إني هناكَ
عن الدنى أتخلى
أسقي حيائي
من دمي لأظلا
*
مُتلعْثمٌ بالشعرِ
أخشى بوحهُ
متدثّرٌ بالصمتِ
أنزِفُ ذُلَّا
*
جمّعتُ أجزاءَ المعاني
من دمي
كي أرتضي
معنىً يُفسّرُ كُلَّا
*
يا سيد الفصحاءِ
, فعليَ ناقصٌ
جاءَ البيانُ أمامكم معتلَّا
*
لا فعلَ يرفعُ هامتي
إلّا الذي
نَصبَ القصيدَ
بمدحهِ وتعلّى
*
إذ كيفَ
أرفعُ صوتَ شعريَ عندهُ
فالبوحُ من خجلي
أتى مُنْسَلَّا
*
إني هناكَ ,
الروحُ روضةُ عاشقٍ
لم يتخذ
جسمي الكليمُ محلّا
*
قد كنتُ في قلبي
فراغًا للهوى
سهرَ الفؤادُ
على هواهُ فَكَلّا
*
والآن ينأى
كلُّ حبٍّ دونهُ
وهوى سواهُ في دمي
قد ثُلّا
*
إنْ كنت لم أرهُ
فقلبي عاشقٌ
فالعين من وصفٍ له
تتملّى
*
لم تحجب الأشياء
عني طَلّها
فأمام سيرتهِ
البهاءُ أطلَّا
*
النومُ يسهرُ
في عيوني رؤيةً
فمتى أراهُ بنظرةٍ يتجلّى
*
ما زلتُ أرجو
نظرةً في ليلتي
ويقولُ قلبي للصباح : لعلّا
*
في يوم مولدهِ
السماءُ معارجٌ
نزلتْ ملائكُ
رحمةٍ تتدلّى
*
مطرٌ من الأنوارِ
ينزلُ صيّبًا
وأتى الضحى
من غيثهِ مبتلَّا
*
وأتى إلى الدنيا
فشقَّ ظلامها
قمرٌ بمنتصف الحياةِ أهلّا
*
يمشي على الصحراء
يندى قفرها
حتى كأنَّ الظلَّ
يزرعُ ظلّا
*
ومنَ المشارقِ والمغاربِ هديهُ = نهرٌ تشعّبَ , ماؤهُ ما قلَّا
*
لم يبقَ دربٌ للحياة
بخطونا
إلا على خيرٍ بهِ قد دلّا
*
في الطائف ,
القدمانِ تنزفُ رحمةً
والوردُ من طيب الدماء تحلّى
*
يحنو على العاصينَ
بل يدعو لهم
ما زال يزرع
في دجاهم فُلّا
*
هو فاتحٌ
مدن الظلام بهديهِ
ما كان يومًا
إن غزا محتلّا
*
ما كان يقطع
زهرةً من روضها
ليَشُمَّ طيبَ هدايةٍ
مَنْ ضلَّا
*
وسيوفهم حبًّا تلينُ
, وما هوتْ
بَطَرًا , وما رفعوا الأسنّةَ غِلّا
*
لو أنَّ فاطمة…. , ومعذرةً لها
ميزانُ عالمنا غدا مُختلّا