تحدثنا في الاسبوع الماضي عن ضرورة تحقيق الإكتفاء الذاتي من القمح . واستعرضنا رؤية وتجارب لإثنين من علماء مصر الراحلين الدكتور أحمد مستجير والدكتور عبد السلام جمعة – يرحمهما الله – والتي حققت نتائج إيجابية ولو تم تطبيقها لأصبحنا مصدرين للقمح وليس مستوردين. وأشارنا إلى أن الهند تحولت من دولة مستوردة للقمح إلى دولة مصدرة بعد تطيبقها أبحاث الدكتور مستجير .
واليوم نستعرض مشروعا للاكتفاء الذاتي من القمح يطرحه العالم المصري خبير المياه والسدود العالمي دكتور مهندس أحمد عبد الخالق الشناوى ، وهو لا يزال يعيش بيننا ومستعد للتطوع للاشراف على تنفيذ المشروع .
يقترح المشروع على استزراع حوالي 17 مليون فدان على مياه الأمطار في الصحراء الغربية وسيناء. ويقول الشناوي أن إجمالى مساحة الصحراء الغربية 650 ألف كم مربع، أي حوالى 160 مليون فدان. وأنه بحساب كمية المطر الساقطة عليها، ثبت أن مساحة 11 مليون فدان يمكن أن تزرع على المطر، تقع مابين بلدتي الحمام والسلوم ،على أن تزرع قمحا وشعيرا وعليقة خضراء صحراوية ومشروم. وتقع هذه المساحة على مسافة 95 كيلو متر، بعد ترك خمسة كيلو مترات، جنوب الساحل للإستثمار السياحى.
أما في سيناء فيمكن زراعة مساحة 5.9 مليون فدان على مياه الامطار في شمالها ووسطها، تغطي من الساحل شمالا حتى نخل بعد ترك نصف كيلو من الساحل للاستثمار السياحي . ويرى أن الامطار تكفي لزراعة 1.1 مليون من القمح و4.8 مليون فدان شعير .
ويشمل المشروع أيضا تربية الماشية على العليقة الخضراء وتأكل العلف الناتج عن عيدان القمح والشعير، بهدف توفير اللحوم والألبان ومنتجاتها . ويبدأ باثنين من الاناث في كل فدان لتصل إلى 20 خلال 5 سنوات . ويشمل أيضا عمليات التصنيع المتعلقة بالانتاج الزرعي . كما يساهم المشروع في القضاء على البطالة لانه سيوفر حوالي 850 ألف فرصة عمل .
ونرفع للمسئولين مشروع الدكتور الشناوي لانه سهل التطبيق ولا يحتاج إلى مياه النيل .وهو مشروع محل اعتبار لأن مقدمه دارس فهو حاصل على دكتوراه فى الهندسة المدنية في الري والموارد المائية وتصميمات السدود ، وممارس لأنه عمل خبير دولى بمشروعات الأمم المتحدة للمياه والسدود في عشرات الدول. بالاضافة لعمله كمدير تنفيذي لمشروع السوق الأوروبية المشتركة، للبحث عن الموارد المائية وتصميمات السدود. ويتميز ايضا بأن لدية خبرة متوارثة في المياه والمواردالمائية فهو نجل المهندس عبد الخالق الشناوي وزير الري المصري الاسبق خلال الفترة (1 أكتوبر 1965 جنى 20 مارس 1968).
هل يلقى المشروع الإهتمام الكافي والعاجل من أولي الأمر ، وقد أكد لي الدكتور الشناوي أنه على إستعداد لمناقشة تفاصيل التنفيذ والتمويل مع أي جهة مختصة .
Aboalaa_n@yahoo.com