
فى وسط هذا تقف مصر تحاول صياغة علاقات متزنة تبقيها فى موقع قوة فى عالم لامجال فيه للحياد, تبدو القاهرة مدركة لتعقيدات المشهد الدولى, فقد تجاوزت مصر فترة الكمون الاستراتيجى فى الإعلان والتعامل مع المواقف وأزمات المنطقة والإقليم, وهو مايفسر التحركات الدبلوماسية الأخيرة خصوصا مع قبرص واليونان, حيث تسعى مصر لتكون صوتا مؤثرا فى الاتحاد الأوروبى من خلال هذا التحالف الثلاثى الذى يعزز مصالحها الإقليمية, ولايمكن أن نغفل فى سياق العلاقات المصرية الأمريكية أن مايحكمها هو المصالح مثل كل العلاقات الدولية, وهناك علاقات استراتيجية بين القاهرة وواشنطن, وتدرك المؤسسات الأمريكية الدور المصرى جيدا فى منطقة الشرق الأوسط وشرق المتوسط والعمق الإفريقى, وإن كان الرئيس الأمريكى هو صاحب القرار, لكن هناك دورا مهما ومؤثرا وفاعلا لمؤسسات صنع القرار وفى مقدمتها البنتاجون والخارجية, وعلى الجانب الآخر من الأطلسى الاتحاد الأوروبى الذى تربطه بمصر أيضا شراكه استراتيجية لموقف مصر كحائط صد فى مواجهة أكبر خطر يهدد القارة العجوز الهجرة غير الشرعية.
- أتمنى أن يكون وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس بداية لمحاكمات واسعة لنتنياهو بجرائم الحرب والإبادة الجماعية للمدنيين, وعندما تكشف الأرض أسرارها من مقابر جماعية وبقايا أسلحة محظور استخدامها, سيكون مصيره مثل زعماء النازية الذين حوكموا وتم إعدام بعضهم, وأتمنى أن تفتح الفصائل الفلسطينية بنفسها ملفات المساءلة والحساب , لعدم تكرارالقرارات الفردية مثل التى اتخذها السنوار, وأدت إلى رد الفعل الإسرائيلى الإجرامى, وتدمير غزة وقتل وجرح عشرات الآلاف تمهيدا للخطوة الأولى فى الطريق الطويل جدا نحو السلام وحل الدولتين, وأتمنى من الفلسطينيين أن يتصالحوا ويرتفعوا فوق خلافات الصراع على السلطة, فلم تعد هناك سلطة تستحق ماحدث من تضحيات, وإذا لم يحدث ذلك فالنار لاتزال متقدة تحت الرماد, وأقول لهم: مصر معكم وتحمل أعباء القضية فوق اكتافها, وظل موقفها ثابتا راسخا منذ اللحظات الأولى للحرب حتى التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار, والرفض التام للتهجير القسرى, وإدانة حرب الإبادة ضد المدنيين, وفتح معبر رفح لإدخال المساعدات الإنسانية, وعدم توسيع نطاق الحرب.
- فى الوقت الذى تسعى فيه مصر لزيادة إنتاجها من الغاز الطبيعى بنحو 30% إلى 6مليارات قدم مكعب يوميا بنهاية 2025 مقابل 4,6مليار قدم مكعب يوميا حاليا, توقع تقرير اقتصادى دولى حدوث زيادات فى أسعار الغاز الطبيعى المسال فى العام الجديد, وذلك بسبب ارتفاع الصادرات وزيادة الطلب المرتبط بالذكاء الاصطناعى.
- خلال أيام قليلة وتبدأ أجازة منتصف العام الدراسى, وفيها يتحرر الصغار والكبار من ضغوط الدراسة والامتحانات, ويصبح لديهم وقت حر متاح لممارسة اللعب والترفيه والهوايات, وهذا الوقت يمكن استغلاله فى تنفيذ أفكار بسيطة يشترك فيها الكبار والصغار, مثل تنظيف الشارع بالتعاون مع الأهل والأصدقاء والجيران, وزرع الأشجار والنباتات المزهرة به, ومثل مساعدة الفقراء والمحتاجين فى الشارع أو المنطقة أو الحى والتعاون فى سد احتياجاتهم وتوفير مطالبهم, فلو تمكن سكان كل منطقة من استغلال فترة الأجازة وتحويلها بالعمل الجماعى إلى فترة إنجاز حقيقية هدفها الأساسى منح لحظات من السعادة والفرحة والحب للنفس وللآخرين, عندها ستكون أجازة ممتعة مثمرة نتعلم منها ونعلم صغارنا دروسا فى التكافل والتراحم والرفق والمودة. بأفكار بسيطة نقضى أجازة سعيدة.
- هل تعلم أن دراسة أكدت أن أسوأ وقت فى النهار لمعظم الأشخاص هو الخامسة بعد العصر, وأن للشمس صوت قوى جدا لدرجة أن أذن الإنسان لايمكنها سماعه, وأن المغامر الدنماركى “ثور بيدسون” زار كل دول العالم دون أن يركب أى طائرة, وأنه كان من المقرر أن يؤدى مايكل جاكسون شخصية جاجارين بينكس بفيلم حرب النجوم, وأن المسافة بين موسكو وفيلاديفوستك فى روسيا بالقطار 5أيام وهى 8آلاف كيلو متر!, وأن المغامر البريطانى مايكل كوبلاند تسلق جبل كليمنجاارو أكبر جبال أفريقيا حاملا ثلاجة فوق ظهره!, وأنه فى روما ماكينات آلية لتقديم البيتزا الساخنة السريعة حيث تخرج الماكينة قرص البيتزا فى 3دقائق.
- فى مثل هذا اليوم من عام 1901 توفيت الملكة فيكتوريا ملكة المملكة المتحدة بعد حكمها لمدة 63 عاما, لتكون أطول الملوك حكما فى ذلك الوقت قبل أن تحطم الملكة اليزابيث الثانية ذلك الرقم بفترة حكم امتدت إلى 70 عاما, وهى حفيدة الملك جورج الثالث أطلق على فترة حكمها إسم”العصر الفكتورى” كونه تميز بانطلاق الثورة الصناعية.