*أساتذة الجهاز الهضمي يتحدثون في السياسة.. كما يتناقشون في الطب
*د.حسني سلامة: استردينا آمالنا وتفاءلنا بعدما حدث أيام كورونا
*نعتز بالتسمية الجديدةوبتكريم شهدائنا
*فخورون طبعا بإعلان مصر خالية من الفيروس “سي”
*نحن لا ننكر أن السفر للخارج يداعب مجريات حياتنا.. وتبقى مصر الملاذ والمصير
*القطاع الخاص مطمئن الآن.. لكن يريد إجراءات عملية
* الربط النهري بين مصر والسودان كان ضروريا منذ عقود وعقود
*الآن.. القناعة المشتركة تقضي على سلبيات الماضي
*نريد عهدا: لا تسارعوا بالحكم على المدرب المصري للمنتخب القومي
دعوات ومآدب وولائم الإفطار والسحور هذا العام فاقت كل التوقعات فما من يوم يمر أو ليلة تنقضي إلا ودارت الاتصالات بين الأهل والأصدقاء والجيران للاتفاق على تحديد موعد للإفطار.. وطبعا لا أحد يرفض أو يعتذر بل الغالبية العظمى ترحب وتشجع.
لعل السبب في ذلك أن الناس كانوا محرومين من هذه اللقاءات الحميمة خلال العامين الماضيين بسبب فيروس كورونا وبالتالي عندما جاءتهم الفرصة بادروا بتعويض الماضي بكافة سلبياته وتداعياته.
***
أنا شخصيا حرصت على أن ألبي دعوة د.حسني سلامة على مائدة سحور تعودت جمعية الجهاز الهضمي التي يرأسها على أن تشركني في أن أكون بين أعضائها الكرام متحدثا ومشاركا ومقترحا وطارحا لأسئلة عديدة ومتنوعة.
اللقاء كان قرب منتصف ليلة الجمعة الماضية حيث كان “السحور” المرتقب والعائد بعد طول غياب..
د.حسني سلامة -والحق يقال-يحرص في كل عام على أن ألقي كلمة تتناول الشأن العام في مصر إيمانا منه بأن الطبيب لابد أن يكون ملما بالأمور السياسية والاقتصادية والاجتماعية في وطنه وهذا ما يمكن أن أقدمه بحكم خبرة السنين والأيام..
بداية لابد من الاعتراف بأن أطباء مصر تغمرهم هذا العام مشاعر الاطمئنان النفسي والرضا والقناعة.. والسبب من وجهة نظري يرجع إلى التقدير الرسمي والشعبي غير المسبوق لجهودهم وتضحياتهم.
لذا.. فإن وصفهم بالجيش الأبيض أضفى على قلوبهم إيمانا من نوع خاص بأن هذا الوطن يظل دائما وأبدا معترفا بفضل أبنائه الذين هم بدورهم يقدرون فضله واسمه وتاريخه.
ليس هذا فحسب بل إن التعديلات التي طرأت على مرتباتهم وعلى البدلات والحوافز التي يتقاضونها رسخت في أعماقهم نفس تلك المشاعر رغم أن كثيرين منهم ربما لديهم ما يكفيهم وأكثر..
أيضا.. تكريم من لقي الشهادة منهم إما بسبب فيروس كورونا أونتيجة أعمال الإرهاب القذرة ولد داخل أجسادهم وقلوبهم وبعقولهم أن جهودهم لا تذهب هباء بل هي محل التقدير والإعزاز وهذا في حد ذاته نوع من أنواع الخير والجمال والمحبة المتبادلة.
***
على الجانب المقابل فهم سعداء حقا لأنهم عاشوا وعايشوا المرحلة الجاذبة من تاريخ مصر التي تخطت قواعدها الأساسية فيروس سي اللعين والذي أصبح مجرد ذكرى.
نعم.. سوف تقولون إن الأطباء ليسوا كلهم المهمومين بفيروس سي لكن الرد على ذلك بأن هذا الفيروس الغادر كان إذا تمكن من شخص ما سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة فسوف يهد كيانه هدا.. وهذا الكيان الذي يشمل في معظم الأحيان العقل كنقطة البداية ثم القدمين كنقطة نهاية.
