*نتيجة الحرب بين رئيس وزراء بريطانيا وأشهر محطة إذاعة وتليفزيون تحسم الأمر
*مقولة “اتركوهم يقولون ما يريدون”.. تفسد أكثر مما تصلح!
*والدجاجة التي تبيض ذهبا.. لم “تحظى” بالاهتمام الكافي فخسرنا مليارات الدولارات
*الأمل الذي تعلقه الكوريتان على الرئيس السيسي
*مجلس الشيوخ.. هل يدعم سياسة تنظيم النسل أم العكس؟!
*دعاني صديقي محمد عوف على “سحلب” وقرفة.. فخفت حدة نزلة البرد
*الحوثيون “ولاد مين” في الخليج.. وخارجه..؟!
*شبه إجماع.. المدرب الوطني.. أفضل وأحسنوأكثر وعيا وفهما
الدول التي طالما أسمت نفسها بالمتقدمة والغنية والمزدهرة توهمنا بأنهاتطبق سياسة واحدة بصرف النظر عمن يتولى زمام الحكم.. ضاربين المثل دائما بأمريكا وحزبيها الجمهوري والديمقراطي وبريطانيا وحزبيها المحافظون.. والعمال.. حتى جاءت الانتخابات الأخيرة وأظهرت كيف اشتد الخلاف بين الحزبين الرئيسيين مما أدى إلى صراع دامٍ وعنيف على السلطة.. وقد كانت بريطانيا قد سبقتها بالصراع بين حزب المحافظين وحده الذي شهد هو الآخر منافسة أشد عنفا بين قياداته حتى وصل 10داوننج ستريت بوريس جونسون الذي مازال يشغل منصبه والذي ما إن تولى مهامه حتى دخل في معارك طاحنة مع قوى عديدة سياسية واجتماعية واقتصادية وإعلامية.. ولعل آخر هذه المعارك تلك التي مازالت دائرة بينه وبين محطة إذاعة وتليفزيون الـ بي بي سي التي يتهمها جونسون وحزبه بأنها تخضع لسيطرة حزب العمال المارق.. وإنصافا للحقيقة فقد وضع جونسون إصبعه على الجرح لكنه جاء متأخرا ومتأخرا جدا.. فلا أحد له صلة بالإعلام أو ليس له صلة وسواء أكان داخل بريطانيا أو خارجها يمكن أن يتجاهل دور حزب العمال في تسيير عمل الـ بي بي سي.
لذا.. طالما وقعت المحطة الشهيرة في أخطاء صارخة سواء بقصد أو بدون قصد.. وطالما أذاعت أو نشرت أخبارا أو تحليلات ليست منزهة عن الهوى بل موجهة لتحقيق أهداف معينة تخدم مصالح بذاتها..
وبصرف النظر عن أسباب الخلاف فإن الحكاية في حد ذاتها مثار اهتمام الشارع البريطانى الذي ارتفعت فيه أصوات المعترضين على سياسة وإدارة إذاعته الشهيرة التي لها دور كبير في الترويج لأحداث مهمة سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو فنية أو العمل على وأد سياسات أخرى ليست على هوى فئات بعينها أو جماعات دون جماعات.
***
من هنا يثور سؤال مهم:
هل من الأفضل أن يكون للدولة جهاز إعلامها المستقل الذي لا تربطه علاقات من أي نوع بالأجهزة الإعلامية الأخرى سواء التابعة لأحزاب سياسية أو جماعات الضغط أو المؤسسات المالية الكبرى.. أو..أو..؟
طبعا.. من حق الدولة –أي دولة- أن تكون لها أذرعها الإعلامية لكن “الشطارة” أن تكون متحررة لا تخضع لأي قوة من القوى.. أو أي من اللاعبين برؤوس الأموال الضخمة.. وإلا وقعت في فخ عدم الحياد والانحياز إلى جانب طرف أو عدة أطراف.
بديهي.. أن يتسبب كل ذلك في أن تقع الـ بي بي سي في أخطاء صارخة لاسيما خلال العشرين عاما الماضية.. وهي أخطاء لا ينبغي أن يقع فيها جهاز إعلام في شهرة وتاريخ المحطة ذات الصيت الذائع.
على أي حال أنا شخصيا أرى أن الوضع سوف يستمر على ما هو عليه.. طالما امتد الصراع بين الحزبين الكبيرين وطالما يرفض كل منهما التنازل عن حق يزعم أنه من أملاكه الخاصة التي لا يشاركه فيها أحد.
ثم..ثم.. هناك جانب آخر من تلك القضية المهمة وهو الجانب الذي يمثل أصحاب رؤى بعينها والذين يؤمنون بالمبدأ الذي يقول “اتركهم يقولون ما يشاءون فالكلام أولا وأخيرا مجرد طائر في الهواء”.
وتطبيقا لأسباب عديدة فالكلام من أخطر أنواع الأسلحة وكم من دول وجماعات وشعوب وجيوش سقطت نتيجة إساءة استخدام الكلمة.
