الميناء رافد مهم للاقتصاد العُماني .. ومحرك رئيسي لمشروعات “رؤية ٢٠٤٠”
كتب عادل احمد
بناءً على التكليف السامي للسلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان، رعى أسعد بن طارق آل سعيد نائب رئيس الوزراء العُماني لشئون العلاقات والتعاون الدولي والممثل الخاص لسلطان عُمان، حفل الافتتاح الرسمي لميناء الدقم اليوم “الجمعة”، بحضور الملك فيليب ليوبولد لويس ماري ملك البلجيكيين وقرينته الملكة ماتيلد ماري كريستين غيسلاين ملكة البلجيكيين.
وأكد المهندس أحمد بن حسن الذيب نائب رئيس الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة العُمانية، أن مشروع ميناء الدقم يمثل رافداً مهماً في الاقتصاد العُماني ومحركاً رئيسياً للمشروعات قيد الإنشاء والمشروعات قيد التأسيس ضمن رؤية عُمان 2040 والنهضة المتجددة التي يقودها السلطان هيثم بن طارق.
وقال “الذيب” خلال كلمته، إن الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة تسعى من خلال إدارتها المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم إلى تحقيق أهداف رؤية عُمان 2040 من حيث تنويع مصادر الدخل وتحقيق التنمية المتوازنة، وجذب وتوطين الاستثمارات الأجنبية والمحلية وإيجاد فرص عمل وتحقيق الأهداف المتوقعة من المنطقة من خلال البنى الأساسية لمتطلبات توظيف هذه الاستثمارات مثل مطار الدقم وشبكة الطرق الحديثة والاتصالات وميناء الصيد البحري متعدد الأغراض، وهذا الصرح الذي يُفتتح اليوم، بالإضافة إلى تقديم التسهيلات والحوافز التي تسهم في تسهيل أعمال المستثمرين بكل سلاسة ويسر.
وأضاف أن هذا الميناء الاستراتيجي والحيوي سيمثل رافداً مهماً للقطاع الاقتصادي ونقلة نوعية في تحسن القدرة التنافسية لسلطنة عُمان وإضافة مهمة للتكامل مع الموانئ العُمانية المتعددة للموقع الجغرافي المتميز للميناء الذي من المخطط أن يكون مركزاً لوجستياً يخدم خطوط الملاحة الدولية بين آسيا وأوروبا، مشيراً إلى أنه تم تجهيز الميناء بمواصفات عالية إذ يتألف من 3 أرصفة رئيسة هي: الرصيف التجاري، والرصيف الحكومي، ورصيف المواد السائلة، ويبلغ إجمالي أطوال كاسري الأمواج حوالي 8.7 كيلومتر، فيما يصل عمق حوض الميناء إلى 18 متراً وقناة الدخول إلى 19 متراً مما يؤهله لاستقبال ومناولة أكبر سفن الحاويات في العالم والسفن النفطية العملاقة.
وبيّن “الذيب” أن من أهم مكونات تشغيل هذا الميناء رافعات الحاويات والرافعات الجسرية حيث وصل الإنجاز إلى ما نسبته 60% من مشروع توريد وتركيب رافعات الحاويات والرافعات الجسرية المعدة للرصيف التجاري بميناء الدقم والمهيأة للتعامل مع أكبر سفن الحاويات في العالم، مشيراً إلى أنه سيتم البدء في تركيب هذه الرافعات في الميناء مارس المقبل ومن المتوقع اكتمال الأعمال في الربع الأول من 2023م.
كما قال نائب رئيس الهيئة العامة للمناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة العُمانية، إن المشروع يشمل توريد 4 رافعات آلية حديثة لنقل الحاويات من السفن إلى الرصيف التجاري والعكس (STS) بطاقة تصل إلى 65 طناً، كما يتضمن المشروع شراء 12 رافعة ساحات جسرية ذات الإطارات المطاطية (RTG) بطاقة تحمل تصل إلى 41 طناً.
ومن جانبها، أكدت أنيك دي ريدر رئيسة مجلس إدارة هيئة ميناء أنتويرب البلجيكي، أن أول مشروع دولي لشركة ميناء أنتويرب الدولي هو الإسهام في شركة ميناء الدقم مع شريكنا البلجيكي مجموعة ديمي، مؤكدة أنه في الوقت الذي يسعى فيه ميناء أنتويرب الدولي لمزيد من الشراكات العالمية، إلا أن ميناء الدقم كان وسيظل دائماً جزءاً مهماً من الشبكة الدولية المتنامية.
