كثرت خلال الفترة الأخيرة حوادث السيارات المميتة التي تقع على الطرق السريعة بين المحافظات، وأزهقت فيها العشرات من أرواح المواطنين وسالت دماؤهم الزكية، وهناك أيضا الكثيرون من المصابين.
وقد خلفت تلك الحوادث وراءها أمهات ثكلى وسيدات أرامل وأطفالًا يتامى، وخربت بيوتًا بسبب فقد عائلهم الوحيد، أو أصابته بعجز يمنعه من السعي على كسب الرزق، ذلك في الوقت الذي إقامت فيه الدولة شبكة حديثة من الطرق والكباري ومنها الجديد، وتم شقه وسط الجبال خاصة في المحافظات الصحراوية، ومنها ما تم توسعته وتجديده بين مراكز الجمهورية؛ وذلك حسب المقاييس لمنظومة الطرق العالمية، وتم إنفاق عشرات المليارات من الجنيهات عليها، وكل ذلك بهدف التيسير على المواطنين في حركة التنقل وتشجيع منظومة التجارة، والحد من الحوادث للحفاظ على أرواح المواطنين وحماية ممتلكاتهم.
ومع كل هذه الإنجازات التي حدثت في مجال الطرق، مازال الأسفلت يرتوي بدماء المصريين؛ بسبب كثرة الحوادث التي يعود معظمها إلى شدة الشبورة المائية على الطرق صباحًا، والمجازفة المتهورة لبعض سيارات الميكروباص، وأصحاب السيارات الخاصة والعامة والنقل الثقيل بالسير متجاوزين السرعة المقررة دون أخذ الاحتياطات اللازمة والعمل بالشروط المحددة خلال السير في هذا الوقت وهذه الأجواء، بالإضافة إلى قلة الخدمات على الطرق، ومنها خدمات إسعاف الطرق السريعة، ونقص كاميرات الرادار والمراقبة.
ولذا لتجنب حدوث هذه الكوارث تباعًا فلابد من إغلاق الطرق السريعة ليلا في حالة إعلان الأرصاد الجوية عن وجود شبورة، والحقيقة أن إدارة المرور تقوم بإغلاق بعض الطرق عند وجود شبورة كثيفة، ولكن لابد من غلق كل الطرق، وذلك من خلال إدارة المرور في كل محافظة ومنع السير عليها حتى يتحسن الجو وتنجلي الرؤية للسائقين، وزيادة كاميرات الرادار والكمائن المرورية لضبط متخطي السرعة المقررة، والعمل على توفير خدمة سيارات الإسعاف نهارًا في كافة الطرق، وخاصة عند سوء الأحوال الجوية مما يحد من كثرة الحوادث وإنقاذ أرواح المواطنين وسرعة نجدة المصابين وشفائهم، وحفظنا الله جميعا من شر الحوادث وما تخبئ لنا الأقدار.
mahmoud.diab@egyptpress.org