لذا.. فمن يريدون حياتهم آمنة.. مستقرة ليست فيها مطبات أو سقطاتعليهم فرض الضوابط والقيود الهائلة والمتصلة التي تحفظ المجتمع من الانهيار.
وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فهناك مقولات أخرى عديدة لا تحمل في طياتها سوى ألفاظ وعبارات مطاطة أو إنشائية لكنها لا تحقق نفعا ولا خيرا.
من تلك الأقوال على سبيل المثال أيضا عبارة الدجاجة التي تبيض ذهبا .. طبعا المفروض أن المقصود من تلك العبارة.. التي إذا نالت الاهتمام الواجب وضمنت كافة ألوان الحماية فإنها تدر على من وفروا لها ذلك أرباحا وأموالا طائلة..
ونحن هنا في مصر .. نقدر حجم إمكاناتنا السياسية الهائلة لكن للأسف تتابعت علينا العصور تلو العصور والدجاجة الذهبية ساكنة في مكانها تعاني نفس المشاكل وتشكو من الإهمال واللامبالاة.
لذا.. يحسب للرئيس السيسي هذه النظرة الشاملة والواعية للسياحة في مصر.
حيث تم وضع خطة تطوير شاملة ضمت مشروعات قومية عملاقة مثل متحف الحضارةوموكب المومياوات الملكية الذي أبهر الدنيا بأسرها.
أيضا تطوير قصر محمد على بشبرا الخيمة فضلا عن ترميم مبنى كشك الجبلاية..
ثم..ثم.. تحويل مدينة الأقصر إلى متحف عالمي مفتوح عن طريق ربط متحف الأقصر بمتحف الكرنك بواسطة طريق الكباش الجديد الذي قامت وزارة السياحة بتطويره وهو الذي يصل طوله إلى 2700 متر مربع ومن الأقصر إلى شرم الشيخ التي يقام بها متحف جديد على أحدث الطرز العالمية.
أما بالنسبة للمناطق والأماكن السياحية القائمة فقد نالت من التطوير والتمثيل ما حرمت منه على مدى سنوات وسنوات وها هي على سبيل المثال منصة الهرم الأكبر التي أصبحت مثار المزيد من اهتمام أصحاب العادين والرائحين وكذلك مدينة العلمين ومدن الفيوم والقناطر الخيرية والإسكندرية وغيرها.. وغيرها التي تمكننا جميعا من إدراك أهمية تلك العبارة التي تقول إنها الدجاجة التي تبيض ذهبا لأنها بالفعل تبيض أغلى وأحلى وأروع البيض الذهب.
***
المهم.. أن مصر لم تعد تقصر تفكيرها على زاوية محددة واضحة فقط.. بل ستتوضح الزوايا ومختلف الاتجاهات لتأتي النتائج في نهاية الأمر عامة وشاملة وكاملة و..و..مؤثرة..
وغني عن البيان أن تجميع كل تلك المزايا وكافة هذه العناصر أدى إلى إقبال العالم علينا حتى فيما يخص شئونه الشخصية ليس تدخلا من جانبنا –حاشا لله- أو جبرا وإكراها لأسباب بعينها إيمانا بأهمية الثقل السياسي والاقتصادي ورجاحة العقل والإيثار دائما وأبدا عن محاولات التدخل في شئون الآخرين.
أقول ذلك بمناسبة قيام كوريا الجنوبية بطلب مساندة مصر ومساعدتها لتحقيق الصلح والوفاق بين كل منها وبين جمهورية كوريا الديمقراطية.. الشمالية.
وحتى لا يلقي علينا أحد تهمة الانحياز أو التدخل فإني أشهد بكل الصدق والأمانة بأن القاهرة لم تفرق يوما بين سول وبيونج يانج في معاملاتها السياسية أو الاقتصادية أو حتى العسكرية نظرا لإيماننا بأن العلاقات المنزهة عن الهوى إنما تأتي بأفضل النتائج عكس تلك التي تحيط بها شبهات المصالح الذاتية والرغبات الخاصة البعيدة عن الجماهيرية الكاملة.
وأذكر أنني كنت مرة في زيارة لكوريا الشمالية والتقيت برئيسها وزعيمها “شبه المقدس” كيم ابن سونج الذي قال لي بالحرف الواحد أثناء جلوسي معه في قصره الفاخر.. بالعاصمة بيونج يانج وهو يشير إلى تجمع هائل من مواطنيه.. هؤلاء جميعهم يؤمنون فردا فردا بأنهم لن يتوحدوا مع نظرائهم على الجانب المقابل إلا إذا قامت القاهرة بتحقيق المصالحة المنتظرة والتي لن تتم إلا من خلالها.
فجأة قام مساعدو سونج المتواجدون بإطلاق صيحات التأييد والتشجيع مع عبارات الإشادة بشعب مصر الصديق.
