قبل عام ١٩٨٥ كان هناك قوتان تحكم النظام العالمي
حلف وارسو بزعامة الاتحاد السوفيتي وحلف الناتو بزعامة أمريكا
وما بين هذا وذاك كانت هناك كتلة عدم الانحياز تقف خارج الصراع بين القوتين بعيدا عن الاستقطاب السياسي والعسكري والاقتصادي والاجتماعي
وكانت جميع دول العالم تنقسم اما نحو الشيوعية والاشتراكية وقبلتها الاتحاد السوفيتي والرأسمالية بزعامة أمريكا
وفي حالات الصراع والحروب بين الدول الصغري كان الولاء ينقسم بين الشيوعية والرأسمالية
وتقوم حروب غير مباشرة بالوكالة بين المعسكرين الغربي والشرقي متمثلة في دعم عسكري واقتصادي بالسلاح والمال
ومن أكبر هذة الأمثلة الواضحة في التاريح الحديث حرب أكتوبر المجيدة بين مصر بدعم من الاتحاد السوفيتي والكيان الصهيوني بدعم أمريكا
وبعد أن تولي الرئيس
ميخائيل جورباتشوف مقاليد الحكم في الإتحاد السوفيتي وقيامه بالإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي عن طريق استخدامه الجلاسنوست ( المكاشفة ) والبروسترويكا ( إعادة البناء )
تم تفكيك الإتحاد السوفيتي بزعامة روسيا إلي ١٥ دولة وانهيار النظام الشيوعي في الكثير من دول العالم
ليحل حلف الناتو والنظام الرأسمالي في معظم الدول
ودخل العالم إلي حقبة جديدة مع بداية التسعينات من القرن الماضي وهي سيطرة أمريكا زعيمة حلف الناتو علي العالم أجمع
وخير مثال علي هذا حرب الخليج والتي كانت ساحتها العراق
لتعلن عن ميلاد عالم القطب الواحد وسيطرة أمريكا علي مفاتيح النظام العالمي لتصبح شرطي العالم في ظل انهيار الاتحاد السوفيتي
ومع استمرار بلطجة أمريكا وحلفاؤها الأوروبيون لفرض إرادتها والهيمنة علي مقدرات الشعوب في شتي المجالات
صعدت قوي جديدة واعلنت عن نفسها اقتصاديا وسياسيا وعسكريا متمثلة في الصين وروسيا وأخذت تدريجيا تمتلك تأثير كبير علي معظم الدول في الشرق والغرب
ومع تزايد الغطرسة الأمريكية الأوروبية لحلف الناتو ضد جميع دول العالم مهد هذا السلوك لظهور قوي رفض جديدة وحلف قوي بين الصين وروسيا في مواجهة الاستفزازات المتتالية من أمريكا وحلف الناتو
وبدون مقدمات وردا علي ما قامت به أمريكا أجهزت روسيا بقيادة الرئيس المحنك بوتين علي أوكرانيا لتعلن عن ميلاد نظام عالمي جديد وحلف قوي بين روسيا والصين لتعيد التوازن للعالم وتخلق واقع مغاير وتفرض خريطة جديدة لميزان القوي العالمية وتعلن عن حقبة سياسية مختلفة
يتم فيها إعادة التوازن للعالم وإنهاء حقبة سيطرة القطب الواحد علي مقدرات الشعوب
وسوف تتشكل ملامح هذه الحقبة أثناء وبعد الحرب الحالية في أوكرانيا من خلال المفاوضات والحفاظ علي المصالح المشتركة بين أقطاب العالم الحالية
و بعيدا عن التبعية وسيطرة القطب الواحد
اهلا بالنظام العالمي الجديد مرحبا بالصين
وشكرا روسيا
رئيس مجلس أمناء
مؤسسة كوادر للتدريب والتنمية البشرية
والمرشح السابق لمجلس النواب عام ( ٢٠٢٠ )