كتب إبراهيم أحمد
الرابع من فبراير كل عام هو اليوم العالمي للتوعية بمرض السرطان، ويأتي هذا اليوم كفرصة لتسليط الضوء على أهمية رفع الوعي المجتمعي والتشخيص المبكر واتاحة العلاجات المتطورة في الوقت المناسب ولفترة مناسبة لمرضي السرطان.
وتشمل تلك السرطانات أورام البروستاتا والتي تحتاج الي رفع التوعية بصحة الرجال من الأمراض الذكورية كتلك الأورام.
وتعد هذه الحملات ذات أهمية كبيرة نظراًلتزايد أعداد المصابين بهذا النوع من السرطانات. وطبقاً للإحصائيات العالمية، فإن سرطان البروستاتا هو من أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين الذكور في مصر وحول العالم، كما يعتبر مرض مزمن وعدم تشخيصه مبكراً يؤدي للعديد من التحديات للمريض وأسرته والمجتمع ككل.
وبالرغم من ذلك، وبالمقارنة مع السرطانات الأخرى مثل سرطان الثدي وسرطان القولون وسرطان عنق الرحم، فهذا المرض لا يحظي بالإهتمام الكافي. ولذلك تستمر شركة جانسن مصر، الذراع الدوائي لشركة جونسون أند جونسون العالمية وإحدى الشركات الرائدة في مجال علاج الأورام، القيام بفعاليات للتوعية بمخاطر المرض وأهمية الكشف المبكر لرفع الوعي بين المرضي وأسرهم،كما تقوم بالعديد من أنشطة التثقيف الطبي للأطباء المختصون.
وقد أشار الأستاذ الدكتور سمير شحاتة، أستاذ ورئيس قسم الأورام بجامعة أسيوط، أن هذا النوع من السرطان يصيب غدة البروستات الدى الرجال، وهي غدة صغيرة على شكل حبة الجوز تنتج السائل المنوي الذي يغذي الحيوانات المنوية ويساعد على حركتها.
ويؤدي حدوث سرطان البروستاتا الى تغييرات على الحمض النووي في الخلايا الموجودة في البروستاتا، ما يتسبب في نمو وإنقسام الخلايا بمعدل أسرع من الخلايا الطبيعية مع تواصل الخلايا الشاذة النمو لتشكِّل ورماً ينمو ويهاجم الأنسجة القريبة منه ثم ينتقل إلى أجزاء أخرى من الجسم مثل العظام والغدد الليمفاوية كماأضاف سيادته أن أورام البروستاتا تعد من أكثر أنواع الأورام شيوعاً بين الرجال طبقاً للإحصائيات الحديثة.
ففي عام 2020، وصلت نسب الإصابة الي 1.41مليون شخص حول العالم وفق منظمة الصحة العالمية. ويحتل سرطان البروستاتا المرتبة الرابعة كأكثرالسرطانات شيوعاً بين الرجال في مصر – طبقا لموقع جلو بوكان – بمعدل اصابات جديدة تزيد عن 4500 مريض في سنة 2020 ومعدل وفاة وصل إلى أكثر من 2000 حالة ويعد ثاني أكثر السرطانات شيوعاً حول العالم فيالرجال ولهذا يعتبر وضع هذا المرض داخل دائرة الضوء هو أمر في غاية الأهمية.
وأشار دكتور طارق هاشم، أستاذ علاج الأورام بكلية الطب بجامعة المنوفية، أن سرطان البروستاتا هو غالباً ما يكون بطيءالنمو، ولكن هناك بعض الحالات التي تتميز بكونها أكثرشراسة وخطورة.
والعوامل التي تزيد خطرالإصابة بالسرطان هي السن والتاريخ المرضي والعرق، حيث يعتبر سرطان البروستاتا أكثر شيوعاً لدى الرجال الذين تجاوزوا الخمسين عاماً ويتضاعف خطر الإصابة بسرطان البروستاتا عند الرجال الذين لديهم تاريخ عائلي من الاصابة.
ويتم الكشف المبكر علي سرطان البروستاتا عن طريق اختبار”مستضد البروستاتا النوعي” في الدم وفحص المستقيم، حيث تساعد تلك الفحوصات على الاكتشاف المبكر لسرطان البروستاتا.
وأضاف أن سرطان البروستاتا عادةً لا يسبب أي أعراض في مراحله الأولى وفي بعضالأحيان تشبه أعراض سرطان البروستاتا أعراض الأمراض الحميدة كتضخم البروستاتا الحميد وهذه الأعراض تشمل كثرة التبول، خاصةً أثناء الليل، وصعوبة في بداية التبول وصعوبة في الحفاظ على تدفق مستمر من البول، وبول دموي (دم في البول) أوتبول مؤلم ومن هنا تأتي أهمية الكشف المبكر والدوري.