بعدها بنحو عام توجهت إلى كوريا الجنوبية لألتقي برئيسها تشون دو هوان ثم فترتالعلاقات بين القاهرة وكلٍمن سول وبيونج يانجليأتي أخيرا الرئيس الحالي ليعد أول رئيس لكوريا الجنوبية يزور مصر بعد 16 سنة والذي ربما يشهد التاريخ توحد الكوريتين بوساطة الزعيم المصري عبد الفتاح السيسي.
***
والآن اسمحوا لي أن نتوقف سويا أمام أحداث الخليج والتي تمثلت هذا الأسبوع في تلك الجرأة الزائفة للحوثيين بعدوانهم على العاصمة الإماراتية أبو ظبي..
لقد نتج عن هذا العدوان الذي قامت به جماعة أنصار الله الحوثية تحت اسم إعصار اليمن إلى دمار في مطاري دبي وأبو ظبي وهذا ما جعل الحوثيين يتغنون بقدرتهم على ضرب أعماق الإمارات.. في نفس الوقت الذي قالوا فيه إنهم مستعدون اليوم لتلقي ضربات الإمارات والسعودية.
على أي حال ألا ينبغي وقف تلك الحرب الدائرة بأي وسيلة من الوسائل؟
نعم.. الحوثيون يرفضون ومعهم الإيرانيون الذين يدعمونهم ويساندونهم بينما السعودية والإمارات تصران على الاستمرار حتى نهاية المدى رغم الخسائر التي يمنون بها.
صدقوني.. وقف هذه الحرب لن يتحقق أبدا من خلال الأمم المتحدة أو الجامعة العربية ..أو..أو فكل طرف من تلك الأطراف له حساباته وتوازناته..
الحل يأتي من خلال رجال أشداء عقلاء أصحاب ثقل سياسي واقتصادي يذهبون إلى الحوثيين في عقر دارهم ولا يغادرونها إلا بعد عقد اتفاق رسمي بوقف القتال..
لا تقولوا لي إن تلك مهمة صعبة بالعكس فقد وصل الحوثيون الآن إلى مرحلة من أدق وأصعب مراحل حياتهم وهم ينتظرون مثل ذلك العرض بشوق ولهفة.
حاولوا.. وجربوا ولننتظر..
***
ثم.. ثم.. عودة ثانية إلى مصر المحروسة ومشروع قانون العمل الجديد الذي وافق عليه المجلس والذي يقضي بمنح المرأة المصرية العديد من الميزات التي تهيئ لها حياة آمنة مستقرة وسعيدة.
هذه الميزات تعجب البعض ولا تعجب الآخرين لدرجة أن هناك من أعلنوها صراحة بأنها تشجع زيادة النسل في وقت تقوم فيه الدولةبأقصى جهدها لوقف الزيادة السكانية..!
من هذه الميزات على سبيل المثال منح المرأة العاملة إجازة وضع مدتها أربعة شهور وهي مدة يرى المعارضون أنها طويلة أكثر من اللازم..
ليس هذا فحسب بل وافق المجلس على مشروع القانون الذي منح المرأة أيضا تسهيلات عند طلبها نهاية خدمتها بسبب الزواج أو الحمل أو الإنجاب.
المهم.. هناك من يرون أنها إجراءات حضارية ترفع من قدر المرأة وليس العكس.. بينما الجالسون على الجانب المقابل يقولون دعونا نتحاسب بعد أربع سنوات.. لنعرف من هم الذين يلتفون حول معنى ومفهوم هذا الحق.
***
ثم.. ماذا فعلتم خلال تلك الموجة القارسة من البرد التي هاجمتنا بعنف خلال الفترة الماضية..؟
أبسط رد على هذا السؤال أقدمه لك بصفة شخصية فذات يوم من تلك الأيام دعاني صديقي رجل الأعمال “محمد عوف” وصاحب محلاتالياميش الشهيرة إلى فنجان قرفة وفنجان سحلب .. مؤكدا أنهما كفيلان ببث كافة أسلحة التدفئة داخل جسدي..!
تصوروا هذا حدث فعلا إذ عودت نفسي على تناول القرفة والسحلب يوميا فلم أتعرض حتى الآن إلى نزلة برد أو إلى إنفلونزا من أي نوع –اللهم إلا ذلك الفيروس كورونا – الذي هاجمني قبيل بدء فصل الشتاء وقد انتصرت عليه والحمد لله ولم يجرؤ من ساعتها على الاقتراب مني ثانية.
***
أخيرا خمسة رياضة:
الآن.. وبعد أن لعب منتخبنا القومي مبارياته المقررة فثمة حوار يدور سواء داخل الوسط الرياضي أو خارجه حول المدرب الأجنبى والمدرب الوطني وأيهما أحق بالعيش بيننا..
الغالبية العظمى تقول كفاكم أجانب وركزوا على المصريين الذين يتمتعون بصفات ومقومات أغلى وأحسن وأفضل من نظرائهم الأجانب.
هيا.. نفعلها ونتوكل..
وكل بطولة أمم إفريقية على خير..
***
و..و..وشكرا