البحيرة غارقة في مياه الامطار والصرف والرشاوى!
عجيب امر الفساد والمفسدين في هذا الزمان العجيب ..انه فساد من نوع عنيد نوع غير مسبوق يبدو ان شدة الضربات تزيده قوة وسعة انتشار وتمدد .. في كل مرة تحسبه يموت ويلفظ انفاسه ثم تفاجأ وكانه يخرج لسانه للجميع ويطل بنوع جديد واصناف جديدة وساحة جديدة تبهرك وتصيبك بالصدمة ليس من قيمة الرشوة ولكن من فصيلة ونوعية المرتشين .. وكأن الفساد في مباراة للتحدى على اجتذاب مهارات جديدة وفسدة جدد فيبهرك بادائه وقدرته على الاختراق والسيطرة .. وكأنه يقول استمروا في المعركة بلا نهاية ولا تتصوروا انكم قادرون على استئصال شأفته.!!
الاصناف والاوراق المتساقطة كل يوم بفضل ضربات الرقابة الادارية واجهزتها في كل مكان تكشف عن الحقيقة المرة وتكشف عن فظاعة ما يحدث ودلالاته والرسائل الخفية والمعلنة ايضا لسقوط وتورط تلك النوعيات والاصناف المتتابعة ابتداء من الوزير المسئول وهو في موقع الوزارة والمحافظ وهو على كرسي المحافظة ونوابه ووكلاء الوزارة والمدير العام ورؤساء الاحياء ورئيس الجامعة واصناف اخرى في جهات يفترض انها اخر المعاقل والحصون لا يمكن ولا يصح ولا يجوز ان يقترب منها فساد من اي نوع .. ورجال اعمال راشون ومرتشون ومتورطون في كل صنوف الفسادولا يرعون في الوطن والدين الا ولا ذمة ..
لم يعد امر الرشوة مقصورا او واقفا عند حدود موظفي الاحياء ومهندسي التنظيم او صغار الموظفين ممن يعطلون حال المواطنين من اجل البريزة واللي بالي بالك والجنيه اللي غلب الكارنيه حتى اصبح الجميع يشعر بان كل ذلك اصبح هينا امام الهوامير والحيتان الجدد من فئة الملايين والرشاوى عابرة الحدود والقارات واعمال المقاولات الكبرى والمناقصات والعطاءات والمزايدات وغير ذلك او حتى محترفي التهرب الضريبي والجمركي وخلافه ..
اشياء تصيب بالدوار لمن يحاول تتبع وقراءة الخريطة الحقيقية للرشوة والمرتشين وعوالمهم المجنونة ..
وفي كل مرة يطرح السؤال بقوة لماذا يرتشي المرتشون وخاصة من النوعيات الجديدة المتوحشة التى اقتحمت الساحة او تسللت اليها بكل بجاحة وقدرة غير مسبوقة على بيع كل شيء من ضمير واخلاق ودين ووطن مع قدرة عجيبة ايضا على المداراة والموارة والخداع والادعاء والالتحاف برداء الوطنية واظهار التدين والمبالغة في ذلك وكل ما يرونه لازما وفقا لضرورات التضليل والخداع والضحك على الدقون وتلبيس اللبدة التمام في دماغ السيد الزبون.
قل لي بالله عليك اي سبب او ظروف او اواو تدفع السيد الوزير الى قبول رشاوى مادية ا وللاسف والمضحك المبكي بينها رحلات للحج والعمرة !!
ثم يلقى القبض عليه في وضح النهار وعلى قارعة الطريق العام !
وكذا الامر بالنسبة للسيد المحافظ الحاكم بامره في محافظته او اقليمه ويدخل في مساومات من اجل الرشوة وقيمتها ومن كل من هب ومن دب والدرج لا يغلق ابدا والكروش ممددة لا تشبع وكذا رئيس الجامعة واشباههم ممن يفترض انهم قدوة ويعلمون الاجيال القيم والاخلاق وكل ما له علاقة بالخير والجمال .. والحمد لله ينعمون بدخول اقل ما يقال عنها انها ليست هزيلة بل افضل من فئات كثيرة وحتى ولو كانت متواضعة الا ان ذلك ليس مبررا لان يتم التعدى على كل القيم ويتم دهس ما تعنيه الاستاذية والجامعة والقيمة والقامة العلمية والمكانة الاجتماعية وباحط واردأ انواع الاهانات التى عرفتها البشرية ..
هؤلاء يتطاولون ويتطاولون لانهم حقيقة لم يروا بعد رأس الذئب الطائر .. فربما ولربما يرتدعون او تخف حدة الازمة .. بعد ان ثبت ان بعض التشريعات ربما تحمي او تشجع او على الاقل ليست رادعة بما فيه الكفاية او تسهل الطريق للشعرة كي تخرج من العجين .