وقالت: “منذ عام ٢٠١٠، فقد تمكن ميناء أنتويرب الدولي من متابعة التطورات الرائعة لمشروع ميناء الدقم الطموح عن كثب، ومن الواضح الآن أن ميناء الدقم لديه كل الإمكانات ليصبح قصة نجاح وسيستمر ميناء أنتويرب في دعمه”، موضحة أن مشروع هايبورت هو مشروع الهيدروجين الأخضر واسع النطاق لشريكنا البلجيكي في الدقم (مجموعة الديمي) والشريك العُماني “OQ” ، وهو مشروع طموح.
ومن جهته، قال المهندس عبد الرحمن بن سالم الحاتمي الرئيس التنفيذي لمجموعة “أسياد” العُمانية، إن ميناء الدقم يعد أحد أهم مشروعات البنى الأساسية للقطاع اللوجستي، ويأتي ترجمةً لرؤية سلطنة عُمان في الدفع بعجلة التنويع الاقتصادي والنهوض بهذا القطاع وفق مرتكزات الاستراتيجية اللوجستية الوطنية، وتأكيداً على مكانة وتنافسية سلطنة عُمان كمركز لوجستي.
وأضاف “الحاتمي” في كلمته، أن افتتاح ميناء الدقم خطوة مهمة في سبيل تحقيق مجموعة أسياد لاستراتيجيتها الهادفة لبناء منظومة لوجستية متكاملة، تعزز تكاملية الموانئ العُمانية باعتبارها ركيزة أساسية ضمن سلاسل التوريد، التي تشكل عصب الحركة التجارية، وتربط سلطنة عُمان بالعالم والعالم بعُمان، موضحاً أنه بفضل الجهود المشتركة، والدعم المتواصل من الجهات الحكومية المختلفة والشراكة الاستراتيجية المثمرة بين مجموعة أسياد وتحالف ميناء أنتويرب، استطاع ميناء الدقم أن يسير بخطى مدروسة من حيث تطور البنى الأساسية والبنى المساندة، ليصبح بوابةً تجاريةً تتوسط خطوط الملاحة الدولية شرقاً وغرباً، وقلباً نابضاً للاقتصاد الوطني.
وأشار “الحاتمي” إلى أن الميناء نجح خلال السنوات الثلاث الماضية في استقطاب 2242 سفينة، وتنشيط حركة مناولة مختلف البضائع، والانتقال إلى تحقيق أرباح في المراحل الأولى لتشغيله، كما أن جاهزية ميناء الدقم ستسهم في استقطاب الاستثمارات الأجنبية وتوفير أرض خصبة لقطاع الأعمال واستحداث فرص استثمارية للمجتمع التجاري والترويج لها للوصول للعالمية، موضحاً أن مجموعة أسياد كثفت جهودها لتعظيم تنافسية ميناء الدقم عبر تطوير خدمات الحوض الجاف والنهوض بها لأعلى المستويات لدورها المهم والتكاملي مع الميناء لجذب خطوط الملاحة، كما قامت أسياد لنقل الحاويات بدور مهم في ربط ميناء الدقم بموانئ السلطنة الأخرى عبر تسيير أولى الخطوط الملاحية للميناء لتلبية الاحتياجات المحلية للمنطقة.
وبدوره، قال لوك فاندينبلك الرئيس التنفيذي لمجموعة ديمي البلجيكية، إن ميناء الدقم يعد ثمرة للتعاون البناء والمكثف مع هيئة المناطق الاقتصادية الخاصة والمناطق الحرة، مشيراً إلى أن سلطنة عُمان بشكل عام والمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم على وجه الخصوص مكان جيد جداً لممارسة الأعمال التجارية للمستثمرين الأجانب بالشراكة مع شبكة أعمال عمانية قوية.
وأضاف أن شركة ميناء الدقم ضاعفت أعمالها تقريباً وتحقق نتائج إيجابية وهي على استعداد للتعامل مع المزيد من فرص التطور والنمو المستدام، موضحاً أنه وبالشراكة مع مجموعة أسياد وتحالف ميناء اتويرب، أنشئ العديد من المشروعات مثل شركة خدمات بحرية مخصصة مع زورق سحب، بالإضافة إلى شركة استثمار أراضي الدقم اللوجستية التي تم تأسيسها لتنمية الخدمات اللوجستية في الميناء، وأشار إلى أن عملية جذب مشغل محطة حاويات قوي إلى الميناء تسير على قدم وساق باتباع نهج عالمي، مع الاستفادة من شبكة مساهمي شركة ميناء الدقم، متطلعاً إلى تطويرات الطاقة الخضراء حول الدقم والأعمال التي ستنشئها للميناء.