قال..
تذكر جيدا يا صديقي..
بيوم ما..
وذات حدث غير مهم..
في جزء فقط من هذا العالم المتسع..
وفي زاوية ضيقة من هذه الأرض الممتدة بلا انتهاء..
ستقبع أنت وحزنك..
تبكيان الذكريات..
تنعيان قلبا آثر أن يتلو آيات الهوى على مسامع الأموات..
حتى لحق بركبهم بلا جريرة إلا ميراث حماقة تسربلها حين انتواهم قبلة إليها تسير قوافل الأشواق..
ستبكي..
حين يسدل ستار المسرحية..
فيصفق الحاضرون بحرارة، وقد خر البطل صريعا..
وانفضت الجموع..
وقد وصلت الرواية إلى فصل الختام الذي لم تقرأه يوما..
رغم أنك من كتب فصولها..
ولم تسعك الظروف أن توصي بالخاتمة كما كنت تتمنى..
لتظل الأرجاء الفسيحة ملكا للحالمين بشمس العطايا..
الطامعين بنورٍ لم يكن على قيدك..
فاحذر من أن تضع قلبك على مشارف الزلل..
ولا يغرنك بريق الليل فليس كل ما يلمع ذهبا..
وعِ جيدا..
أن السقوط جد مؤلم..
، وأن الرئة الظامئة لن تصمد في مضمار السباق..
وأن الأيدي التي وعدت ألا تفلتك أبدا..
ستختلق ألف ذريعة للتخلي..
وربما تقنع برودة كفيك بأن قلوب أصحابها لم تعتد أن تسكن أقبية المجهول..
فاختر لنفسك من الآن أي درب تسلك..
فربما تقودك الخطى إلى وادٍ ذي حفرة..
فتهلك أو تهلك..
فهل يجديك حينها ندم؟!..
أو كانت الاعتذارات تفيد الموتى..
يااااا حضرة الأحمق؟!..
ها هم الآن يضحكون على أطلال أمس..
شيدته بقطرات دمك..
وحينما أتى الغد..
كنت أنت..
حرفا غير ذي معنى في دفاتر النسيان..
انتهى..
بقلمي العابث..