كتب مصطفى الدمرداش – إبراهيم أحمد
كشفت إبسون عن شراكة مع علامة الأزياء الإيطالية الفاخرة، برونيلو كوتشينيلي، حيث ستعتمد الأخيرة على جهاز PaperLab، أول نظام مبتكر ومستدام لإعادة تدوير النفايات الورقية وتحويلها إلى أوراق جديدة. ويمكّن جهاز PaperLab الشركات من التطبيق الكامل لنهج الاقتصاد الدائري حيال الاستهلاك الورقي في إطار سعيها نحو تحقيق الاستدامة المنشودة.
وتأتي الشراكة تجسيدا لالتزام شركة «إبسون» الراسخ نحو التكنولوجيا المستدامة والأهداف المشتركة التي تجمعها مع دار «برونيلو كوتشينيلي»، المعروفة بنهجها القائم على الاحترام العميق للبيئة والبشرية والحياة على الأرض. وجاء هذا التضافر بين الحداثة والحرفية والابتكار والشغف ليكون القاسم المشترك لهذا التعاون بين الشركتين.
ومع جهاز PaperLab من «إبسون»، وهو أول نظام في العالم لإعادة تدوير الورق في المكاتب بشكل آمن وخال من الماء، أصبح بإمكان الشركات إعادة تدوير نفاياتها الورقية وتحويلها إلى أوراق جديدة عبر عملية معالجة موحدة، ليكون بذلك حلاً دائريًا حقيقيًا لتقليص النفايات الورقية وهدر الطاقة والنفقات. وبفضل هذا النظام، أصبحت دار برونيلو كوتشينيلي قادرة على إعادة تدوير نفاياتها الورقية وتحويلها إلى ورق جديد عالي الجودة من خلال عملية معالجة موحدة.
و قال ياسونوري أوجاوا، رئيس شركة «إبسون» على مستوى العالم: “نحن فخورون بتوحيد جهودنا مع دار برونيلو كوتشينيلي، رائدة المعايير العليا في الصناعة والمعروفة بالتزامها المطلق نحو تحقيق الإنجازات ضمن إطار يكفل حياة أفضل وأكثر عدالة”.
وأضاف: “تتبنى شركة إبسون الاستدامة التي تثري المجتمعات وذلك من خلال ابتكار التكنولوجيا التي تمكن الشركات من الانتقال إلى الاستدامة الحقيقية. ويشرّفنا قيام دار برونيلو كوتشينيلي باختيار إبسون في انطلاقها على هذا المسار المؤدي إلى الاستدامة الحقيقية، ونحن واثقون بأنها ستكون مثالا رياديا تحتذي به الشركات والمؤسسات الأخرى في تحولها نحو الاقتصاد الدائري وسعيها إلى تحقيق الأهداف، مثل أهداف التنمية العالمية المستدامة المعتمدة من الأمم المتحدة”.
وقال ريكاردو ستيفانيلي، المدير التنفيذي لشركة الأزياء برونيلو كوتشينيلي: “تستند دار برونيلو كوتشينيلي إلى مفهوم الرأسمالية الإنسانية، والتي من أبرز سماتها العيش والإبداع بوئام وانسجام مع عالم الطبيعة. وأنا على ثقة بأن الشراكة مع إبسون ستساعدنا على تعزيز قيمنا وهدفنا الأساسي القائم على الاحترام الدائم لكرامة الإنسان والطبيعة. وسيدعم هذا التعاون جهودنا للاحتفاء بالجوانب الرائعة من جمال الطبيعة التي نعتز بها، إضافة إلى أننا وبمساعدة أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا أصبحنا قادرين كذلك على إحداث التغيير من الصميم وتحقيق الاستدامة الحقيقية”.
ويعتبر هذا التعاون محطة هامة لشركة «إبسون» الملتزمة بخفض انبعاثات سلاسل التوريد بأكثر من 2 مليون طن بحلول عام 2030 كجزء من رؤية “إبسون 25 المتجددة”، وهي رؤية مؤسسية تنتهجها الشركة لتحقيق أهدافها حيال الاستدامة والبيئة. حيث تمهد هذه الاستراتيجية الدرب للمؤسسات الأخرى لإدخال التغيير على نماذج عملها، بداية من خلق منظومات دائرية لبيئة عمل مكاتبها.
حيث تتسبب المكاتب بازدياد حجم النفايات الورقية التي تشكل أكثر من 50 بالمئة من إجمالي نفايات الشركات، الأمر الذي يترافق مع زيادة في نسبة الانبعاثات الكربونية. وتشير التقديرات إلى أن الورق يمثل أكثر من ربع إجمالي النفايات الملقاة في المكبات ويستأثر بحصة قدرها 42 بالمئة من إجمالي الأخشاب المقطوعة عالميا.
ويعتبر جهاز PaperLab محفزا لتشييد منظومات دائرية مستدامة لبيئات المكاتب، حيث يحافظ على الموارد المائية والأشجار ويقلل من الانبعاثات الكربونية في الوقت ذاته. ويستطيع جهاز PaperLab -بالاستفادة من تكنولوجيا الألياف الجافة المبتكرة من «إبسون»- إنتاج ما يصل إلى 720 ورقة من قياس A4 أو 360 ورقة من قياس A3 في الساعة الواحدة. كما إنه يوفر للشركات حلا لمشكلة إزالة أو إتلاف البيانات الحساسة التي تبقى متروكة غالبا في النفايات الورقية. وفي حال إجراء هذه العملية خارج مواقع الشركات فإنها تؤدي إلى مخاطر عديدة وتكاليف وانبعاثات كربونية كبيرة يمكن تجنبها بمجرد تنفيذ مبادئ الاستدامة الدائرية بشكل حقيقي.
ويأذن جهاز PaperLab بإطلاق تحولات جذرية غير مسبوقة تطال المشهد الراهن. فعلى صعيد استهلاك المواد الورقية واستخدام الماء والكربون، تمثل هذه التكنولوجيا خطوة حاسمة تتبعها أي مؤسسة أو شركة في رحلتها نحو تحقيق صافي انبعاثات كربونية صفرية أو سالبة.