هذه المساحة الافتراضية إذا لم تكن مقامة على أسس متينة وقوية وتحوطها إجراءات سميكة من هنا وهناك يصبح على الدنيا السلام..!
واستنادا إلى كل تلك الحقائق فقد أكد أطباء سحور الجمعة أن إعلان مصر خالية من فيروس سي أكسبهم فخارا فوق فخار وعزة فوق عزة لأنهم -بحق – الفريق الذي بحث ونقّب وأصر وفي النهاية وصل إلى المطلوب.
المهم قبل أن أنهي كتابة الفقرة السابقة هذه اتصل بي من يبلغني بأن شخصا عزيزا علي يريد أن يحدثني تليفونيا.
طبعا.. رحبت لاسيما بعد أن عرفت بأن هذا الشخص يمت بصلة قرابة لي ويريد أن يملأ الدنيا بهجة ونشوة وسرورا بأن فيروس سي الذي لازمه على مدى أكثر من عشرين عاما قد ذهب إلى غير رجعة ولم يعد يهدد حياته سواء في الصباح أو المساء لأن الإجراءات التي اتخذتها مصر ضده حققت فعاليتها بكل زهو وعلم واقتدار.
بقي أن تعرف أن هذا القريب يعيش في ألمانيا منذ أكثر من عقدين كاملين من الزمان وعبثا حاول أن يجد علاجا هناك مما يعانيه حتى جاء الإنجاز الحميدليعترف أطباء ألمانيا بأن المصريين حققوا ما عجز عنه أطباء العالم بأسره.
هنا لابد من وقفة لكي ينسب الفضل إلى صاحب الفضل إذ لولا رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي الثاقبة وإلمامه الكامل بكل ما يعيشه شعب مصر ثم ثقته الكاملة في هذا الشعب ما كان قد تحقق ما تحقق ليس بالنسبة لفيروس سي فقط لكن في مجالات أخرى عديدة..
***
المهم ما إن اقترب الحوار الذاتي على الانتهاء حتى قام ثلاثة من الأطباء العلماء ليقولوا بلهجة واحدة..
نعم.. مازالت الرغبة في السفر للخارج تداعب مشاعرنا لكنا نعترف بأنها ليست بنفس الحدة السابقة.
إن أبواب الأمل مفتوحة الآن أكثر من أي وقت مضى والرعاية الصحية تزداد تحسنا يوما بعد يوم وهذا ما يدعونا للتفاؤل.. علقت:يكفيكم أن مصر هي الحصن الدافئ لكم سواء في القرب أو البعد وبالتالي أرجوكم.. أرجوكم ألا تفرطوا فيها أبدا.. وإن كنت واثقا بأنكم يستحيل أن تفعلوا ذلك.
***
ودعونا نستمر في الحديث عن مصر وأهل مصر ونقول إن التأكيد مرارا وتكرارا على أهمية دور القطاع الخاص في تنفيذ خطة التنمية إنما يشجع هذا القطاع على الإقدام وعلى المشاركة الحقيقية كل ما هنالك أن الأمر يحتاج إلى نوع من حسن النوايا من الحكومة والقطاع الخاص.
إن عقد مؤتمرات مشتركة بين الطرفين بعد إجازة عيد الفطر مباشرة ثم متابعة ما يصدر عن هذه المؤتمرات من قرارات مع دراسة الاقتراحات والآراء والنتائج المقارنة كل تلك العناصر ولا شك تؤدي إلى ما يمكن أن يحقق الكثير من النتائج الإيجابية والمأمولة ودعونا نرقب وننتظر.
***
ثم..ثم.. إن إعادة الحديث عن الربط النهري بين مصر والسودان يعكس دلائل عديدة عن حسن استثمار النهر الخالد في أعمال التجارة والزراعة والسياحة وغيرها.
نعم.. ربما هناك خطط عديدة في هذا الصدد لكنها لم تخرج إلى حيز التنفيذ أو ربما خرجت ثم تعثرت أو تعطلت.