كما أشادت دكتورة ابتسام سعد الدين،أستاذ علاج الأورام بكلية طب القصر العيني جامعة القاهرة، بالجهود الضخمة للدولة المصرية في علاج سرطان البروستاتا وإتاحة العلاجات الحديثة للمرضى، حيث يعد سرطان البروستاتا مصدر قلق ليس للمريض فحسب ولكن أيضاً للأسرة بأكملها.
وأشارت دكتورة ابتسام أنه لا يوجد أسباب محددة للإصابة بسرطان البروستاتا ولكن قد تساهم بعض العوامل في زيادة خطر الإصابة بسرطان البروستاتا كالتقدم في العمر الذى يحمل إزدياداً في فرص الإصابة، والتاريخ العائلي والطبي، والسمنة المفرطة وزيادة الوزن ويعتبر هؤلاء أكثر عرضة للإصابة بحالات متقدمة من المرض وبالتالي يصعب علاجها. ولذلك فهناك سبل للتقليلمن خطر الإصابة بسرطان البروستاتا، كاختيار نظام غذائي صحي متوازن غني بالخضروات والفواكه وتجنب الأطعمة الغنية بالدهون وممارسة الرياضة بانتظام والمحافظة على وزن صحي وتقليل استهلاك منتجات الألبان.
وأخيراًأكدت على أهمية استشارة الطبيب في حالة الشعور بأي أعراض مثل تغيير في نمط نشاط الجهاز البولي.وفي نفس ذات السياق، علق دكتور محمد عبد الله، أستاذ علاج الأورام بكلية طب القصر العيني جامعة القاهرة، أن الآونة الأخيرة شهدت تطور كبير في العلاجات المتاحة للمرضى في المراحل المختلفة لسرطان البروستاتا، حيث كان الاعتماد منصب على العلاج الكيماوي والهرموني.
أماالآن، فقد أصبح هناك جيل جديد من العلاجات الهرمونية ذات الفعالية الكبيرة والتيقد تؤخر من انتشار المرض لمدة تزيد عن ثلاث سنوات في المتوسط وبأعراض جانبية مقبولة، مما يؤثر إيجابياً على جودة الحياة اليومية والحالة النفسية للمرضى.
وأشار أن هذه العلاجات تمتاز بسهولة الإستخدام حيث تؤخذ عن طريق الفم. كما أكد على أن تناول العلاجات في الوقت المناسب و لفترة مناسبة، يزيد من فرص السيطرة علي المرض وتأجيل تدهور حالة المريض.
وقد نوه الي أن استراتيجيات العلاج تتغير من مريض إلى أخر حيث يستخدم الأطباء العلاجات المختلفة طبقاً لنوع السرطان ومكانه ومرحلة الإصابة ودرجة الخطورة وإعتماداً على الفحوصات المختلفة.
وأوضحت الدكتورة هبة حسين، المدير الاقليمي للشؤون الطبية لشركة جانسن بمصر وشمال شرق أفريقيا والأردن: – احدى شركات جونسون آند جونسون العالمية – احدي الشركات الرائدة في مجال علاجات أورام البروستاتا – قائلة: “أن جانسن كواحدة من أكبر الشركات التي تعمل في مجال أبحاث وعلاجات الأورام في جميع أنحاء العالم تولي أهتماماً خاصاً للبحث العلمي في سرطان البروستاتا، حيث أن مهمتنا تبدأ بجعل تشخيص السرطان أقل وطأة وتنتهي بجعل السرطان شيئاً من الماضي.
ولذلك فان شركة جانسن مصر تحرص علي القيام بالعديد من الفعاليات لتعريف الأطباء بأحدت التطورات في مجال الأورام،ورعاية حملات توعوية مع شركاء مختصين كالجمعيات العلمية وجمعيات مناصرة المرضى.
كما أضاف “أن أمراض السرطان وخاصة التي تصيب الرجال ظلت لعقود طويلة خارج أولويات الأبحاث بسبب صعوبتها وتقدم عمر المصابين به.
“هذا وقد أشادت د. هبة حسين باهتمام الدولة المصرية بصحة المريض المصري ووضع ملف الصحة علي أعلي قائمة أولوياتها وذلك كون الرعاية الصحية ركيزة أساسية لنمو الدول، حيث أن علاج المرضى استثمار يعود بالنفع علي اقتصاد الدول. كما تمنت أن تشمل الحملات القومية للتشخيص المبكر والعلاج التي ترعاها الدولة كافة أنواع السرطانات كسرطان البروستاتا. كما أشادت بالجهود الحثيثة التي تُبذل في تحديث بروتكولات علاج الأورام معرباً عن ثقتها في انعكاس هذه الجهود بالإيجاب على المريض المصري والمجتمع.