إذا كانت فضيلة إماطة الأذى عن الطريق من الصدقات التي تأخذ بيد صاحبها الى الجنة وأنها شعبة من شعب الإيمان فإن صناعة الأذي في الطريق تحقق عكس ذلك أي أنها من الآثام التي تنقص من ثواب المؤمن في يوم يكون فيه أحوج الناس إلى عمل صالح يثقل ميزانه وقد يأخذ هذا الأذي بيده إلى النار على قدر ما تسبب في أذى الآخرين.
وإذا عدنا إلى كلام سيد الخلق نجده يقول : من سل سخيمته في طريق المسلمين حلت عليه لعنته” يعني من ألقى القاذورات أو تغوط في الطريق وهو يجد الأماكن المناسبة لفعل ذلك
وعلى الجانب الآخر يقول صلى الله عليه وسلم : بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك على الطريق فاخره فشكر الله له فغفر له” وبالتالي من يقوم بتمهيد طريق وعرة ليسلكها الناس له من الأجر والثواب على قدر ما فعل والله يضاعف لمن يشاء وكذلك من يفسد طريق بالحفر أو بالقاء مخلفات بناء وغيرها فإنه يصنع الأذى وبالتالي له من الإثم ما يناسب فعله.
وقد لا ينتبه كثيرون إلى أمور تدخل في إطار صناعة الأذي العام والخاص فعندما يصر سائق سيارة على عدم السماح لسيارة إسعاف بالمرور وهي تنبهه لذلك فقد يتسبب في موت مصاب في حادث أو مريض يحتاج إلى إسعاف سريع أو يتسبب في عدم إنقاذ بيت يحترق أو أسرة تحاصرها النيران .وإذا حاولنا أن نعدد بعض السلوكيات التي تمثل صناعة الأذي فقد لا يعلم البعض أن منها: البصق في الشارع واستخدام مكبرات الصوت في النداء على البضاعة واستخدام آلة التنبيه في السيارة دون سبب فهو إفزاع وإرباك للسائقين الآخرين والمارة الذين يتصورون أن الفاعل ينبههم إلى خطر ما فضلا عن إيذاء الأذان ومن الأذى استخدام الألفاظ البذيئة في التعامل مع الاخرين وكذلك مزاحمة كبار السن وذوي الظروف الخاصة في الشوارع وأيضا إفزاع السائقين للعابرين أمامهم من خلال إيهامهم بعدم التوقف والاصطدام بهم واستخدام السيارات ذات المحركات المعيبة والتي تخرج أدخنة تؤذي الاصحاء فضلا عن المرضى ، و إلقاء الأدوات الحادة من مسامير أو علب صفيح أو بطاريات ذات خصائص ممرضة والذبالة بصفة عامة .ومن الأذى أيضا خروج المرضى أصحاب الأمراض المعدية دون احتراز يحمي الآخرين من العدوى وكذلك تحويط أصحاب الأكشاك والمحلات على رصيف الشارع أو جزء من نهر الطريق. وأمثلة كثيره ميزاننا فيها قوله صلى الله عليه وسلم إياكم والجلوس في الطرقات” . قالوا : يا رسول الله ! ما لنا بد من مجالسنا . نتحدث فيها . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : “فإذا أبيتم إلا المجلس ، فأعطوا الطريق حقه “. قالوا : وما حقه ؟ قال : “غض البصر ، وكف الأذى ، ورد السلام ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر”.