كتب – عادل يحيى
يعد مسجد الوادي المقدس (طوي) بمدينه سانت كاترين من أهم مساجد جنوب سيناء وأشهرها، حيث بني داخل دير سانت كاترين الذي يعد أشهر أديرة العالم وتتعانق مئذنة المسجد مع برج الكنيسة، ويوجد به ثلاثة محاريب ومنبر خشبي يرجع للعصر الفاطمي إضافة إلى مئذنة من الحجر الجرانيتي.
إن المسجد يقع في الجزء الشمالي الغربي داخل دير سانت كاترين ويواجه الكنيسة الرئيسية به وتتعانق مئذنته مع برج الكنيسة، لافتا إلى أن تخطيطه مستطيل جداره الجنوبي 9.88 متر والشمالي 10.28 متر الشرقي 7.37 متر والغربي 7.06 متر ارتفاعه من الداخل 5.66 متر ينقسم لستة أجزاء بواسطة عقود نصف دائرية من الحجر الجرانيتي المنحوت ثلاثة عقود موازية لجدار القبلة وأربعة متعامدة عليه.
أنه يوجد بالمسجد ثلاثة محاريب الرئيسي متوج بعقد ذو أربعة مراكز كالموجود في الجزء القديم من الجامع الأزهر وله منبر خشبي آية في الجمال يعد أحد ثلاثة منابر خشبية كاملة من العصر الفاطمي الأول، وهي منبر جامع الحسن بن صالح بالبهنسا ببني سويف والثاني منبر الجامع العمري بقوص.
المسجد داخل الدير يؤكد على التسامح بين الأديان في مصر، وبني في عهد الخليفة الفاطمي الآمر بأحكام الله عام 500هـجري 1106 ميلادي، والدليل على ذلك وجود كرسي شمعدان من الخشب داخل الجامع عليه نص كتابي من عهد الإنشاء فيه اسم منشيء الجامع وهو أبي المنصور “أنوشتكين الأمري” نسبة إلى الخليفة الآمر بأحكام الله الذي بنى هذا الجامع وثلاثة جوامع أخرى، أحدهم فوق جبل موسى موجود حتى الآن على ارتفاع 2242 مترا فوق مستوى سطح البحر والآخران بوادي فيران أحدهما فوق جبل الطاحونة بوادي فيران على ارتفاع 886 مترا فوق مستوى سطح البحر.
يوجد بالمسجد نص كتابي محفور على واجهة منبره بالخط الكوفي وهذا يؤكد أن بناء الجامع كان في عهد الآمر بأحكام الله الموجود اسمه بهذا النص وتاريخ الإنشاء واسم منشيء هذا المنبر المخصص للجامع وهو الأفضل بن بدر الجمالي عام 500 هـجري
أن بناء الجامع داخل الدير كان ثمرة العلاقات الطيبة بين المسلمين والمسيحيين التي بلغت ذروتها في العصر الفاطمي ليصلي فيه قبائل سيناء ومنهم قبيلة الجبالية نسبة لجبل موسى والمختصين بأمور الدير، وكذلك القبائل خارج الدير كما أن حب الفاطميين لإنشاء المساجد في الأماكن المباركة دفعهم لإنشاء هذا المسجد بالوادي المقدس طوى.
المنزلة الكبيرة التي يحتلها هذا الجامع لدى الحجاج المسلمين في طريقهم لمكة المكرمة عبر سيناء، حيث تركوا كتابات تذكارية عديدة ما زالت على محرابه إلى الآن.