واضح أن هذه المرة مختلفة لأن توجهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة تطوير هيئة وادي النيل للملاحة البحرية فضلا عن التأكيد على مبدأ إنساني وقومي ألا وهو الترابط بين الشعبين المصري والسوداني.
هذا المبدأ في حد ذاته يشحذ الهمم ويدعو لإبداء المبادرات من هنا وهناك بما ينبئ بأن الثمار الحقيقية في الطريق.
***
أخيرا خمسة رياضة..
لا جدال أن تكليف شخصية مصرية بتدريب المنتخب القومي لكرة القدم قد أراح القلوب لعدة أسباب أساسية:
أولا: الأجنبي مهما كانت جنسيته أو فصله أو أصله لا يتميز على نظيره المصري الذي يملك من المقومات والمؤهلات والسمات ما لا يتوافر لدى القادم من بعيد.
ثانيا: الحوار المشترك بين المدرب واللاعبين يجيء رائعا هادفا إذا كانت كل الأطراف مصرية.
ثالثا: لقد خضنا تجارب عديدة مع المدربين الأجانب ومعظمها باءت بالفشل.. فما الذي يمنع من السير في الاتجاه المنطقي.. والبديهي والمقبول عملا وقولا..؟!
أرجوكم.. اعقلوها وتوكلوا.. وإن شاء الله النصر سيكون حليفنا.
***
مواجهات
*وهكذا يمضي شهر رمضان سراعا ليقترب من نقطة الرحيل.
ولكن شأن كل مخلوق في تلك الحياة.. فلا دائم ولا باقٍ سوى وجه الله سبحانه وتعالى.
***
*ندعو الله سبحانه وتعالى أنيكون قد قبل صيامنا وغفر لنا وهيأ لنا من أمرنا رشدا.
صدقوني نحن أمة شديدة القرب من المولى سبحانه وتعالى.
لذا.. فلن يضيعنا أبدا.
***
*الآن.. يدور الحديث حول المكان الذي ستقضي فيه الأسرة إجازة عيد الفطر.
زمان.. كانت الأولوية الإسكندرية.. الآن انتقلت للساحل الشمالي.
العبرة ليست أين ومتى لكن الأساس والقاعدة للنفوس قد تجردت من الهوى وحب الذات.
وأخرى لا تتوانى عن تقديم الدعم والمساندة للإخوة والأخوات وقبلهم طبعا الآباء والأمهات.
***
أعجبتني هذه الكلمات الإيمانية:
سيدنا نوح أغرق الكرة الأرضية بدعاء من أربع كلمات:
“رب إني مغلوب فانتصر”
أما سيدنا سليمان فقد امتلكها بدعاء من ثلاث كلمات فقط:
“وهب لي ملكا”.
لذا.. نصيحتي أن تقصر حديثك مع الله على الصدق والإخلاص أما الكلام الإنشائي واللت والعجن فقد ثبت أن كل ذلك ليس له قيمة في الدنيا ولا في الآخرة.
***
*سبحان الله العظيم.. في أوكرانيا التي تنتج سنويا 60 مليون طن من القمح أصبح الخبز فيها يوزع بالرغيف الواحد.
والسبب فقدان الأمن في البلاد.
تُرى من يعتبر ومن لا يعتبر.
***
*أخيرا نأتي إلى مسك الختام..
اخترت لك هذه الأبيات الشعرية من نظم أمير الشعراء أحمد شوقي نهج البردة:
ريم على القاع بين البان والعلم
أحل سفك دمي في الأشهر الحرم
رمى القضاء بعيني جؤذر أسدا
يا ساكن القاع أدرك ساكن الأجم
لما رنا حدثتني النفس قائلة
يا ويح جنبك بالسهم المصيب رمى
جحدتها وكتمت السهم في كبدي
جرح الأحبة عندي غير ذي ألم
رزقت أسمح ما في الناس من خلق
إذا رزقت التماس العذر في الشيم
يا لائمي في هواه والهوى قدر
***
و..و..وشكرا