الاخبارية مسقط خاص
اعتمدت سَّلطنة عُمان منذُ عقود على ربط العلاقات الدبلوماسية الطيِّبة، التي تتميَّز بها مع الدول الصَّديقة أو الشَّقيقة، مدخلًا مُهمًّا لإحداث تعاون اقتصادي بنَّاء، وحرصت على مزاوجة هذا التعاون الاقتصادي في شتَّى المجالات بَيْنَ تكامُل المصالح، وبَيْنَ علاقات التَّعايش السِّلمي، التي تتَّسم بالاحترام المتبادل للآخر.
يستند غالبيَّة الاستثمار الأجنبي المباشر إلى السَّلطنة بالدَّرجة الأولى إلى رصيد كبير من العلاقات الدبلوماسية الطيِّبة التي تتمتَّع بها السَّلطنة مع دول عديدة في العالم، سواء على المستوى الثُّنائي أو متعدِّد الأطراف، فالسَّلطنة إحدى الدول التي استفادت من الدبلوماسية في ترسيخ علاقات اقتصادية بنَّاءة، تُوازن بَيْنَ المصالح والواجبات، وهو سَمْتٌ ملموس بوضوح منذُ بداية عهد النهضة العُمانية الحديثة، وحتى يومنا هذا. لذلك أضحت الزيارات المُتبادلة بَيْنَ سلطان عُمان هيثم بن طارق، وبَيْنَ قادة الدول الشَّقيقة والصَّديقة، مدخلًا يُرسِّخ العلاقات الدبلوماسية، ويُقوِّي العلاقات الاقتصادية.
وفي هذا السِّياق، تأتي الأهميَّة الكُبرى للزيارة الرسمية التي يقوم حاليًّا بها الملك فيليب ليوبولد لويس ماري ملك البلجيكيين وقرينته الملكة ماتيلد ماري كريستين غيسلاين ملكة البلجيكيين للسَّلطنة، والتي جاء البيان الرسمي ليؤكِّد أنَّها تأتي لبحْث عددٍ من المجالات والجوانب ذات الاهتمام المشترك؛ خدمةً لمصالح البلدَيْنِ الصَّديقَيْنِ، وبما يحقِّق تطلُّعاتهما لمستقبَلٍ أكثر نماءً وازدهارًا، فالسَّلطنة تحرص عبْر هذه الزيارة على ترسيخ العلاقات الطيِّبة مع مملكة بلجيكا، وتسعى لتثبيت أوْجُه التعاون الثُّنائي بَيْنَ البلدَيْنِ الصَّديقَيْنِ وسُبل تعزيزها، واكتشاف المزيد من مجالات التعاون، فضلًا عن استكمال الاتفاقيَّات الدَّاعمة لعلاقات الصَّداقة والشَّراكة.
كما أنَّ السَّلطنة ومملكة بلجيكا حريصتان على الدَّفع بعجَلة التعاون الثُّنائي قُدمًا بما يُسهم في نُمو المنافع المتبادلة، وتعزيز المصالح بَيْنَ البلدَيْنِ، وإقامة علاقات اقتصادية تستند إلى ما تملكه الدولتان من ثقل إقليمي وعالمي، خصوصًا في ظل الأوضاع العالميَّة الحاليَّة.
وتمتلك سَّلطنة عُمان ومملكة بلجيكا رصيدًا كبيرًا من العلاقات المُتنامية بَيْنَهما، بدءًا من الاتفاقيَّة المُوقَّعة بَيْنَ اتِّحاد موانئ أنتويرب البلجيكية وشركة ميناء الدقم لإدارة وتشغيل ميناء الدقم، وهو أحد أهمِّ المداخل التي حملت أهميَّة قُصوى في تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية مع مملكة بلجيكا، حيث أصبحت (بلجيكا) مركزًا رئيسيًّا لصادرات دول مجلس التعاون الخليجي من المواد الكيميائيَّة إلى أوروبا.
لذا تسعى القيادتان في البلدَيْنِ الصَّديقَيْنِ إلى إحداث نقلة كبرى للعلاقات التجارية والاقتصادية من خلال هذه الزيارة الواعدة، وبلورة تعاون بنَّاء، خصوصًا في مجال الهيدروجين الأخضر. فهناك خطوات يمكن البناء عليها في تعزيز وتطوير التعاون في مجال الطاقة الخضراء، وبالأخص في مجال الهيدروجين الأخضر، منطلقة من رغبة السَّلطنة في تحقيق أهداف رؤية “عُمان 2040″، وهو ما يتناغم مع ما تملكه مملكة بلجيكا من خبرات واسعة في هذا المجال، وباقي المجالات الاقتصادية والتجارية المختلفة، حيث تُمثِّل الزيارة فُرصة لمناقشة الكثير من الموضوعات التي تُعنى بمجالات التعاون الاقتصادي والسياسي، واستثمار هذه الزيارة في بحث جوانب الاستفادة من المقوِّمات والخبرات لدى البلدَيْنِ، وصولًا إلى إعطاء الزخم اللازم للتعاون الاقتصادي والتجاري في العديد من النشاطات الصناعية والتجارية والسياحية المختلفة.