لابد من الاشارة والتحية ايضا الى ان ما يحدث من ضربات للفساد والمفسدين وبصورة علنية مما يحسب للجمهورية للجديدة وكشفهم بهذه الطرق القوية المذلة بلا ادنى حرج او خوف من اتهامات او ملا سنات او غير ذلك مما يجيده السحرة والمبطلون والمتربصون بكل شيء لا لشئ الا لاثارة الغبار من هنا وهناك بالحق وبالباطل ..
احزنني كبحراوى ان يكون رئيس جامعة البحيرة او دمنهور يسجل هذه السابقة في صفوف رؤساء الجامعات ويحدث زلزالا بين الاساتذة المحترمين والافاضل ممن يقدسون العلم وبين شريحة عظمي تحمل قدرا كبيرا جدا من التقدير والتبجيل للعلماء وفي مقدمتهم اساتذة الجامعات .. ويسقط متلبسا برشوة اربعة ملايين جنيه .. ولا اعرف ماذا يمثل له هذه المبلغ الذي لا يستطيع به شراء طوبة او طوبتين في مساكن او مشروع اسكاني لرجل اعمال منهم بالفساد والافساد ويعرض شققه او وحداته السكنية بما يزيد على التسعين مليون جنيه .. يبدو انه يعرف من يخاطب ولمن سيبيع مشروعه ومن اين سيحصلون على تلك الملايين .. ربما والله اعلم .. لنا الظاهر والله اعلم بالبواطن .
وان يتواكب مع جريمة رئيس الجامعة الذي كان غارقا في مشاريع العسل جريمة مليونية اخرى لمدير قطاع الصجة بالبحيرة بليوني جنيه ..
ومما يؤسف ايضا انه ليس لهما من اسمهما نصيب فكلاهما يحمل اسم ” صالح “احدهما صالح عبيد والاخر عبيد صالح وما هم من الصالحين بل هم من الاشقياء التعساء ..
ويؤسفنى اكثر القول بان هذان غير الصالحان قد اساءا للبحيرة واهلها الكرام..
وكان هذه المحافظة المسكينة واهلها الطيبيين مبتلون بهذه الاشكال والقيادات السمجة العفنة والمعطلة فهم وامثالهم وراء كل المراكب المعطلة والتى تعوق حركة التقدم والتنمية في هذه المحافظة الكبيرة والتى تمثل رقما صعبا لا يمكن ان تخطئوه عين او تتجاهله قريحة مفكر او فكر مخطط للتنمية الحقيقية ..
احزنني اكثر ان تكون محافظة البحيرة غارقة في الفساد وهي تعاني ويلات الغرق في مياة الامطار الغزيرة ومياة الصرف الصحي ليس فقط في القرى بل في المدن ايضا ..
موجات الفساد هذه تلقى بظلال كثيفة على كثير من المشروعات سواء المعطلة او المتوقفة وتثير شكوكا عما وراء الاكمة من فساد ربما او حتى عجز لاي سبب ما كانت نتيجته ارهاق الفلاحين الغلابة ووزيادة معاناتهم في حياتهم اليومية .. ايها السادة قتشوا وابحثوا عن ابواب الفساد فبعضها مشرع وسهل اكتشافه بمجرد الملاحظة وليس الشبهات اعرفوا اسباب المشروعات المتوقفة والمعطلة ابحثوا عن التنفيذ الميت او البطئ لمشروعات بعشرات السنين ربما يكون الغساد معشش واستمرأ تلك الاوكار .. تتبعوا المقاولين من الباطن وما يحدث معهم وبهم فهم مظلومون احيانا ظالمون دائما ..
ابحثوا عن الخدمات المتدهورة وما وراءها .. نعرفوا على الخطط الحقيقية للدولة ولماذا لا يتفذكثير من الاعمال المقصود بها تخفيف الاعباء على الناس ..
لو ان المسئولين في كل قطاع راجعوا انفسهم وخطط اعمالهم لكان الحال غير الحال .. م انهى ليس عيبا ولا كارثة ان يعرف الناس الحقيقة وسبب العجز او توقف هذا المشروع او ذاك وما العمل لمواجهة التداعيات و ليس عيبا ان تشارك الجماهير في طرح الحلول وكيفية المشاركة والمساهمة في الحلول ماديا ومعنويا ..
وهذه ليست مشكلة وربما خطوة مطلوبة لانقاذ ما يمكن انقاذه .. فالناس غاضبة ومستاءة مما جرى ويجري ويحتاجون من ينتشلهم من ياسهم ويجبر بخاطرهم على الاقل ..
**عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال (لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي) رواه أبو داود والترمذي]
** من اقوال الفاروق عمر بن الخطاب: اياكم من الهدايا فانها من الرشاوى.
** قال الزمخشري :كان القاضي ببني إسرائيل إذا اختصم له خصمان رفع أحدهما الرشوة في كمه فأراها إياه فلا يسمع إلا قوله، فأنزل الله قوله:سماعون للكذب أكالون للسحت
**من يقبل هدية يبع حريته… مثل مجري
** يهدي المرء بيضة ليهدى بقرة ..مثل فرنسي
والله المستعان على ما تصفون ..
Megahedkh@hotmail.com